وَقَالَ أَحْمد: لَا مَالك وَلَا مُحَمَّد بن سِيرِين يسمونه فِي الحَدِيث، إِلَّا مَالِكًا قد سَمَّاهُ فِي حَدِيث وَاحِد. قلت: مَا شَأْنه؟ قَالَ: كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج رَأْي الصفرية، وَلم يدع موضعا إِلَّا خرج إِلَيْهِ خُرَاسَان وَالشَّام واليمن ومصر وأفريقية، وَيُقَال: إِنَّمَا أَخذ أهل أفريقية رَأْي الصفرية من عِكْرِمَة لما قدم عَلَيْهِم، فَكَانَ يَأْتِي الْأُمَرَاء يطْلب جوائز، وأتى العَبْد (الْجند) . إِلَى طَاوس، فَأعْطَاهُ نَاقَة، وَقَالَ: (آخذ علم) هَذَا العَبْد، وَاخْتلف أهل الْمَدِينَة فِي الْمَرْأَة تَمُوت وَلم يلاعنها زَوجهَا يَرِثهَا؟ فَقَالَ: أبان بن عُثْمَان: ادعوا عبد ابْن عَبَّاس. فَدَعوهُ، فَأخْبرهُم، فعجبوا مِنْهُ، وَكَانُوا يعرفونه بِالْعلمِ. وَمَات بِالْمَدِينَةِ هُوَ وَكثير عزة فِي يَوْم وَاحِد، فَقَالُوا: مَاتَ أعلم النَّاس وأشعر النَّاس.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَشهد النَّاس جَنَازَة كثير، وَتركُوا جَنَازَة عِكْرِمَة {
وَقَالَ أَبُو معشر: مَاتَ عِكْرِمَة وَكثير عزة فِي يَوْم وَاحِد فِي الْمحرم سنة 109.
وَقَالَ قَتَادَة: أعلم النَّاس بالتفسير عِكْرِمَة.
وَقَالَ أَبُو الشعْثَاء: هَذَا أعلم النَّاس - يَعْنِي عِكْرِمَة.
وَقَالَ عَبَّاس بن مُصعب: مَاتَ ابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة عبد، فَأَرَادَ عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس بَيْعه أَو بَاعه، فَقيل لَهُ: تبيع علم أَبِيك؟} فَأعْتقهُ.
وَكَانَ جَابر بن زيد يَقُول: ثَنَا الْعين - يَعْنِي عِكْرِمَة.
وَقَالَ الدَّارمِيّ: قلت ليحيى: عِكْرِمَة أحب إِلَيْك [عَن ابْن عَبَّاس] أَو عبيد الله ابْن عبد الله؟ قَالَ: كِلَاهُمَا - وَلم يخْتَر. قَالَ الدَّارمِيّ: عبيد الله أجل من عِكْرِمَة. فَقلت: عِكْرِمَة أَو سعيد بن جُبَير؟ قَالَ: فَثِقَة وثقة - وَلم يخْتَر.
وَقَالَ يحيى بن أَيُّوب: قَالَ لي ابْن جريج: قدم عَلَيْكُم عِكْرِمَة؟ قلت: بلَى. قَالَ: فكتبتم عَنهُ؟ قلت: لَا. قَالَ: فاتكم ثلثا الْعلم {}
وَقَالَ الصَّلْت بن دِينَار: قلت لمُحَمد بن سِيرِين: إِن عِكْرِمَة يؤذينا، ويسمعنا مَا نكره. فَقَالَ: أسأَل الله أَن يميته وَأَن يُرِيحنَا مِنْهُ.
وَقَالَ أَحْمد بن زُهَيْر: عِكْرِمَة أثبت النَّاس فِي مَا يروي، وَلم يحدث عَمَّن دونه أَو