يَا من لعبت به الشمول ... ما ألظف هذه الشَّمائِل
مولاى يحقِّ لى بأنى ... عن حُبِّك في الهوى أقاتل
ها عبدُك واقفا ذليلا ... بالباب يَمدُّ كفَّ سائل
من وصلك بالقليل يرضى ... والطَّلُ من الحبيب وابل
الحافظ زكى الدين عبد العظيم بن عبد القوى بن عبد الله بن سلام بن سعد ابن سعيد، الإمام العالم العلامة، الحافظ أبو محمد زكى الدين المنذري الشافعي المصري.
وأصله من الشام، ولكنه ولد بمصر، وكان شيخ الحديث بها مدة طويلة، وإليه الوِفَادة والرحلة من سنين متطاولة، وسمع الكثير ورحل، وطلب، وصنف، وخرَّجَ، واختصر صحيح مسلم، وسنن أبي داود، وله يد طولى في اللغة، والفقه، والتاريخ، وكان ثقةً حجةً متحرِّزا، زاهداً.
وتوفى في يوم السبت الرابع من ذي القعدة من هذه السنة بدار الحديث الكاملية، ودفن بالقرافة.
النور أبو بكر محمد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحيم بن رستم الأسعردى، الشاعر المشهور الخليع.
كان القاضي صدر الدين بن سنىّ الدولة قد أجلسه مع شهود تحت الساعات، ثم استدعاه الناصر صاحب البلد، وجعله من جلسائه وندمائه، وخلع عليه خلع الأجناد، فانسلخ من هذا الفن إلى غيره، وجمع كتابا سماه الزَرْجُون في الخلاعة والجنون، وذكر فيه أشياء كثيرة من النظم والنثر في الخلاعة، ومن شعره:
لذَّةُ العمر خمسةٌ فاقتنيها ... من خليع غدا أديباً فقيها
في نديم وقَيْنَةٍ وحبيبٍ ... ومُدَام وسَبّ من لام فيها
محمد بن عبد الصمد بن عبد الله بن حيدرة فتح الدين بن العدل، محتسب دمشق، وكان من الصدور المشكورين، حسن الطريقة، وجدّه العدل نجيب الدين أبو محمد عبد الله بن حيدره، هو واقف المدرسة بالزبدانى في سنة تسعين وخمسمائة.
توفى محمد بن عبد الصمد المذكور في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة، وتولى في الحسبة أخوه ناصر الدين.
القرطبى صاحب المفهم في شرح مسلم.
أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر أبو العباس الأنصاري القرطبي المالكي الفقيه المحدث المدرس بالإسكندرية ولد بقرطبة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وسمع الكثير هناك، واختصر الصحيحين، وشرح صحيح مسلم بكتابه المسمى بالمفهم، وفيه أشياء حسنة مفيدة، توفى في هذه السنة.
الكمال إسحاق بن أحمد بن عثمان، أحد مشايخ الشافعية، أخذ عنه الشيخ محي الدين النووي وغيره، وكان مدرساً بالرواحية، وكانت وفاته في ذي القعدة من هذه السنة.
العماد داود بن عمر بن يحيى بن عمر بن كامل أبو المعالي وأبو سليمان الزبيدى المقدسى، ثم الدمشقي خطيب بيت الآبار.
وقد خطب بدمشق ست سنين بعد انفصال الشيخ عز الدين بن عبد السلام عنها، ودرس بالغزالية، ثم عزل عنها، وعاد إلى بيت الآبار، فمات بها في هذه السنة.
شيخ الشيوخ ببغداد على بن محمد بن الحسين، صدر الدين أبو الحسن بن النيار.
كان أولا مؤدباً للإمام المستعصم بالله، فلما صارت إليه الخلافة رفعه رفعة عظيمة، وولاه مشيخة الشيوخ ببغداد، وانتظمت إليه أزمة الأمور بُرهةً من الدهر، ثم أنه ذبح بدار الخلافة كما تذبح الشاة، في هذه السنة، وذلك في وقعة التتار.
وكان أول ما مثل المستعصم بالله هاذين البيتين، وذلك حين أراد تعليمه في أول أمره وهما:
ما طار بين الخافقين ... أقلُّ عقل من مُعَلّم
ولقد دخلنا في الصناعة ... ربّ سلّم ربّ سلّم
الشيخ العابد الزاهد على الخباز.؟ كان له أتباع وأصحاب ببغداد، وله زواية يُزار فيها، قتلته التتار، وألقى على مزبلة بباب زاويته ثلاثة أيام حتى أكلت الكلاب من لحمه، ويقال إنه أخبر بذلك عن نفسه في حياته.
الشيخ العارف أبو الحسن على بن عبد الله، من ولد الحسن بن على بن أبي طالب، الشاذلى الضرير.
مات بصحراء عيذاب وهو قاصد الحجاز، ودفن بُحَمْيثرا حيث توفى.
وكان أحد المشايخ المشهورين بمعرفة الطريق، وله في ذلك كلام كثير، وتصانيف معروفة، ونسبته إلى شاذلة قريةٌ بإفريقية ورد منها إلى الإسكندرية وسكنها، وحج مراراً، وصحبته جماعة فانتفعوا بصحبته، وله حزبٌ يقرأه الناس مشتمل على أدعية مباركة ولطائف حسنة يتبرك بقراءته.