يعزُّ على قلي المعنَّى بأنَّني ... أرى رُبعك المأنوس قفراً ويعظمُ

فأين أحبَّائي الذين عهدتُهُم ... بِرَبْعك والقُطَّانُ فيك مُخيمُ

وأني شموسٌ كنَّ بالأمسِ طُلعاً ... فأين استقلُّوا بالرِّكاب ويَمَّموا

فها أنا ذو وجدٍ يحيد بأضْلعىُ ... عليك وعيْشى في البلادُ يذمَّمُ

أنُوحُ على أهليكِ في كلِّ منزلٍ ... وأبكى الدُّجى شوقاً وأسأَلُ عنهم

ولكنَّما لله في ذا مشئةٌ ... فيفعلُ فينا ما يشاءُ ويحكُم

يوسف بن يوسف بن بن سلامة بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن جعفر بن سليمان بن محمد الفافا الزينبى بن إبراهيم بن محمد بن على ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، محيى الدين أبو العز، ويقال أبو المحاسن الهاشمي العباسي الموصلي، المعروف بابن زبلاق الشاعر.

قتلته التتار لما فتحوا الموصل في هذه السنة، عن سبع وخمسين سنة، فمن شعره قوله في بعض قصيدة من ديوانه:

بعثتَ لنا من سحرُ مقلتك الوسنى ... سهاداً يذوُدُ الجَفْن أن يألف الوسْنَا

وأبصرَ جسمى حُسْن خضرك ناحلا ... فحاكاه لكن زاد في دقَّة المعنَى

وأبرزْتَ وجهاً أخجل الشَمْسَ طالعاً ... ومالت بقد علم الهيف الغصنا

حكَيْتَ أَخَاك البدرُ في حال تمه ... سَناً وسناء اذ تَشابَهتُما سَناً

البدرُ المراغى الخلافى، المعروف بالطويل، مات في ثاني عشر جمادي الآخرة من هذه السنة.

وقال أبو شامة: كان قليل الدين، تاركا الصلاة، مغتبطاً بما كان فيه من معرفة الجدال والخلاف على طريقة إصطلاح المتأخرين.

محمد بن داود بن ياقوت الصارمى المحدث.

كتب كثيراً، وكان ديناً خيراً، يُعير كتابه، ويداوم على الاشتغال بسماع الحديث، مات في هذه السنة.

الشيخ المحدث أبو الحسن عبد الوهاب بن الشيخ أبي البركات الحسن المعروف بابن عساكر، حدث بدمشق ومصر وغيرهما، وتولى مشيخة دار الحديث النورية وغيرها بدمشق، توفى في هذه السنة بمكة رحمه الله.

الأمير سيف الدين بلبان المعروف بالزردكاش، الذي كان استنابه طيبرس موضعه بدار العدل على دمشق لما سافر إلى حصار أنطاكية.

مات في ثامن ذي الحجة من هذه السنة، وكان ديناً خيراً يحب العدل والصلاح.

فصل فيما وقع من الحوادث

السنة الحادية والستين بعد الستمائة

استهلت هذه السنة، وفي اليوم الثاني منها عقد للخليفة الحاكم بأمر الله عوضاً عن المستنصر بالله الذي قلته التتار، كذا قال بيبرس في تاريخه.

وقال ابن كثير في تاريخه: وفي يوم الخميس ثاني المحرم من هذه السنة بويع له بالخلافة.

وقال المؤيد في تاريخه: وفي يوم الخميس في أواخر ذي الحجة في هذه السنة أعنى سنة ستين وستمائة جلس الملك الظاهر وبايع له بالخلافة.

وقال أبو شامة: ثم دخلت سنة إحدى وستين وستمائة وسلطان الديار المصرية والشامية الملك الظاهر بيبرس الصالحى المعروف بالبندقدارى، ولا خليفة للناس يذكر بل السكة تضرب باسم المستنصر بالله على ما كان الأمر عليه، والنائب بدمشق عن السلطان جمال الدين أقوش النجيبى، وقاضيها شمس الدين ابن خلكان.

وفيها: في يوم الجمعة سادس عشر محرم خطب بجامع دمشق وسائر الجوامع للخليفة الحاكم أبي العباس أحمد، بويع له بقلعة القاهرة ومصر في ثامن المحرم من السنة المذكورة.

فنحن نبين ذلك مفصلا فنقول:

ذكر خلافة الحاكم بأمر الله

والكلام فيه على أنواع: الأولُ: في نسبه: هو أبو العباس أحمد بن الأمير على القبى بن الأمير ابي بكر بن الإمام المسترشد بالله أمير المؤمنين أبي منصور الفضل بن الإمام المستظهر بالله أبي العباس أحمد بن عبد الله المقتدى بالله ابي القاسم بن القائم بن القادر بن الطائع بن المطيع، وباقي النسب ذكر غير مرة.

وقال أبو شامة: أبو العباس أحمد بن الحسين بن الحسن من ولد المسترشد.

وقال بيبرس في تاريخه: هو أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن بن أبي بكر بن الحسن بن على القبى بن الحسن بن الخليفة الراشد بالله أبي جعفر المنصور ابن المسترشد بالله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015