المكتبة الإسلامية
المكتبة
|
المؤلفون
|
مكتبتي
|
حول الموقع
الزهد لابن ابي الدنيا
إبدأ القراءة
نبذة عن الكتاب (8216)
المواضيع
:
كتب ابن ابي الدنيا
المؤلفون
:
ابن ابي الدنيا
المحتويات
جزء 1 من 1
المواضيع الرئيسية
للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى
للدنيا أهون على الله تعالى من هذه على أهلها
للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه الشاة على أهلها
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال: ميزوا ما كان منها لله عز وجل، وألقوا سائرها في
الدنيا ملعونة، وملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل
من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما
حب الدنيا رأس كل خطيئة
لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم أتت إبليس جنوده فقالوا: قد بعث نبي وأخرجت أمته قال: يحبون
هذه الدنيا مثلت لي فقلت لها: إليك عني، ثم رجعت فقالت: إنك إن أفلت مني فلن يفلت مني من
ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر ما يرجع
ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب
يا عجبا كل العجب للمصدق بدار الخلود وهو يسعى لدار الغرور
لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى فرعون منها شربة ماء
الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له
حلالها حساب، وحرامها النار
من صح فيها أمن، ومن سقم فيها ندم، ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها فتن، في حلالها
هذه الدنيا
الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، إن بني إسرائيل لما بسطت لهم
ما شبهت الدنيا إلا كرجل نام فرأى في منامه ما يكره وما يحب، فبينما هو كذلك إذ
أحلام النائم
أحلام نوم أو كظل زائل ... إن اللبيب بمثلها لا يخدع
يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها ... إن اغترارا بظل زائل حمق
ألا إنما الدنيا كظل بنيته ... ولا بد يوما أن ظلك زائل
وإن امرءا دنياه أكبر همه ... لمستمسك منها بحبل غرور
بؤسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين؟ كيف تهلكينهم واحدا واحدا ولا يكونون
أعوذ بالله من شرك. قالت: فإن أحببت أن تعاذ من شري فابغض الدرهم
رأيت الدنيا - يعني في النوم - عجوزا مشوهة حدباء
رأيت في النوم عجوزا شمطاء مشوهة تصفق بيديها، وخلفها خلق يتبعونها ويصفقون ويرقصون، فلما
لا تتخذوا الدنيا ربا فتتخذكم الدنيا عبيدا، اكنزوا كنزكم عند من لا يضيعه؛ فإن صاحب كنز
أكببت لكم الدنيا على وجهها، فلا تنعشوها بعدي؛ فإن من خبث الدنيا أن الله عز وجل عصي فيها،
كببت لكم الدنيا فلا تنعشوها بعدي؛ فإنه لا خير في دار عصي الله عز وجل فيها، ولا خير في دار
بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها، فلا ينازعكم فيها إلا الملوك والنساء، فأما الملوك فلا
ما سكنت الدنيا في قلب عبد إلا التاط قلبه بثلاث: شغل لا ينفك عناؤه، وفقر لا يدرك غناه،
أربع من أعلام الشقاء: قسوة القلب، وجمود العين، وطول الأمل، والحرص على
كيف بدنيا تقطع رقابكم؟ فمن جعل الله عز وجل غناه في قلبه فقد أفلح، ومن لا فليس بنافعته
إذا أحب الله عز وجل عبدا حماه الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه الماء
اتقوا السحارة، اتقوا السحارة؛ فإنها تسحر قلوب العلماء، يعني الدنيا
إن الله جل ثناؤه لم يخلق خلقا هو أبغض إليه من الدنيا، وإنه منذ خلقها لم ينظر
ضربت على بني قبة الشيطان، اكشطوها بذكر الله عز وجل
ما أحد من الناس بسط له الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر به فيها، إلا كان قد نقص عقله وعجز
فلما نسوا ما ذكروا به} [الأعراف: 165] إلى قوله {والحمد لله رب العالمين} [الأنعام: 45]
لكفى به ذنبا أن الله عز وجل يزهدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها، فزاهدكم راغب، ومجتهدكم مقصر،
يا ابن داود، لقد آتاك الله ملكا عظيما. قال: فسمع سليمان كلمته، فقال: لتسبيحة في صحيفة
من أصبح وأكبر همه الدنيا فليس من الله عز وجل
أحق الناس بذم الدنيا وقلاها من بسط له فيها وأعطي حاجته منها؛ لأنه يتوقع آفة تعدو على ماله
يحسب الجاهل الشيء الذي هو لا شيء شيئا، والشيء الذي هو الشيء لا شيء، ومن لا يترك الشيء
خلق الله عز وجل الداء والدواء، فالداء الدنيا، والدواء تركها
الدنيا دار ظعن وليست بدار إقامة، وإنما أنزل آدم عليه السلام إليها عقوبة، فاحذرها يا أمير
حب الدنيا أصل كل خطيئة، والمال فيها داء كبير قالوا: وما داؤه؟ قال: لا يسلم من الفخر
الوضاء الحسنة وجوههم، المعجبون بشبابهم؟ أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان؟
ما من صباح ولا مساء إلا ومناد ينادي: يا أيها الناس الرحيل الرحيل، وإن تصديق ذلك في كتاب
أبادر ملك الموت رحمك الله قال: فقمت عنه، وقام إلى صلاته
أبادر خروج نفسي
قدم صالح الأعمال، ودع عنك كثرة الأشغال، بادر قبل نزول ما تحاذر، ولا تهتم بأرزاق من تخلف،
التؤدة في كل شيء خير إلا في أمر الآخرة
يتوسد المؤمن ما قدم من عمله في قبره، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، فاغتنموا المبادرة رحمكم
رحم الله امرأ عمل لمثل هذا اليوم، إنكم اليوم تقدرون على ما لا يقدر عليه إخوانكم هؤلاء من
لا تقعدوا فراغا، فإن الموت يطلبكم
أبادر طي الصحيفة
زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين، فلو شئت أن أزينكما بزينة من الدنيا يعرف فرعون حين
أنزلني من نفسك كهمك، واجعلني ذخرا لك في معادك، وتقرب إلي بالنوافل أدنك، وتوكل علي أكفك،
مثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان، إن أرضى إحداهما أسخط الأخرى
الدنيا والآخرة يجتمعان في قلب العبد، فأيهما غلب كان الآخر تبعا له
إذا كانت الآخرة في القلب جاءت الدنيا تزحمها، وإذا كانت الدنيا في القلب لم تزحمها الآخرة؛
بقدر ما تحزن للدنيا فكذلك يخرج هم الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة فكذلك يخرج هم
يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء، أنيابها بادية مشوه خلقها، فتشرف على
لا يعيذك الله مني حتى تبغض الدرهم. قال: قلت: من أنت؟ قالت: أما تعرفني؟ قلت لا. قالت: أنا
يجاء بالدنيا يوم القيامة تتبختر في زينتها ونضرتها، فتقول، يا رب اجعلني لأخس عبادك دارا،
ما الدنيا؟ إن كنت لبائعها في بعض الحالات كلها بشربة على الظمأ
اجعل الدنيا دارا تبلغك لأثقالك، واجعل نزولك فيها استراحتك، لا تحبسك كالهارب من عدوه،
لا تطلبوا الدنيا بهلكة أنفسكم، واطلبوا الدنيا بترك ما فيها، عراة دخلتموها، وعراة تخرجون
تكفينا خلقان من كان قبلنا
أنا أكرم على الله عز وجل من أن يجعل لي شيئا يشغلني به
الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة في الدنيا تطيل الهم والحزن
احذروا الدنيا؛ فإنها أسحر من هاروت وماروت
مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة في يوم صائف، ثم راح وتركها
ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح
لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ قال بلى. قال: فهو إن شاء الله كذلك
ما رأيت شيئا يرد البصر إلا أهبة ثلاثا، فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يوسع عليك، فقد وسع
كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه، وما يبالون، أشرقت الدنيا أم غربت، أذهبت
لو كانت الدنيا كلها له ما كان له منها إلا الكفاف، ويقدم ذلك ليوم فقره
