الشيخ الإمام العالم العلامة الزاهد البارع الورع فريد عصره ووحيد دهره أثير الدين بن نجيب بن محمد الكاسانى، أحد الأعيان الحنفية الكبار.
وكان إماما فاضلاً صاحب تصانيف مفيدة منها كتاب) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (في عشر مجلدات، وهو كتاب عظيم مفيد مشهور في الآفاق، وروى الحديث وغيره عن الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبي بكر محمود بن الحسن البلخى، وعن الشيخ الإمام شمس الأئمة الكردى، وكان يروى كتاب) التيسير في التفسير (للإمام نجم الدين النسفى عن الشيخ الأجل برهان الدين الحسن بن محمد الكاسانى، وهو عن الشيخ الإمام نجم الدين عن المصنف.
توفى ليلة الثلاثاء السادس عشر من محرم هذه السنة ببلده كاشغر.
ورثاه الإمام العلامة كمال الدين بن أبي المظفر بقوله:
فقدنا إماما كان لو نسبته ... الى جميع الورى بالعلم والفضل أشرفا
وكان على ما فيه من بشرية ... على كل أسرار الملائك أشْرَفا
ولو سُئِلوا من ذا الذي ينصُر الهُدى ... ويدعُو إليه عيَّن الكُلُّ أشْرفا
الشيخ تاج الدين أبو عبد الله بن أبي البقاء صالح بن محارب التنوخي المحلى ناظر ثغر الإسكندرية.
كان رئيسا فاضلا جليلا، مات في هذه السنة.
الشيخ أبو بكر مفضل بن الشيخ أبي الفتح بن أبي سراقة.
مات بمصر في هذه السنة.
الشيخ الخطيب أبو البركات عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن عبد القاهر بن موهوب الحموى الشافعى.
توفى بحماة ودفن بمدرسته فيها.
الجمال أبو عمرو عثمان بن الشيخ أبي الحرم مكى السارعى.
كان فاضلا مشهوراً بالدين والصلاح، وكان يجلس للوغظ، وله اليدُ الطولى في معرفة المواقيت وعمل الساعات، توفى في هذه السنة بالقاهرة.
الشيخ المحدث الحافظ أبو بكر محمد بن أحمد بن سيد الناس اليعمرى الأندلسي.
وكان أحد حفاظ المحدثين المشهورين وفضلائهم المذكورين، وبه ختم هذا الشأن بالمغرب، توفى في هذه السنة بمدينة تونس، رحمه الله.
الصاحب صفى الدين ابوإسحاق إبراهيم بن عبد الله بن هبة الله بن أحمد بن على بن مرزوق العسقلاني الكاتب التاجر، وزَّرَ للمك الكامل.
وكان أحد الرؤساء المعروفين بالثروة وسعة ذات اليد، توفى هذه السنة بمصر.
فصل فيما وقع من الحوادث
استهلت هذه السنة، والخليفة: المستنصر بالله الذي نصبه السلطان الملك الظاهر قد قتل في ثلث المحرم في هذه السنة على ما نذكره الآن.
وسلطان البلاد المصرية والشامية: الملك الظاهر بيبرس البندقدارى.
ونائبه بدمشق: الأمير علاء الدين طيبرس الوزيرى.
وكان المتغلب على حلب: الأمير شمس الدين أقوش البرلى العزيزى، ثم أخذت منه على ما نذكره الآن.
وصاحب بلاد الروم: السلطان ركن الدين قلبج أرسلان السلجوقى.
وصاحب العراق وكرسيه بغداد، وإقليم خراسان وكرسيه نيسابور، وعراق العجم وكرسيه أصبهان، وأذربيجان وكرسيها تبريز، وخوزستان وكرسيها ششتر، وبلاد فارس وكرسيها شيراز، وديار بكر وكرسيها الموصل: هلاون بن طلوخان ابن جنكزخان، وهذه البلاد كلها تحت يد هلاون وأولاده، وكذلك بلاد الروم تحت يده، ولكنه قرر صاحبها ركن الدين قليج أرسلان وهو في طاعة هلاون وتحمل إليه الإتاوة.
وصاحب البلاد الشمالية وكرسيها صراي: بركة خان صاين بن دوشى خان ابن جنكزخان، وهو أعظم ملوك التتار.