فأقرأنيها. قَالَ: وَلَا أعلم إِلَّا أَنِّي وجدت انقصافها فِي ظَهْري حَتَّى إِنِّي لأتمطى. فَقَالَ: مَا لَك يَا أَبَا بكر؟ قلت: بِأبي وَأمي أَيّنَا لم يعْمل سوءا؟ قَالَ: أما أَنْت يَا أَبَا بكر وَأَصْحَابك الْمُؤْمِنُونَ فيجزون بذلك فِي الدُّنْيَا حَتَّى يلْقوا الله وَلَيْسَت لَهُم ذنُوب، وَأما الْآخرُونَ فَيجمع ذَلِك لَهُم حَتَّى يجزوا بِهِ يَوْم الْقِيَامَة.
قَالَ ابْن سعيد الدَّارمِيّ: قلت ليحيى عَن مولى سِبَاع الَّذِي يروي حَدِيث أبي بكر. قَالَ: مَا أعرفهُ.
وَقَالَ ابْن عدي: لَا أعرف لَهُ غير هَذَا الحَدِيث، ويروي عَنهُ مُوسَى بن عُبَيْدَة، وَهُوَ مَجْهُول لَا يعرف.
انْتهى وكمل مَا دلّ رائد الِاخْتِيَار عَلَيْهِ، وقاد دَلِيل الْفِكر إِلَيْهِ من " الْكَامِل فِي أَسمَاء الْمَجْرُوحين من الروَاة وَعلل الحَدِيث " لِلْحَافِظِ أبي أَحْمد بن عدي / على يَد كَاتبه أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن تَمِيم المقريزي (بلغه الله) آماله؛ وَأحسن فِي الدَّاريْنِ مآله بمنه، وَذَلِكَ عِنْد غرُوب الشَّمْس من يَوْم الْأَحَد الْمُبَارك مفتتح عَام 795.
وَأَنا أَحْمد الله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ، مُبَارَكًا عَلَيْهِ، كَمَا يحب رَبنَا ويختار، ملْء السَّمَوَات وَالْأَرْض، وملء مَا بَينهمَا، وملء مَا شَاءَ رَبنَا من شَيْء بعد، وأسأله - سُبْحَانَهُ - أَن يُصَلِّي وَيسلم على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وصحابته وأزواجه وذرياته وَمن اتبع سنته، وَأَن يَأْخُذ بناصيتي ونواصي بني إِلَى الْخَيْر، ويهدينا لما اخْتلف فِيهِ من الْحق، وَأَن يجنبنا نحل المبطلين، وأقوال المفسدين؛ وأعمال الْجَاهِلين. وَأَن يجرينا على مَا عودنا من لطفه، وَأَن يتول أمورنا بعنايته، فَإِنِّي أَبْرَأ إِلَيْهِ - تَعَالَى - من الْحول وَالْقُوَّة وَالتَّدْبِير، وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل.