/ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله، وَسَلام على عباده الَّذين اصْطفى، اللَّهُمَّ (صل) على نَبينَا مُحَمَّد وَآله، وعَلى أَزوَاجه، وصحابته، وَذريته وَسلم {رَبنَا آتنا من لَدُنْك رَحْمَة وهييء لنا من أمرنَا رشدا} ، واسلك بِي وَبني محجة الصدْق، واهدني وإياهم لما اخْتلف فِيهِ من الْحق، وأوردنا مشارع التَّقْوَى، وفيئنا وارف ظلال الْهدى، واجزل عندنَا النعمى، واجعلنا دعاة لما درس من دينك، وَنسي من سنة نبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقواما بِمَا عطل من شرائع الْإِسْلَام، وضيع من أَحْكَام الْحَلَال وَالْحرَام، وجنبني وَبني أَحْكَام الظَّالِمين، وعج بِي وبهم عَن مَذَاهِب المبتدعين، واصرف قُلُوبنَا عَن اعْتِقَاد المبطلين، ونزه ألسنتنا وَأَسْمَاعِنَا عَن لَغْو الْجَاهِلين، إِنَّك ذُو الْفضل الْعَظِيم والطول الجسيم.
وَبعد، فَإِن الْحَافِظ أَبَا أَحْمد عبد الله بن عدي سقى الله جدثه صيب الغفران، وبوأه بحبوحة دَار الْأمان، قد أمْلى كِتَابه " الْكَامِل فِي علل الحَدِيث وَأَسْمَاء الْمَجْرُوحين من الروَاة "، وأشحنه بِكَثْرَة الْأَسَانِيد، فَأَحْبَبْت أَن ألخص مِنْهُ مَا قيل فِي الروَاة على سَبِيل الإيجاز، وحذفت علل الحَدِيث إِلَّا إِذا احْتِيجَ إِلَيْهَا، وأضربت عَن ذكر الْأَسَانِيد إِلَّا أَن تَدْعُو الضَّرُورَة إِلَيْهَا، وَالله تَعَالَى [أسأَل] أَن يَجعله عونا على امْتِثَال أمره، وسببا لاتباع السّنة، وَبِاللَّهِ أَعْتَصِم.