الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح المقدسى خطيب مردا.
سمع الكثير، وعاش تسعين سنة، وقدم في سنة ثلاث وخمسين، فسمع الناس عليه الكثير بدمشق، ثم عاد فمات ببلده في هذه السنة.
النجيب نصر الله بن أبي العز مظفر بن أبي طالب عقيل بن حمزة، نجيب الدين أبن شُقيشقة الدمشقى المحدث.
أحد العدول بدمشق، سمع الحديث وعنى به، ووقف داره بدرب البانياسى على المحدثين.
وقال ابن كثير: وقد سكنها شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزِّى قبل انتقالة إلى دار الحديث الأشرفية بدمشق.
وقال أبو شامة: وكان ابن شُقيَشقَةَ وهو النجيب أبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن أبي طالب الشيبانى، مشهورا بالكذب ورقة الدين وغير ذلك، وهو أحد الشهود المقدوح، فيهم، ولم يكن بحال أن يؤخذ عنه.
قال: وقد أجلسه أحمد بن يحيى بن هبة الله الملقَّب بالصدر بن سنى الدولة في حال ولايته قضاء القضاة بدمشق، فأنشد فيه بعض الشعراء:
جلس الشقيشقة الشقى ليشهدا ... بأبيكما ماذا عدا فيما بدا
هل زلزل الزلزال أم قد أخرج ال ... دجال أم عُدِم الرجال ذَوُو الهدى
عجباً لمحلول العقيدة جاهِلٍ ... بالشرع قد أذنواله أن يعقدا
أبو عبد الله الفاسى، شارح الشاطبية، اشتهر بالسكنية، قيل: إن اسمه القاسم.
وكان عالما فاضلاً في العربية والقراءات، وقد أجاد في شرحه للشاطبية وأفاد، واستحسنه الشيخ شهاب الدين أبو شامة شارحها أيضاً، وكانت وفاته بحلب في هذه السنة.
سيف الدين ابن صبرة متولى شرطة دمشق، ذكر أبو شامة أنه حين مات جاءته حية، فنهشت أفخاذه ويقال: إنها إلتفت في أكفانه وأعيى الناس دفعها.
قال وقيل لي: إنه كان نُصَيريّاً رافضياً خبيثاً، مدمن خمر، قبحه الله.
تاج الدين أبو الفتح يحيى بن الشيخ أبي غانم محمد بن أبي الفضل هبة الله بن أبي غانم محمد بن الفضل هبة الله بن أبي الحسن احمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة بن ربيعة ابن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل العقيلى الحلبى الحنفى، المنعوت بالتاج، المعروف بابن العديم.
مات في سحر النصف من شهر صفر من هذه السنة بحلب ودُفن يومه بالمقام، ومولده بحلب في النصف من ذي الحجة سنة ثمانين وخمسمائة، سمع من أبيه ابن غانم، وعمه أبي الحسن، ومن الشريف أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي، ومن الشيخ تاج الدين الكندي بدمشق وآخرين، وهو من بيت مشهور.
الشيخ الجليل الأصيل أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن أحمد بن أبي الفضل هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون، المعروف بابن أبي جرادة الحلبي الحنفي، المنعوت بالمحى، المشهور بابن العديم.
مات في العاشر من جمادى الآخرة من هذه السنة بحلب، ودفن في مقام إبراهيم عليه السلام، خارج باب العراق، ومولده في الثالث من رجب سنة تسعين وخمسمائة بحلب، سمع من أبيه وعمه أبي غانم وبدمشق من تاج الكندي وآخرين.
وكان رئيساً مقدماً، وبيته معروف بالعلم والحديث والرئاسة، وقد تقدم الآن ذكر ابن عمه أبي الفتح المنعوت بالتاج.
الشريف أبو الحسن على بن أبي على الحسن بن زهرة أبي الحسن بن زهرة ابن على بن محمد العلوي الحسينى الإسحاقى الحلبى.
مات بحلب في العشر الأواخر من صفر من هذه السنة، وولد بها في الثاني عشر من شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
كانت له معرفة بالحديث، والفقه، والقراءات، والتواريخ، والعربية، وله نظم جيد وترسُّلُّ حسن، وكتب الإنشاء بحلب مدة، وترسل إلى بغداد، وولى نقابة الأشراف بحلب، وسمع من غير واحد من الشيوخ، وحدَّث.
الشيخ أبو المناقب محمود بن أحمد، الفقيه الشافعي.
وكان رئيس الشافعية ببغداد، قتل شهيداً في وقعة التتار.
الأمير الأديب سيف الدين أبو الحسن على بن قزل بن جلدك.
مات بدمشق في هذه السنة، ومولده بمصر، وتولَّى شدَّ الدواوين بالديار المصرية مدةً، وكان أميراً مقدماً في دولة الملك الناصر يوسف صاحب الشام، وله شعر حسن، فمنه قوله:
باكِر كُؤُوس المدام واشرَبْ ... واستجَلْ وجْه الحبيب واطْربْ
ولا تَخَفَ للهُمُومِ داءً ... فهو دَوَاءٌ له مًجَرَّبْ