المؤمن في الدنيا كالغريب لا ينافس في عزها، ولا يجزع من ذلها، للناس حال - أظنه قال: وله
ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يستره، وثوب يواري عورته غليظ، وجلف من الخبز
الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، وإن الرغبة في الدنيا تكثر الهم
طوبى للزاهدين في الدنيا، والراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها
كان يأكل الشجر، ويلبس الشعر، ويأكل ما وجد، ولا يسأل عما فقد، ليس له ولد يموت، ولا بيت
تابعنا الأعمال ولم نجد شيئا أبلغ في طلب الآخرة من الزهد في الدنيا
الزهد في الدنيا
الزهد في الدنيا: من لم يغلب الحرام صبره، ولم يستقل الحلال شكره
من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات
من لم يغلب الحرام صبره، ولم يمنع الحلال شكره، قال: معناه: من ترك الحرام، وشكر
عهد إلينا أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب فلما مات نظر فيما ترك، فإذا قيمته
إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه، وإياك
إن فتحت عليكم الدنيا فلا تأخذن منها إلا بلاغا، واعلم أن من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله
أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا بهيئة ما تركته فيها، وإنه والله ما منكم من
ما أحد أغنى بالله منا، ما لنا إلا ظل نتوارى به، وثلة من غنم تروح علينا، ومولاة لنا تصدقت
عتيق إلى الحول
أزهد الناس؟ قال: من لم ينس القبر والبلى، وترك أفضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقى على ما يفنى،
أزهدكم في الدنيا وأرغبكم في الآخرة
من زهد في الدنيا أسكن الله الحكمة قلبه، وأطلق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها،
أفضل الزهد إخفاء الزهد
أعون الأخلاق على الدين الزهادة في الدنيا، وأوشكها ردى اتباع الهوى، ومن اتباع الهوى الرغبة
من رغب في الدنيا وطال أمله فيها أعمى الله قلبه على قدر ذلك، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله
لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي حلالا لا أحاسب بها في الآخرة، لكنت أقذرها كما يقذر أحدكم
ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال، ولا بإضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن تكون بما
الزهد في الدنيا أن لا تأسى على ما فات منها، ولا تفرح بما أتاك منها
الزهد في الدنيا قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء
أقضى بهم الزهد؟ قال: إلى الأنس به
جعلت لكل شيء مأوى ولم تجعل لي مأوى، فأجابه الجليل تعالى: مأواك عندي في مستقر من رحمتي،
يولم عيسى ويحيى عليهما السلام في الجنة ثلاثمائة سنة، ويدعى في وليمتهما
كانت الدنيا قبل أن أكون فيها، وهي كائنة بعدي، وإنما لي فيها أيام معدودة، فإذا لم أسعد في
أقامني الذي لم يرد أن أصيب من الدنيا شيئا
ما كنت أظن الناس يركبون الشيطان قبل هذا، فأتي بجمله فركبه
هذا سيبلغنا المقيل
كنتم أذل الناس، وأحقر الناس، فأعزكم الله بالدين، مهما تطلبون العز بغيره أذلكم الله عز
العمل الذي يحبك الله عز وجل عليه فازهد في الدنيا، وأما العمل الذي يحبك الناس عليه فانبذ
الدنيا غنيمة الآخرة
حبك للدنيا؟ قال: خذع
الزاهد من قدر فترك
الزهد الرضا عن الله عز وجل
الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، الدائب في العبادة، البصير
ازهد ونم. قال: وقال سفيان: يا بكر، خذ من الدنيا لبدنك، وخذ من الآخرة لقلبك قال أبو نصر:
الزهد ثلاثة أصناف، فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة فالزهد الفرض: الزهد في الحرام، والزهد
الزاهد في الدنيا؟ قال: من إذا أنعم عليه شكر، وإذا ابتلي صبر. قلت: يا أبا محمد قد أنعم
لنا بيتا نوجه إليه صالح متاعنا. قال: إنه لا بد لك من متاع ما دمت ها هنا. قال: إن صاحب
يكفيني صاع من طعام في كل جمعة، وشربة من ماء في كل يوم
عليك بالزهد يبصرك الله تعالى عورات الدنيا، وعليك بالورع يخفف الله عز وجل حسابك، ودع ما
إن كنت إنما أريدكم لهذا إني إذا لشقي
ما يسرني أن لي جميع ما حوت عليه البصرة من الأموال والثمرة بفلسين
لا يجوز لأحد أن يظهر للناس الزهد والشهوات في قلبه، فإذا لم يبق في قلبه من شهوات الدنيا
أرادوا بالزهد لتفرغ قلوبهم للآخرة
ازهد في الدنيا
أدلك على من هو أزهد مني؟ قال: ومن هو؟ قال: أنت قال: كيف ذاك؟ قال: لأنك زهدت في الجنة وما
من رضي بالدنيا كلها عوضا من الآخرة، فذاك الذي رضي بأقل مما رضيت به
زهدنا الله وإياك زهد من أمكنه الحرام والذنوب في الخلوات فعلم أن الله يراه
لئن حلفتم لي على رجل منكم أنه أزهدكم، لأحلفن لكم أنه خيركم
من زهد على حقيقة كانت مؤونته في الدنيا خفيفة، ومن لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع
لتحببن إليكم الدنيا حتى تتعبدوا لها ولأهلها، وليأتينكم زمان تكره فيه الموعظة، وحتى يختفي
عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم الرحمن بحبهم الدنيا
البدن إذا سقم لم ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة، وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا
بقدر ما تحزن للدنيا فكذلك يخرج هم الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة فكذلك يخرج هم
اتخذوا الدنيا ظئرا، واتخذوا الآخرة أما، ألم تروا إلى الصبي يلقى على الظئر، فإذا ترعرع
أوحي إلى الدنيا أنه من تركك فاخدميه، ومن آثرك فاستخدميه
بحسبكم بقاء الآخرة من فناء الدنيا. بأي العملين حللت إبقاء الدارين فبت مع دار البقاء، إن
سميت الدنيا، لأنها دنية، وإنما سمي المال لأنه يميل بأهله
ضعف الناس والذنوب والشيطان، قال: وجعل يعرض بأمور لا توافق الرجل في نفسه، فلما رأى ذلك
لا أعلم خليقة يكابد من هذا الأمر ما يكابد هذا الإنسان قال: وقال سعيد أخوه: يكابد مضايق
الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا
للدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على أهلها قال الحسن: أخبرنا من شهد
انظروا إلى دجاجهم، وبطهم، وثمارهم
ما الدنيا في الآخرة إلا كرجل وضع إصبعه في اليم، فلينظر بم رجعت إليه
الدنيا مقيل لرائح ... قضى وطرا من حاجة ثم هجرا
الدنيا غنيمة الأكياس، وغفلة الجهال، لم يعرفوها حتى اخرجوا منها، فسألوا الرجعة فلم
إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} [ص: 46] قال: أخلصناهم بذكر الآخرة
ما شاء صنع، وما شاء رفع، وما شاء وضع، وما شاء أعطى، ومن شاء منع، إن الدنيا دار غرور،
كانوا أزهد منكم في الدنيا، وأرغب منكم في الآخرة
ألا أيها الطالب ... أمرا ليس يلحقه ويا من طال بالدنيا ... وزهرتها تعلقه أما ينفك ذا أمل
ألم ترها تلهي بنيها عشية ... وتترك في الصبح المجالس نوحا
زهرة الدنيا غرور ولو تحلت بكل زينة والخير الأكبر غدا في الآخرةفنحن بين مسارع
لو رأت أعين الزاهدين ثواب ما أعد الله لأهل الإعراض عن الدنيا لذابت أنفسهم شوقا واشتياقا
استدبرت الدنيا منذ يوم نزلتها، واستقبلت الآخرة، فأنت إلى دار تقرب منها أقرب منك إلى دار
مثل الدنيا مثل الحية: لين مسها تقتل بسمها، فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، وضع
إن سرك أن تجد حلاوة العبادة، وتبلغ ذروة سنامها، فاجعل بينك وبين شهوات الدنيا حائطا من
لا يستقيم حب الآخرة والدنيا في قلب المؤمن
مثل الذي يريد أن يجمع له الآخرة والدنيا مثل عبد له ربان لا يدري أيهما
لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة، وكل محزن
