مولده بها سنة ستمائة، وقبل سنة إحدى وستمائة، وتولى قضاء إسنا والتدريس بالمدرسة العزية، وكانت إسنا مشحونة بالرافضة، فقام في نصرة السنة، وأصلح الله به خلقا، وهمت الرافضة بقتله فحماه الله منهم، وترك القضاء أخيرا، واستمر على العلم والعبادة، وكان فقيها فاضلا. متعبدا زاهدا خيرا، مشهورا، تفقه على المجد القشيري، وقرأ الأصول على شمس الدين الأصبهاني بقوص، وسمع من ابن الجميزي، وصنف في الرد على الرافضة كتابا، وانتهت إليه رئاسة العلم في إقليمه، وشرح الهادي في الفقه، وله تفسير لم يكمله، ومات بإسنا في هذه السنة، ودفن بالمدرسة المجدية.

الأمير عز الدين أيبك الموصلي نائب السلطنة بالفتوحات.

توفى فيها، وسير إليها عوضه سيف الدين كرد أمير آخور فأقام برهة واتفقت وقعة حمص على ما نذكره، فقتل فيها، فسير عوضا عنه سيف الدين قطلوبك على ما سيرد.

الأمير عز الدين طقطاى الأشرفي.

كان قد تقدم وكبرت منزلته وأخذ منية بنى خصيب دربستا كما كانت للأمير بدر الدين بيسرى، توفى فيها.

الأمير شمس الدين محمد بن سنقر الأقرع، توفى فيها.

الأمير سيف الدين كيكلدى ابن السرية، توفى فيها.

الأمير عين الغزال، توفى فيها.

الأمير قطباى والأمير طقطاى ماتا مسقيين في هذه السنة.

الأمير علم الدين سنجر، من أمراء دمشق.

توفي فيها من أثر جرح أصابه في حصار القلاع، وكان من الأمراء الناصرية، مشهورا بالشجاعة والفروسية والإقدام في الوقائع، وله طبقة عالية في سماع الحديث.

الأمير سيف الدين اسنبغا من أمراء حلب.

مات في هذه السنة من أثر جراحات حصلت له في الحصار.

الأمير شمس الدين سنقر التكريتي المعروف بأستاذ الدار الملك السعيد.

مات فيها من أثر جراحات أصابته.

الأمير سعد الدين كوجبا الناصري من أكابر الأمراء الناصرية من أمراء مصر.

توفى فيها وكانت له مباشرات بإسكندرية ومصر.

الأمير سيف الدين بلبان الفاخري نقيب الجيوش.

كان رجلا خيرا، وكان في أول أمره مشغولا بلذات الدنيا، وتوفى على توبة وخير.

الأمير علم الدين طرطش الصالحي.

كان من الأمراء الصالحية الفرسان المشهورين بالشجاعة والإقدام والكرم والفتوة، وكانت له كلمة مسموعة عند الملوك وسمعة في البلاد، مات في هذه السنة.

الأمير شمس الدين سنقر المساح.

وكان من الأمراء الأعيان المشهورين بالشجاعة والإقدام في الحروب والحصارات، وكان السلطان الملك المنصور يجعله كل سنة مقابل حصن عكا، وكان يقع له مع صاحب عكا وفرسانه وقائع كثيرة، وينصر هو عليه، وما زال المنصور يعظمه ويستشيره في سائر أموره ويحترمه حتى أنه كان يركب إلى جانبه في المواكب وغيرها.

الأمير نوروز، أتابك قازان ملك التتار.

أوقع به قازان في هذه السنة وقتله، وكان سببه أنه هم بإعدامه فأحس نيروز بذلك، فكاتب الملك المنصور لاجين بأنه يقصد الانحياز إليه، والتمس منه تجريد عسكر ليساعده عليه، فوقعت كتبه في يد قازان، فأرسل إلى نائبه قطلوشاه يأمره بأن يجرد جيشا في طلبه، وأمره بأن متى وقع له يوقع به، فلما أحس نوروز بذلك التجأ إلى صاحب هراة وهو فخر الدين بن شمس الدين كرت صاحب سجستان، فقبض على نوروز وسلمه إلى قطلوشاه، فقتله، ثم قتل قازان أخويه فيما بعد في بغداد وهما حاجى ولكزى، وأوقع بأكثر ألزامه، وقتل القاصد الواصل إليهم بالكتب من مصر.

فصل فيما وقع من الحوادث في

السنة الثامنة والتسعين بعد الستمائة

استهلت، والخليفة: الحاكم بأمر الله العباسي.

وسلطان البلاد المصرية والشامية: الملك المنصور لاجين، ونائبه بمصر مملوكه سيف الدين منكوتمر.

وقاضي القضاة الشافعي: الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد.

وقاضي القضاة الحنفي: حسام الدين الرازي.

وأما نائب الشام فكان: سيف الدين قفجق، ولكنه قد هرب إلى قازان كما ذكرنا قضيته في السنة الماضية، وكان قد استناب في الشام عوضه الأمير سيف الدين جاغان، ولما اتفق قتل لاجين على ما نذكره وثب عليه قرا أرسلان أحد أمراء دمشق فمسكه وسجنه على ما ذكرناه مفصلا.

وأما نائب حلب فإنه: سيف الدين بلبان الطباخي.

ذكر مقتل السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015