وافى يعللني والليل قد ذهبا ... فجلت في راحةٍ من راحة ذهبا
طبيٌ إذا قهقه الابريق وابتسمت ... له المدام بكا الراؤوق وانتحبا
مترطقٌ لم يقم بالكأس عرسٌ هنا ... إلا وراح بنور الراح مختضبا
يجلو على ابن غمام بنت معصرة ... فقم لتشهد أن العود قد خطبا
كبرت لما يدار الكأس في يده ... عجبا بتمثال ناء بحمل اللهبا
كأنه والطلى قد كللت حببا ... بدرٌ لشمس الضحى قد قلد الشهبا
أغن ينضو على العشاق ناظره ... سيفا من الغنج لا ينبو إذا ضربا
ما هز من قده العسال في رهج ... إلا عدا قلب جيش الصبر مضطربا
ساق أقام على ساق قيامتهم ... فبادروا نحو جنات الهنا غضبا
في خفض عيش يجرون الذيول وكم ... قد رفعوا الصوت للراووق إذ نصبا
وقال:
ومهفهفٍ قسم الملاحة ربنا ... فيه فأبدعه بغير مثال
فلخده النعمان روض شقائق ... ولثغره النظام عقد لآلى
ولطرفه الغزال أحيا الهوى ... وكذلك الإحياء للغزالي
الأديب شهاب الدين أحمد بن شمس الدين يوسف ابن قرمش.
أحد كتاب الإنشاء بالقاهرة، كان عنده فضيلة تامة.
الصدر الرئيس ضياء الدين إسماعيل بن الصاحب بدر الدين محمد بن جعفر الآمدى.
توفى في السابع والعشرين من جمادى الأخرى منها، كان مشكور السيرة، محمود الطريقة، تولى نظر بيت المال، وديوان الأهراء والذخائر، وكان والده ناظر الدواوين بدمشق، وهم من بيت كتابة ورئاسة وأمانة وتقدم عند الملوك.
الشيخ الإمام العالم العامل القدوة الزاهد بقية السلف عز الدين أحمد بن عمر ابن الفرج الفاروثى الشافعي الواسطي.
توفى بواسط، وكان من السادة العلماء الصلحاء الأبدال، سمع من الشيخ شهاب الدين السهر وردى ولبس منه خرقة التصوف، وسمع على أكثر مشايخ العراق وديار بكر والحجاز، وكان يعظ ويفسر القرآن ويفتى، وله أحوال ومكاشفات ولما قدم من العراق إلى الشام في الدولة الظاهرية أعطى تدريس الجاروخية وإمامة مسجد ابن هشام، وكان يستدين على ذمته ويطعم الفقراء، وفي بعض الأوقات لا يكون معه شيء فيقلع بعض ثيابه ويعطى السائل، ومولده بواسط سنة أربع عشرة وستمائة، ومات في أوائل هذه السنة، ودفن برباط والده.
الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن عبد الكريم الموصلي المعروف بالأثري القادري.
مات بدرب القلى بدمشق، ومولده سنة أربع وتسعين وخمسمائة بالموصل، وعاش مائة سنة.
الفقيه العدل برهان الدين إبراهيم بن الشيخ عز الدين عبد الرزاق بن رزق الله الرسعنى المعروف بابن المحدث.
مات في هذه السنة ودفن بقاسيون عند التربة الموفقية، سمع وحدث، وكان يشهد تحت الساعات بدمشق.
وله نظم فمنه:
سلامٌ من الصب المقيم على العهد ... على نازح دانٍ خلى من الوجد
عن العين نائى وهو في القلب حاضرٌ ... بنفسي حبيباً حاضراً غائبا أفدى
غدت أرضه نجدا سقى زهرها الحيا ... فأقضى المنى نجدٌ ومن حل في نجد
أبيت إذا ما فاح نشر نسيمها ... لفرط الأسى أطرى الضلوع على وقد
وإن لاح من أكنافها لي بارقٌ ... فسحب دموع العين تهمى على الخد
كلفت به لا انثنى عن صبابتي ... به والجوى حتى أوسد في لحدى
فيا عاذلى خلى الملامة في الهوى ... وكن عاذرى فاللوم في الحب لا يجدى
فلست أرى عنه مدى الدهر سلوة ... ولا لي منه قط ما عشت من بد
الشيخ الجليل كمال الدين عبد الله بن محمد بن نصر بن قوام الرصافي.
مات في هذه السنة، ودفن بمقابر الصوفية، وكان رجلا خيرا صاحب رواية، ومولده سنة خمس عشرة وستمائة بالرصافة.
القاضي شرف الدين موسى بن القاضي نجم الدين محمد بن سالم بن مسلم البالسى قاضي طرابلس.
توفى في السادس عشر من ذي الحجة منها.
العدل عماد الدين أبو العباس أحمد بن هبة الله بن نصر الله بن علي بن المفرج ابن سلمة الدمشقي.