من أحب الدنيا وسرته ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما من عبد يزداد علما ويزداد على الدنيا حرصا،
الدنيا كلها قليل، وقد ذهب أكثر القليل، وبقي قليل من القليل ممم الرقم غير موجود فى الحديث
ما أكثر أشباه الدنيا منها
إذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة وابتغيته يسر لك، وإذا أردت شيئا من أمر الدنيا
بؤسا لمحب الدنيا، أتحب ما أبغض الله عز وجل؟
لا تحزن أن يعجل لك كثير مما تحب من أمر دنياك إذا كنت ذا رغبة في أمر آخرتك حدثنا عبد الله،
من أخذ الرغيف؟ قال: ما أدري. قال: ثم انتهيا إلى وادي ماء، فأخذ عيسى بيد الرجل فمشيا على
مثلي ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غبراء، حتى إذا لم يدروا ما سلكوا منها أكثر
مثل الدنيا كمثل الماشي في الماء، هل يستطيع الذي يمشي في الماء ألا تبتل
صاحب الدنيا لا يلتذ العبادة، ولا يجد حلاوتها مع ما يجد من حب الدنيا بحق أقول لكم: إن
الدنيا بحر عميق يغرق فيه ناس كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله تعالى، وحشوها الإيمان
ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها، وتغره ويأمنها، وتخذله ويثق بها؟ ويل للمغترين كيف أرتهم
ليس شيء خيرا لنا من أن لا نمتحن بالدنيا
ليست لك بدار، أخرج منها همك، وفارقها بعقلك، فبئست الدار هي، إلا لعامل فيها، فنعمت الدار
كلف الناس بالدنيا، ولم ينالوا منها فوق قسمتهم، وأعرضوا عن الآخرة، وببغيتها يرجو العباد
الدنيا تحتنا
إذا رأيت العبد دنياه تزداد وآخرته تنقص، مقيما على ذلك، راضيا به فذلك المغبون الذي يلعب
أربع لا تجتمع في أحد من الناس إلا تعجب: الصمت وهو أول العبادة، والتواضع لله عز وجل،
من سره أن ينظر إلى الدنيا بحذافيرها فلينظر إلى هذه المزبلة، ثم قال: ولو أن الدنيا تعدل
الدنيا جعلت قليلا فما بقي منها إلا قليل من قليل أنشدني أحمد بن موسى الثقفي: [البحر الهزج]
الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وإنكم مفارقوها لا
ما رأيت قوما قط أرغب فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه منكم، ترغبون في
الدنيا سجن المؤمن وسنته، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة
الدنيا جنة الكافر، وسجن المؤمن، وإنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه كمثل رجل كان في سجن فأخرج
ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله،
فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} [لقمان: 33] قال: من قال ذا؟ قال: من
الدنيا كثيرة الأشغال، لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة
المؤمن من يعلم أن ما قاله الله عز وجل كما قال، والمؤمن أحسن الناس عملا، وأشد الناس خوفا،
قطعت عظيم السفر وبقي أقله، فاذكر يا أخي، المصادر والموارد، فقد أوحي إلى نبيك محمد صلى
ناجى موسى عليه السلام، فقال: يا موسى إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا، ولم
أزهدكم في الدنيا، وأرغبكم في الآخرة
ما أهونك على الأبرار الذين تصنعت لهم، وتزينت لهم إني قد قذفت في قلوبهم بغضك والصدود عنك،
ما طالب الدنيا من حلالها وجميلها وحسنها عند الله بالمحمود ولا المغبوط، فكيف من طلبها من
تريدون بقاء الدنيا وقد أبى الله عز وجل إلا فناءها، وإنما فناء الدنيا بذهاب
دار بالبلاء محفوفة، وبالفناء معروفة، وبالغدر موصوفة، فكل ما فيها إلى زوال، وهي بين أهلها
بقدر ما تفرح للدنيا كذلك تخرج حلاوة الآخرة من قلبك
كلوا خبز الشعير، والماء القراح ونبات الأرض، فإنكم لا تقومون بشكره، واعلموا أن حلاوة
ما أعطى الله الدنيا من أعطاها إياها إلا اختبارا، ولا زواها عمن زواها عنه إلا اختبارا،
يكفي أهل الدنيا ما يعاينون من كثرة الفجائع وتتابع المصائب في المال والإخوان، والنقص في
خمسة من علامة الشقاء: قسوة القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، وطول
أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى، والآخرة
لدار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، ومسجد أحباء الله عز
يا ويح العابدين أما يستحيون من طلب الدنيا، وقد ضمن لهم الرزق، وكفي الراغب منها الطلب،
لا تغبطوا حريصا على ثروة، ولا سعة في مكسب، ولا مال، وانظروا إليه بعين المقت له في فعاله،
طلب أحدهما الدنيا بحلالها فأصابها، فوصل فيها رحمه، وقدم فيها لنفسه، وجانب الآخر الدنيا؟
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض} [الشورى: 27] ، وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا
لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا. قال عبد الله: وبراذان ما براذان وبالمدينة ما
أيحزن عبدي أن أقبض عنه الدنيا، وذلك أقرب له مني، أو يفرح عبدي أن أبسط له الدنيا، وذلك
الزهد في الدنيا راحة القلب والبدن
ينبئهم بما عملوا ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، فإنه لا معقب
الساعة قد اقتربت، وإن القمر قد انشق، وإن الدنيا قد آذنت بفراق، وإن المضمار اليوم وغدا
يحشر الناس يوم القيامة كلهم عراة ما خلا أهل الزهد
حب الدنيا يعمي ويصم
الدنيا دار مرحلة، وجعل الخير والشر فيها فتنة لأهلها ليبلوهم أيهم أحسن عملا، فهم يتقلبون
الدنيا أمد، والآخرة أبد
ليس من حبك الدنيا طلبك ما يصلحك فيها، ومن زهدك فيها ترك الحاجة يسدها عنك تركها، ومن أحب
الدنيا بحر عميق يغرق فيه ناس كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله تعالى، وحشوها الإيمان
ما في أيديكم أسلاب الهالكين، وسيتركها الباقون كما تركها الماضون، ألا ترون أنكم في كل يوم
الدار التي أصبحنا فيها دار بالبلاء محفوفة، وبالفناء موصوفة، كل ما فيها إلى زوال ونفاد،
يا خاطب الدنيا على نفسها ... إن لها في كل يوم خليل ما أقتل الدنيا لخطابها ... تقتلهم قدما
بعث محمد صلى الله عليه وسلم قال: فجعل يرسل شياطينه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
تشتد حاجتي في الدنيا وليست بداري؟ أم كيف أجمع لها وفي غيرها قراري وخلدي؟ أم كيف يشتد حرصي
اللهم زهدنا في الدنيا، ووسع علينا منها، ولا تزو بها عنا وترغبنا فيها
ألا حر كريم يغضب على الدنيا؟
لم ينافسوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم ينافسوهم في عزها، ولم يجزعوا لذلها، أخذوا صفوها،
تطلبون الدنيا وهي مدبرة عنكم، ولكم من الإحداث ما لكم، فقيسوا أمركم
كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة منكم
تهون على الدنيا الملامة، إنه حريص على استخلاصها من يلومها أنشدني أبو إسحاق القرشي التيمي:
ذا القرنين لقي ملكا من الملائكة فقال: علمني علما أزدد به إيمانا ويقينا، فقال له: إنك لا
الزاهدون في الدنيا، والراغبون في الآخرة؟ قال مسروق: ما كنت لأعطي عليهما
الزاهدون في الدنيا، الراغبون في الآخرة؟ فأراه قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر،
الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له
لوددت أني من الدنيا فرد كالراكب الغادي الرائح
ما من مسلم رزق رزقا يوما بيوم لا يعلم أنه قد خير له إلا عاجز، أو قال: غبي
الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله عز وجل، وما أدى إليه
لو كانت لي الدنيا كلها فسلبنيها بشربة يوم القيامة لافتديت بها أنشدني أحمد بن موسى الثقفي:
هي الدنيا تعذب من هواها ... وتورث قلبه حزنا وداء
أرى أشقياء الناس لا يسأمونها ... على أنهم فيها عراة وجوع أراها وإن كانت تحب كأنها ...
كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح بالدنيا من
الأيام سهام والناس أغراض، والدهر يرميك كل يوم بسهامه ويتخرمك بلياليه وأيامه، حتى يستغرق
الدنيا وقتك الذي يرجع إليك فيه طرفك، لأن ما مضى عنك فقد فاتك إدراكه، وما لم يأت فلا علم
ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من قبلكم،
لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها قال عقبة: فكانت آخر
بلينا بالضراء مع رسول الله فصبرنا، وبلينا بالسراء فلم نصبر
بينا أنا نائم أوفيت على جبل، فبينا أنا عليه طلعت علي ثلة من هذه الأمة قد سدت الأفق، حتى
ما عبد الله بشيء أفضل من الزهد في الدنيا
من زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات
أين تذهبون؟ بل أين يراد بكم وحادي الموت في أثر الأنفاس حثيث موضع، وعلى اجتياح الأرواح من
على الأسقام والأمراض أسست هذه الدار، فهبك تصح من الأسقام، وتبرأ من الأمراض، هل تقدر على
عجبت من الناس أنهم ينظرون إلى الموتى في كل يوم ينقلون، وهم في الدنيا في غفلة يلعبون، ثم
كفى بذكر الموت مزهدا في الدنيا، ومرغبا في الآخرة قال أبو بكر: قال بعض حكماء الشعراء:
الله تعالى يحمي عبده المؤمن من الدنيا، كما يحمي الراعي الشفيق غنمه عن مراتع
مسكين ابن آدم رضي بدار حلالها حساب، وحرامها عذاب، إن أخذه من حله حوسب بنعيمه، وإن أخذه من
ما تكاملت المروءة في امرئ قط إلا لذي المعروف، وهانت عليه الدنيا
فكأنك بالدنيا لم تكن، وبالآخرة لم تزل
لن تدركوا ما تريدون إلا بترككم ما تشتهون، ولا تنالون ما تأملون إلا بصبركم على ما تكرهون،
اتقوا فضول الدنيا، فإنها رجس عند الله عز وجل
كانت الدنيا ولم أكن فيها، وتكون ولا أكون فيها، وإنما لي فيها أيامي التي أنا فيها، فإن
فرب كلمة قد أحيت سامعها بعد الموت، ورفعته بعد الضعة، ونعشته بعد الصرعة، وأغنته بعد الفقر،
أترون هذه هينة على أهلها؟ ، قالوا: نعم قال: الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها قال بعض
يا مجلس القوم الذين ... بهم تفرقت المنازل أصبحت بعد عمارة ... قفرا تخرقك
وأجهشت للتوباذ حين رأيته ... ونادى بأعلى صوته ودعاني فقلت له: أين الذين عهدتهم ... بجزعك
ما أتت علينا ساعة من أعمارنا إلا ونحن نؤثر الدنيا على ما سواها، ثم لا تزداد لنا إلا
المقام فيها ببر الأمهات والأولاد يسير حتى يصيروا منها إلى دارين: إحداهما فرقة لا تواصل
حبكم للدنيا؟ قال: حب الصبي لأمه، إذا أقبلت فرحنا، وإذا أدبرت حزنا وبكينا. قال: فما بال
لا يصبر عن شهوات الدنيا إلا من كان في قلبه ما يشغله من الآخرة بلغني عن بعض الحكماء، قال:
تعملون لدنيا صغيرة، وتتركون الآخرة الكبيرة، وعلى كلكم يمر الموت
من كان صغير الدنيا أعظم في عينه من كبير الآخرة، كيف يرجو أن يصنع له في دنياه
تحملني على المكان الخشن، وتركب على المكان الوطيء، ولكن اركب أنت، وأكون أنا خلفك، قال:
الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن
جعل الشر كله في بيت، وجعل مفتاحه حب الدنيا، وجعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في
القنوع هو الزهد، وهو الغنى
الدنيا والآخرة في قلب ابن آدم ككفتي الميزان، بقدر ما ترجح إحداهما تخف
ليست بدار إقامة، وإنما أهبط إليها آدم عقوبة، فبحسب من لا يدري ثواب الله أنه ثواب، وبحسب
من كانت الدنيا أكبر همه طال غدا في القيامة غمه
إن أقل الناس هما في الآخرة أقلهم هما في الدنيا أنشدني سليمان بن أبي شيخ: ما زالت الدنيا
اصطلحنا على حب الدنيا، فلا يأمر بعضنا بعضا، ولا ينهى بعضنا بعضا، ولا يدعنا الله عز وجل
الزهد في الدنيا لا يقيم الرجل على راحة تستريح إليها نفسه
الورع يبلغ بالعبد إلى الزهد في الدنيا، والزهد يبلغ به حب الله تعالى
لم أصبح أملك على الناس إلا سبعة دراهم من لحاء شجر فتلته بيدي، وبنعمة ربي أحدث لو أن
الدنيا والآخرة إناءان، أيهما أكفأت كان الشغل فيه
مثل القلب مثل الإناء إذا ملأته ثم زدت فيه شيئا فاض، فكذلك القلب إذا امتلأ من حب الدنيا لم
يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة
الدنيا دار فناء، ومنزل بلغة، رغبت عنها السعداء، وانتزعت من أيدي الأشقياء، فأشقى الناس
الزاهد: الذي إذا رأى أحدا قال هو أفضل مني
لو أن علماءنا عفا الله عنا وعنهم نصحوا الله في عباده، فقالوا: يا عباد الله اسمعوا ما
ما تأخذ إلا من كيسك
أيحزن عبدي المؤمن أن أزوي عنه الدنيا وهو أقرب له مني؟ ويفرح أن أبسط له الدنيا وهو أبعد له
لا يصيب عبد من الدنيا شيئا إلا نقص من درجاته عند الله تعالى، وإن كان عليه
ما رأيت أحدا أعظم الدنيا فقرت عينه فيها، ولا انتفع بها، وما حقرها أحد إلا تمتع
عامة الزهد في الدنيا، يعني إذا لم تحب ثناء الناس، ولم تبال بذمهم
أهينوا الدنيا، فوالله ما هي لأحد بأهنأ منها لمن أهانها
إذا أراد الله بعبد خيرا أعطاه من الدنيا عطية، ثم يمسك، فإذا أنفد أعاد عليه، فإذا هان عليه
أخاف أن تدفق علي الدنيا دفقة فتغرقني
أمسك عني الدنيا
ليس لأبدانكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها إلا بها
من علامة المريدين الزاهدين في الدنيا تركهم كل خليط لا يريد ما يريدون
أمران لو لم نعذب إلا بهما كنا مستحقين بهما العذاب من الله عز وجل: أحدنا يزاد الشيء من
لو أن رجلا صام الدهر لا يفطر، وقام الليل لا يفتر، وتصدق بماله، وجاهد في سبيل الله، واجتنب
إذا عظمت أمتي الدنيا نزع منها هيبة الإسلام، وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في
لا تزال نفس ابن آدم شابة في حب الدنيا والدرهم، ولو التقت ترقوتاه من الكبر، إلا الذين
اشتدت مؤونة الدنيا ومؤونة الآخرة، فأما مؤونة الآخرة فإنك لا تجد لها أعوانا، وأما مؤونة
جعلت الدنيا فتنة ونكالا، فاجعل حظي من جميعها، ونصيبي من قسمها، وشرفي من سلطانها سلوا
أنت طالب ومطلوب، يطلبك من لا تفوته، وتطلب ما قد كفيته، فكأن ما قد غاب عنك قد كشف لك، وما
آذنتك ببين، وانطوت لك على حين أنشدني عمر بن علي بن هارون: إنما الدنيا جدود ... فعزيز
