توفى في هذه السنة بدمشق، ودفن بمقابر باب الصغير، ومولده سنة ثلاث وعشرين وستمائة.

القاضي الإمام العالم علم الدين أحمد بن إبراهيم بن حيدره القرشي، المعروف بابن القماح المصري.

توفى في الثاني والعشرين من ربيع الأول منها ودفن بالقرافة، ومولده يوم الجمعة الثامن والعشرين من رمضان سنة ثلاثين وستمائة، وكان من العلماء الفضلاء وله شعر مليح، فمنه قوله:

إذا كنت جار المصطفى ونزيله ... فيقبح بي شوقي لأهلي وأوطاني

أأرغب من دارٍ بها الخير كله ... وفيها هوى القاصي وأمنية الداني

ولست بجافٍ أهل ودي وإنما ... إذا فزت بالباقي فما لي والفاني

حلفت يمينا أنها خير منزل ... لأشرف نزال وأكرم جيران

فيا رب بلغ من أحب وصولها ... ليزداد إيماناً كما ازداد إيماني

الأديب الفاضل سراج الدين عمر بن محمد بن الحسين المصري الوراق.

أديب الديار المصرية في وقته، وقد جاوز التسعين سنة، كان يسكن بسوق وردان بمصر، توفى في هذه السنة ودفن بالقرافة، وكان أديبا مكثرا متصرفا في فنون الشعر، حسن النادرة، وديوانه في سبعة أجزاء فمن أشعاره قوله:

سألتهم وقد حثوا المطايا ... قفوا نفساً فساروا حيث شاءوا

وما عطفوا على وهم غصونٌ ... ولا التفتوا إلي وهم ظباء

وقال:

قلت قومي إلى الفراش فأنه ... وتأنت وذاك منهن صعب

وقال في شخص اسمه عرفات:

اطنبوا في عرفات وغدوا ... يتعاطون له حسن الصفات

ثم قالوا لي هل وافقتنا ... قلت عندي وقفةٌ في عرفات

وقال:

والله ما من خبرٍ سرني ... إلا وذكراك له مبتدا

وطالما باسمك في خلوتي ... ناديت أوكلت حروف الندا

وقال في شاعر:

أنشدني شعرا به ... ظننت فاه مبعرا

وقال لي كيف ترى ... قلت أرى مثل الخرا

فقال اسمع غيره ... قلت كفى ما قد جرا

وقال:

ألهي قد جاوزت تسعين حجةً ... فشكرا لنعماك التي ليس تكفر

وعمرت في الإسلام فازددت بهجةً ... ونورا كذا يبدوا والسراج المعمر

وعم نور الشيب رأسي فسرني ... وما ساءني إن السراج منور

وقال يصف بيته في الشتاء:

وبيتي في الشتاء يكاد يبدو ... به جسدي لسكان الجحيم

تصد الشمس عنا فيه ... حتى كأنا فيه أصحاب الرقيم

ونفتح طاقنا ليزور حيناً ... فيحجبها ويأذن للنسيم

وقال:

لما رأيت البدر والشمس معا ... قد انجلت دونهما الدياجى

حقرت نفسي ومضيت هاربا ... وقلت ماذا موضع السراج

وقال:

باهذه لا تجحدى دمي الذي ... شهدت عليك لنابه خداك

وسيوف قومك لم ترقه وإنما ... أصل البلية كلها عيناك

وقال:

بنى اقتد بالكتاب العزيز ... وراح كبدي سعيا وراجا

فما قال لي أف مذ كان لي ... لكوني أبا وكوني سراجا

وقال صلاح الدين الصفدي: كان السراج الوراق أديبا أجاد المقاطيع، كثير الغوص، جيد المقاصد، صحيح المعاني، عذب التركيب، متمكن القوافي، عارفا بالبديع، أجاد فنون الشعر، وكان حسن الخط، واختار ديوانه في مجلده سماه: لمع السراج، وكان بينه بين شعراء عصره مجاراة ومباراة، وكان أشقر، أزرق العينين، وكان يكتب الدرج لسيف الدين أبي بكر بن أسباسلار والي مصر، وكانت وفاته في جمادى الأولى من هذه السنة، رحمه الله.

الصدر الرئيس الكبير الفاضل صدر الدين محمد بن الشيخ الكبير الرئيس جمال الدين محمود بن عمر بن أبي المكارم بن حمدان الأنصاري المعروف بابن القباقبي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015