ما أعجب يا أمير المؤمنين مما نحن فيه، كيف غلب علينا؟ وأعجب مما نصير إليه كيف غفلتنا عنه؟
الدنيا من أولها إلى آخرها قليل، وإن الذي بقي منها في جنب الذي مضى منها قليل، وإنما لك
الذي نخاف من شر الدنيا أعظم من الشر الذي نحن فيه منها، وإنما يرجح شر الدنيا لنا عند
المعاد لو كان واحدا ما غلبونا على الدنيا، كأنه يعزي نفسه
إن لم تدعوا الدنيا رغبة في الآخرة فاتركوها أنفا أن تكون مبارة ومبارك أكثرها فيها منكم
لتدعنها غير محمودين، ولا معروف لكم ذلك
إذا أردت أن تعرف قدر الدنيا فانظر عند من هي قرأت في كتاب داود بن رشيد بخطه، حدثني أبو عبد
رأس ما هو مصلحك ومصلح به على يديك الزهد في الدنيا، وإنما الزهد باليقين، واليقين بالتفكر،
طالب الدنيا مثل شارب ماء البحر، كلما ازداد شربا ازداد عطشا حتى يقتله
لو أن عبدا أشغل نفسه نفسا من أنفاسه فأصاب بذلك النفس الدنيا بما فيها لكان هو المغبون في
ازهدوا في الدنيا تمشوا فيها بلا هم
كانت الدنيا بأيديهم كانوا فيه لله خزانا، لم ينفقوا في شهواتهم ولا لذاتهم، كانوا إذا ورد
يسمون الدنيا خنزيرة، ولو وجدوا لها اسما شرا منه سموها به، وكانوا إذا أقبلت إلى أحدهم دنيا
ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم،
بت أفكر، فكبست البحر الأخضر بالذهب الأحمر، ثم نظرت فإذا الذي يكفيني من ذلك رغيفان وطمران
حق على الله أن لا يرفع شيئا في الدنيا إلا وضعه
للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها
من كانت نيته الآخرة جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت
من كانت نيته طلب الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن
من كانت الدنيا همه وسدمه، لها يشخص، ولها ينصب، وإياها ينوي، جعل الله عز وجل الفقر بين
ذكر الدنيا فقال: إنها ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما كان لله عز وجل، أو ما ابتغي به وجهه
فلو كانت الدنيا تعدل عند الله عز وجل شيئا ما أعطى كافرا منها قدر جناح
ما ذئبان جائعان ضاريان في غنم تفرقت، أحدهما في أولها، والآخر في آخرها بأسرع فيها فسادا من
من أحب الدنيا وسرته خرج خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد علما ثم ازداد على الدنيا حرصا لم
يجاء بصاحب الدنيا الذي قد أطاع الله فيها وماله بين يديه، كلما تكفأ به الصراط قال له ماله:
الدنيا موقوفة ما بين السماء والأرض كالشن البالي، تنادي ربها منذ يوم خلقها إلى يوم يفنيها:
شركم عملا عالم يختار الدنيا، ود لو أن الناس كلهم كانوا في عمله مثله، ما أحب إلى عبيد
أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ ما أنا والدنيا إلا كمثل رجل مر في يوم صائف
من عمل لله تعالى كفاه الله الناس، ومن عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح سريرته أصلح
الزهد: الرضا
الورع أول الزهد، والقناعة أول الرضا. قال أحمد: وقلت لأبي هشام بن عبد الملك المغازلي: أي
عزم له على الزهد فيها، فترك ذلك أجمع، وأقبل على العبادة والتنسك
استرحنا من صحبة الملوك، نمد أرجلنا إذا شئنا، ونتكئ إذا شئنا، ونعمل ما
من ذا الذي يبني على موج البحر دارا، تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا
الدنيا مختمرة متنكرة، حتى إذا هبطت ديار الهالكين كشفت قناعها وانحسرت، فانتصبها العاملون
لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه
مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره، فبقي متعلقا بخيط في آخره، فيوشك ذلك الخيط أن
أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض. فقيل: ما بركات الأرض؟ قال: زهرة
معاوية عاش أربعين سنة، عشرين أميرا، وعشرين خليفة، هذه جثوته عليها ثمامة نابتة، لله در ابن
عشرين سنة أميرا، وعشرين سنة خليفة، ثم صرت إلى هذا، هل الدهر والأيام إلا ما ترى؟ رزية مال،
من علامة الزاهدين في الدنيا تركهم كل خليط لا يريد ما يريدون
الدخول في الدنيا هين، لكن التخلص منها شديد
عجبت لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح؟ وعجبت لمن يعلم أن النار حق كيف يضحك؟ وعجبت لمن يرى
إذا كان القدر حقا فالحرص باطل، وإذا كان الغدر في الناس طباعا فالثقة بكل أحد عجز، وإذا كان
كيف وجدت الدنيا ولذتها؟ قال: كرجل دخل بيتا له بابان، فقام في وسط البيت هنية، ثم خرج من
لا تؤخر عمل اليوم لغد فتدارك عليك الأعمال فتضيع، فإن للناس نفرة عن سلطانهم، أعوذ بالله أن
حتى تبعر فيه الغنم
ما رأيت أزهد في الدنيا من علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وسم الدنيا بالوحشة، ليكون أنس المطيعين به
خلقتم لأمر، إن كنتم تصدقون به إنكم لحمقى، وإن كنتم تكذبون به إنكم لهلكى، إنما خلقتم
لا تغرنكم الدنيا والمهلة فيها، فعن قليل عنها تنقلون، وإلى غيرها ترتحلون، فالله الله عباد
لسحق ردائي هذا أحب إلى مما مضى من الدنيا، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء
أمسينا مساء وليس في العرب أحد إلا وهو يرغب إلينا، وهو يرهب منا، فأصبحنا صباحا وليس في
سنيات بلاء، وسنيات رخاء، يوم فيوم، وليلة فليلة: يولد مولود، ويهلك هالك، فلولا المولود باد
أرى أشقياء الناس لا يسأمونها ... على أنهم فيها عراة وجوع
عجبت ممن يحزن على نقصان ماله، ولا يحزن على فناء عمره، وعجبت ممن الدنيا مولية عنه والآخرة
الدنيا ليست بدار قراركم، دار كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها منها الظعن، فكم عامر
فرحت ببلوغ أملك، وإنما بلغته بانقضاء مدة أجلك، ثم سوفت بعملك، كأن منفعته لغيرك أنشدني
الدنيا سبعة آلاف سنة، فقد مضى منها ستة آلاف وست مائة أو خمس مائة ونيف منذ بعث النبي صلى
الدنيا سبعة آلاف سنة، لأعبدن الله تعالى عبادة لعلي أنجو من يوم كان مقداره خمسين ألف سنة،
أفيعجز أحدكم أن يعمل سبع يوم حتى يأمن ذلك اليوم؟
أهبط آدم من الجنة إليها عقوبة، يحسب من لا يدري ما ثواب الله أنها ثواب، ويحسب من لا يدري
ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها، إلا كرجل نام نومة فرأى في منامه ما يحب، ثم انتبه
الدنيا جمعة من جمع الآخرة
أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة
آذنت زينة الحياة ببين ... وانقضاء من أهلها وفناء
من أخذ شيئا من الدنيا بمعصية الله فقد أخذ ثمنا قليلا
الدنيا غرارة، أهلكت من كان قبلكم من الأمم السالفة، ألا وهي مهلكة من بقي، ألا فلا تغرنكم
الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والمتوسط بينهما الموت، ونحن في أضغاث،
نبكي بالدين للدنيا أنشدنا أبو سعيد المديني لعبد الله بن عروة: [البحر البسيط] يبكون بالدين
الغرة بالله أن يصر العبد في معصية الله، ويتمنى في ذلك على الله المغفرة، والغرة في الحياة
من سأل الله الدنيا، فإنما يسأله طول الوقوف
الدنيا مشغلة، اللهم لا تشغلني بها، ولا تعطني منها شيئا
ما في الدنيا شيء يسرك إلا قد التصق به شيء يسوؤك
لا تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا
العبد يكون من أهل الآخرة ثم يرجع إلى الدنيا
رأس الزهادة؟ قال: جمع الأشياء بحقها، ووضعها في حقها
من علامة المريدين الزهد في الدنيا ترك كل خليط لا يريد ما يريدون
أوصيك بتقوى الله، والعمل بما علمك الله، والمراقبة حيث لا يراك أحد إلا الله، والاستعداد
بيعوا دنياكم بآخرتكم تربحونهما - والله جميعا، ولا تبيعوا آخرتكم بدنياكم فتخسرونهما والله
عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه
أهل الدنيا فيها على وجل، لم تمض بهم نية، ولم تطمئن بهم دار، حتى يأتي أمر الله وهم على
الدنيا عدوة أولياء الله، وعدوة أعداء الله، أما أولياء الله فغمتهم، وأما أعداء الله
يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجا من سلطان بطنه، فلا يتشهى ما لا يجد، ولا يكثر
إذا أقبلت على عبدي بوجهي، زويت عنه الدنيا بحذافيرها
لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا إلا بحسرات ثلاث: أنه لم يشبع مما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم
نال الغنى من عتق من رق الدنيا
الدنيا والدة الموت، وناقضة للمبرم، ومرتجعة للعطية، وكل من فيها يجري على ما لا يدري، وكل
من أذاقته الدنيا حلاوتها لميله إليها، جرعته الآخرة مرارتها لتجافيه عنها أنشدني الحسين بن
ما طلعت شمس قط إلا وبجنبتيها ملكان يناديان إنهما ليسمعان من على ظهر الأرض غير الثقلين: يا
ما من صباح يصبح العباد إلا صارخ يصرخ: أيها الخلائق سبحوا القدوس
ما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا ولله تعالى فيه صدقة يمن بها عمن يشاء من عباده، وما من
عود لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله عز وجل ساعات لا يرد فيهم سائل
والموت يأتي بغتة، فمن زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة، ولكل
ليس من يوم إلا وهو ينادي: أنا يوم جديد، وأنا عليكم شهيد. ابن آدم إني لم أقر بك أبدا، فاتق
ما من ليلة إلا تقول: ابن آدم، أحدث في خيرا فإني لن أعود إليك
ما مضى يوم من الدنيا إلا يقول عند مضيه: أيها الناس أنا الذي قدمت عليكم جديدا، وقد حان مني
ما من يوم إلا يقول: ابن آدم قد دخلت عليك اليوم، ولن أرجع إليك بعد اليوم أبدا، فانظر ماذا
الدهر ثلاثة أيام: أمس لك خلت عظته، واليوم الذي أنت فيه لك، وغد لا تدري ما
أمس أجل، واليوم عمل، وغد أمل
الأيام ثلاثة: معهود، ومشهود، وموعود، فالمعهود أمس، والمشهود اليوم، والموعود
أمس أجل، واليوم عمل، وغد أمل
الدنيا، قال: ميراث. قال: والأيام؟ قال: دول قال: والدهر؟ قال: أطباق، والموت بكل سبيل،
الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مؤدب أبقى فيك موعظة، وترك فيك عبرة، واليوم ضيف كان عنك طويل
أمس مذموم، ويومك غير محمود، وغد غير مأمون
ثلاثة أيام، فقد مضى أمس بما فيه، وغدا أمل لعلك لا تدركه، ويومك إن كنت من أهل غد، فإن غدا
الأيام ثلاثة: فأما أمس فقد انقضى عن الملوك نعمته، وذهبت عني شدته، وإني وإياهم من غد لعلى
ليس من يوم يقدم إلا وهو عارية لليوم الذي بعده، فاليوم الجديد يقتضي عاريته، فإن كان حسنا
أمس شاهد فجعك بنفسه وخلف في يديك حكمته، وإن اليوم يوم كان طويل الغيبة، وهو سريع ظعنه، وإن
الليل والنهار خزانتان، فانظروا ما تضعون فيهما، وكان يقول: اعملوا الليل لما خلق له،
ليس يوم يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلم يقول: يا أيها الناس إني يوم جديد، وأنا على من يعمل
اختلاف الليل والنهار غنية الأكياس
ابن آدم طأ الأرض بقدمك، فإنها عن قليل تكون قبرك، ابن آدم إنما أنت أيام، فكلما ذهب يوم ذهب
ما من أحد إلا وفي عقله نقص عن حلمه وعلمه، وذلك أنه إذا أتته الدنيا بزيادة في مال ظل فرحا
اليوم ضيفك، فالضيف مرتحل، يحمدك أو يذمك، وكذلك ليلتك
يوضعك الليل إلى النهار، والنهار إلى الليل، حتى يسلمانك إلى الآخرة، فمن أعظم منك يا ابن
الأيام ثلاثة: فأمس حكيم مودع، ترك فيك عظة حكمته، وأبقى فيك عبرته وعظته، ويومك صديق مودع،
لنا من كر الليل والنهار ليوم سوء، أو غير ذلك، ثم بكى
ذهب من عمري يوم كامل، وإذا أصبح قال: ذهبت ليلة كاملة من عمري، فلما احتضر بكى، وقال: قد
مضت الليلة من عمري ولم أكتسب فيها لنفسي شيئا، ومضى اليوم أيضا ولا أراني اكتسبت فيه شيئا،
هذا يميتني
اعتورك الليل والنهار، يدفعك الليل إلى النهار، ويدفعك النهار إلى الليل، حتى يأتيك
لكأنك قد رزقت الموت، وعاينت ما بعده بتصريف الليل والنهار، فإنهما سريعان في طي الأجل ونقص
لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار
إن يسلم المرء من قتل ومن هرم ... وملي العيش أبلاه الجديدان
إنا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يوم مضى يدني من الأجل
الليل والنهار مراحل، ينزلهما الناس مرحلة مرحلة، حتى ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم، فإن
أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن
ابن آدم إنك بيومك ولست في غدك، فكن في يومك، فإن يكن غد لك كنت فيه كما كنت في هذا اليوم،
إلى كم يا ليل ويا نهار تحطان من أجلي وأنا غافل عما يراد بي؟ إنا لله، إنا لله، قال: وهو
منع البقاء تقلب الشمس ... وطلوعها من حيث لا تمسي وطلوعها حمراء إذ طلعت ... ومغيبها صفراء
أشاب الصغير وأفنى الكبير ... مر النهار وكر العشي إذا ليلة هدمت يومها ... أتى بعد ذلك يوم
طوى أملي طلوع الشمس وغروبها، فما من حركة تسمع، ولا من قدم توضع إلا ظننت أن الموت في
لئن غفلتم إن لله عبادا لا يغفلون عن طاعته في هذا الليل والنهار
من كان الليل والنهار مطيتيه سارا به وإن لم يسر وأنشدني محمود بن الحسن قوله: [البحر
جز دهرك بيومك
اجعل غدا كيومك، واجعل يومك كما غبر من عمرك، وسل الله الخيرة في جميع أمرك، فهو المعطي، وهو
ما من يوم أخرجه الله لأهل الدنيا إلا نادى: ابن آدم اغتنمني، لعله لا يوم لك بعدي، ولا ليلة
كل يوم بعيشة المؤمن غنيمة
اليوم أقرب إلى الموت يوم نعيت، ولم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار، وتقريب
المغبون من غبن خير الليل والنهار، والمحروم من حرم خيرهما، إنما جعلا سبيلا للمؤمنين إلى
نفسا تحب الدعة، وقلبا يألف اللذات، وهمة تستثقل الطاعة، وقد رهبت نفسي الآفات، وحذرت قلبي
فأحسن ضيافة يومك الذي أنت فيه، وزوده منك برا قبل شخوصه عنك، وأشفق من طلوع التنغيص عليك من
أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم ... وكيف يطيق النوم حيران هائم فلو كنت يقظان الغداة لحرقت
الدنيا ثلاثة أيام: أما أمس فقد ذهب بما فيه، وأما غدا فلعلك لا تدركه، واليوم فاعمل
الدنيا ثلاثة أيام، مضى أمس بما فيه، وغدا لعلك لا تدركه، فانظر ما أنت عامل في
لا تحمل هم سنة على يوم، كفى يومك بما فيه، فإن تكن السنة من عمرك يأتك الله فيها برزقك،
سئمت لتكرار الليالي والأيام ودورها علي، هل من شيء يدفع عني سآمة ذلك، أو يسل عني بعض ما
ما من يوم يخرج من الدنيا إلا قال: الحمد لله الذي أخرجني منها، ثم لا يردني إليها وقال
إذا أحب العالم الدنيا نزعت لذة مناجاتي من قلبه
حرام على قلوبكم أن تجد طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا
أصبحتم جزرا للموت يأخذكم ... كما البهائم في الدنيا لكم جزر وليس يزجركم ما توعظون به ...
ويلكم علماء السوء من أجل دنيا دنية، وشهوة ردية، تفرطون في ملك جنة علية، وتنسون هول يوم
تعلمون لدنيا صغيرة، وتتركون الآخرة الكبيرة، وعلى كلكم يمر الموت
ما أصبح في الدنيا ما يغر ذا قلب، وكلكم ذو قلب، ولكن ما يغر ذا قلب حي
الخاسر من عمر دنياه بخراب آخرته، والخاسر من استصلح معاشه بفساد دينه، والمغبون حظا من رضي
خبر الدنيا أشد من مختبرها، ومختبر الآخرة أشد من خبرها
أنت فيهم ضيف عند أهل لا تزايلهم، ولا يلهينك مساكن، إنما أنت فيها عمرى عن مساكن أنت مخلد
لو جعلت لي الدنيا كلها من أولها إلى آخرها حلالا لقذرتها ولم أردها
ما لقلوب أحبائي وما للغم بالدنيا؟ إن الغم بها يمص حلاوة مناجاتي من قلوبهم مصا، يا داود لا
من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه، يا جابر ما الدنيا؟ وما عسى أن تكون؟ هل هو
اعمل للدنيا على قدر مكثك فيها، واعمل للآخرة على قدر مكثك فيها
من كان صغير الدنيا في عينه أعظم من كبير الآخرة كيف يرجو أن يصنع له في دنياه
يسلم من الدنيا من أخذ منها لها، ثم خرج منه، وحوسب عليه، ومن أخذ منها لغيرها قدم عليه،
الدنيا غموم وهموم، فإذا رأى أحدكم منها سرورا فهو ربح أنشدني أحمد بن موسى البصري قوله:
ارزقني الرغبة في الآخرة حتى أعرف صدق ذلك في قلبي بالزهادة مني في دنياي. اللهم ارزقني بصرا
كل شيء فاتك من الدنيا غنيمة قال: وذكر سعيد بن أبي الحسن الدنيا، فقال الحسن: يا سعيد سهوت
أعظم هؤلاء الدنيا
لا تجعل بيني وبينك عالما قد سكن قلبه حب الدنيا، إن أهون ما أعاقبهم به أن أنزع حب مناجاتي
من كانت الدنيا همه جعل الله فقره في قلبه، وشتت عليه أمره، ولم يأته منها إلا ما كتب له،
حزن الدنيا للدنيا يذهب بهم الآخرة، وفرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة
تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير العمل، ولا تعملون للآخرة وأنتم لا ترزقون فيها إلا
خير الدنيا لكم ما لم تبتلوا به منها، فإذا ابتليتم بها فخيرها لكم ما خرج عن أيديكم
أصبحتم في دار مذمومة لأهلها، خلقت فتنة، وضرب لها أجل، إذا انتهت إليه تنفذ، فهي دار قلعة،
لا تعلق قلبك بالدنيا فتعلقه بشر معلق، قطع حبالها، وغلق أبوابها، حسبك أيها المرء ما بلغك
المعمور من هذه الدنيا قد ارتحل، وكأن المغفول من الآخرة قد أناخ بأهله، فثم فضع
هذا أركون الدنيا، إليها خرج، وإياها سأل، لا أشركه في شيء منها، ولا حجرا أضعه تحت رأسي،
هذا لك مع الدنيا، لا حاجة لي فيه
ما أنا لكم بحامد، ولا لهم بغادر، أنتم أصحاب دنيا تنافستموها بينكم، تهافتون في النار تهافت
الزهد على ثلاثة وجوه: واحد أن يخلص العمل لله عز وجل والقول، ولا يراد بشيء منه الدنيا،
إذا كان يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله عز وجل للدنيا، وفرقة يعبدونه
مثلكم ومثلها كمثل سفر سلكوا طريقا، فكأنهم قد قطعوه، أو أفضوا إلى علم فكأنهم قد بلغوه، وكم
أبغضوا الدنيا يحببكم الله
حب الدنيا رأس كل خطيئة، والنساء حبالة الشيطان، والخمر داعية كل شر
من صبر على الأذى، وترك الشهوات، وأكل الخبز من حلاله، فقد أخذ بأصل
من أدنى الزهد أن يقعد أحدكم في منزله، فإن كان قعوده لله، وإلا خرج، ويخرج، فإن كان خروجه
كنا إذا أسلمنا أقبلنا إلى الآخرة، وتركنا الدنيا لأهل الشرك، وإن الناس اليوم أقبلوا على
الناس ثلاثة: زاهد، وصابر، وراغب، فأما الزاهد: فأصبح قد خرجت الأفراح والأحزان من صدره عن
دخولك على أهل السعة مسخطة
ما بسطت الدنيا لأحد إلا اغترارا أنشدني الحسين بن عبد الرحمن: [البحر الوافر] كفلت لطالب
ما هو بالتقشف، ولا بخشونة المطعم، ولكنه طلق النفس عن محبوب الشهوة
لقد رابني من أهل يثرب أنهم ... يهمهم تقويمنا وهم عصل وذموا لنا الدنيا وهم يرضعونها ...
لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا، ولهانت عليكم الدنيا، ولآثرتم الآخرة ثم قال
رأيته عند أبويه، وما فتى من فتيان قريش مثله، يكرمانه وينعمانه، فخرج من ذلك ابتغاء مرضاة
حتى متى تسقى النفوس بكأسها ... ريب المنون وأنت لاه ترتع أحلام نوم أو كظل زائل ... إن
طالبان يطلبان، فطالب الآخرة مدرك بما طلب، لا فوت به عليه، وطالب الدنيا عسى أن يصيب منها
وكيف تقر بالدنيا عين من عرفها؟ قال: ثم بكى، ويقول: خلف الماضين، وبقية المتقدمين، رحلوا
فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصف
ينبغي للعالم أن يتكرم عما حرم الله عليه، ويرفع نفسه عن الدنيا، فلا تكون منه على بال وسئل
حب الدنيا في القلب، والذنوب قد احتوشته، فمتى يصل الخير إليه؟
أرى الدنيا لمن هي في يديه ... عذابا كلما كثرت لديه تهين المكرمين لها بصغر ... وتكرم كل من
أوحي إلى الدنيا: من خدمك فأتعبيه، ومن خدمني فاخدميه
لو كنت باليوم العظيم تعنى لكانت الدنيا عليك سجنا ولم تكن بالعيش مطمئنا أما علمت يا ضعيف
كل ما أصبت من الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم، وكل ما أصبت فيها تريد به الآخرة فليس
كانوا يطلبون الدنيا، فإذا بلغوا الأربعين طلبوا الآخرة فحدثت به المعافى بن عمران فأعجبه،
إذا وقعت العزيمة رحلت الدنيا من القلب، ودرج القلب في ملكوت السماء، وإذا لم تقع العزيمة
تجاف عن الدنيا ما استطعت
الدنيا دار بلاء، فإذا رأى أحدكم فيها رخاء فلينكره
ترك إعمال الفكر في شيء من الدنيا أنشدني الحسين بن عبد الرحمن قال: أنشدني إبراهيم بن داود:
ارضوا بدنيء الدنيا مع سلامة الدين، كما رضي أهل الدنيا بدنيء الدين مع سلامة الدنيا قال
بلوتم الدنيا؟ فما زالت تؤنبكم عسفا، وتسومكم خسفا، في كل يوم لكم فيها شغل جديد وحزن عتيد،
من فرح من قلبه بشيء من الدنيا فقد أخطأ الحكمة، ومن جعل شهوته تحت قدميه يفرق شيطانه من
اعمل لنفسك وبادر، فقد أوتيت من كل جانب، واعول كعويل الأسير المكبل، ولا تجعل بقية عمرك
العاقبة للمتقين، وإنما يجزى كل قوم بما كانوا يعملون، أما بعد، فإني أكتب إليك يا ابن أخ،
أصبحنا في دهر حيرة، تضطرب علينا أمواجه بغلبة الهوى، العالم منا والجاهل، فالعالم منا مفتون
الزاهدون في الدنيا، والراغبون في الآخرة؟ قال: أولئك أهل بدر
الزاهد عمر بن عبد العزيز، أتته الدنيا فاغرة فاها فتركها
الزهد فيما يشغلك عن الله عز وجل وقال بعضهم: الزهد ترك الشهوات
جمع الدنيا، وذهب إلى الآخرة، ضيع نفسه قيل له: إنه كان يفعل ويفعل، وذكروا أبوابا من أبواب
ثلاث من مناقب الكفر: الغفلة عن الله عز وجل، وحب الدنيا، والطيرة
أنتم اليوم على بينة من ربكم، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتجاهدون في سبيل الله،
أقلوا من ذم الدنيا، فإنه من أحب شيئا أكثر ذكره
إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة
إن زهد رجل فلا يجعلن زهده عذابا على الناس
هم الدنيا ظلمة في القلب، وهم الآخرة نور في القلب
للدنيا أمثال تضربها الأيام للأنام، وعلم الزمان لا يحتاج إلى ترجمان، ويحب الدنيا من صمت
الدنيا تبغض إلينا نفسها ونحن نحبها، فكيف لو تحببت إلينا؟
للدنيا أهون على الله عز وجل من جزرة البقل على الملك
دار لا يسلم منها من فيها، ما أخذ أهلها منها لها خرجوا منه، ثم حوسبوا به، وما أخذ أهلها
ومن يحمد الدنيا بعيش يسره ... فسوف لعمري عن قليل يلومها إذا أقبلت كانت على المرء حسرة ...
صغر فلان في عيني لعظم الدنيا في عينه، كان يرد السائل، ويبخل بالنائل
من عرف الدنيا لم يفرح بها برخاء، ولم يحزن على بلوى أنشدني أبو عبد الله الكناني: فتى قالت
مثل هذا الخلق مثل قوم اتخذوا الدنيا دار إقامة، واتخذوا الآخرة لهوا وغرورا ثم قال: اضرب
ترك الفدى، أرى الناس قد اتخذوا الدنيا رأس مال، وعدوا ما جاءهم من الآخرة ربحا، وقد عزمت
لا أريد من الدنيا شيئا، فلا ترزقني منها شيئا
لا ترزقنا دينارا ولا درهما، فأمنا كلنا ما خلا الرجل المكثر
ينبغي للعبد المعني بنفسه أن يميت العاجلة الفانية الزائلة، المنغصة، بالآفات من قلبه، ويذكر
الدنيا تطلب الهارب منها، وتهرب من الطالب لها، فإن أدركت الهارب منها جرحته، وإن أدركت
خباث، كل عيدانك قد مصصناه فوجدناه مرا
من هوان الدنيا على الله عز وجل أن جعل بيته وعرا
الخلق كلهم يسعى في أقل من جناح ذبابة، فقال له رجل: وما أقل من جناح ذبابة؟ قال:
قوما أكرموا الدنيا فصلبتهم على الخشب، فأهينوها، فأهنأ ما تكونون إذا
أخرجني من جوار إبليس إلى جوارك وأنشدني الحسين بن عبد الرحمن: [البحر الطويل] لعمرك ما
لا يكون الرجل زاهدا في الدنيا حتى لا يجزع من ذلها، ولا ينافس أهلها
إذا أحب العالم الدنيا نزعت مناجاتي من قلبه أنشدني أبو عبد الله قوله: رويدا بني الدنيا ألم
لما توعد الدنيا به من شرورها ... يكون بكاء الطفل ساعة يوضع
الدنيا غرارة ترفل بالمطمئن، وتفجع الآمن
ليست لك بدار، أخرج منها همك، وفارقها بعقلك، فبئست الدار هي، يا موسى إني مرصد للظالم حتى
ثمنا قليلا} [البقرة: 41] ما الثمن القليل؟ قال: الدنيا بحذافيرها