الصدر الرئيس جمال الدين إبراهيم بن الصدر الرئيس شرف الدين عبد الرحمن ابن الحافظ العدل أمين الدين سالم بن الحسن بن هبة الله بن صصرى التغلبي، ناظر دمشق.
مات في هذه السنة، ودفن بتربتهم بقاسيون، رحمه الله.
الأمير علاء الدين طيبرس الركني الضرير، الناظر في أوقاف حرم القدس الشريف ومنشئ العمارات والربط به وبالجليل عليه السلام.
مات في هذه السنة بالقدس الشريف، كأن من أحسن الناس سيرة وأجودهم طريقة، حسن التصرف، كان الله نور قلبه بالإيمان وإن كان أذهب بصره، رحمه الله.
الأمير علاء الدين أيدغدى بن عبد الله الصالحي النجمي.
توفى في شوال منها، كان من أكابر الأمراء، فلما أضر أقام بالقدس الشريف وولى نظره، فعمره وثمره، وكان مهيبا لا يخالف مراسيمه، وهو الذي بنى المطهرة قريبا من المسجد النبوي فانتفع الناس بها في الوضوء، وأنشأ بالقدس ربطا كثيرة وآثارا حسنة، وكان يباشر الأمور بنفسه، وله حرمة وافرة.
الأمير بدر الدين بكتوت العلائي من أكابر أمراء الدولة المنصورية.
وعظم أمره في أول الدولة الناصرية محمد بن قلاون، وكان ينتمي إلى السلطان الأشرف في أيام الملك المنصور ويخدم الأشرف دون أخيه الملك الصالح، وكبره الأشرف عند سلطنته، وكان يجلس فوق أكابر الأمراء مع كتبغا، والتفت عليه جماعة من المماليك الأشرفية، وكان قد أصابه مرض في رجله، وكان إذا طلع القلعة يدخل من باب القلعة راكبا إلى دار النيابة، وذكر أن كتبغا خشى عاقبة أمره من قرب الأشرفية إليه، وأنه اتفق مع حمدان بن صلغيه، فصنع طعاما وأحضر العلائي وقعد حمدان يقطع به اللحم بسيخ مسموم فأطعمه، وقيل: بل سقاه في مشروب فأقام بعد ذلك أربعة أيام ومات.
السلطان الملك المظفر قرا أرسلان بن الملك السعيد إبلغازى بن البى بن تمرتاش ابن إيل غازي بن أرتق، صاحب ماردين.
مات في هذه السنة، وتولى بعده ولده الملك السعيد إبل غازي، وكان قرا أرسلان جوادا، سمحا، عادلا، دينا، سيرته جميلة، وأفعاله حميدة، قليل الظلم، كثير الإحسان.
الملك الحافظ غياث الدين محمد بن الملك السعيد معين الدين شاهنشاه بن الملك الأمجد بهرام شاه بن المعز عز الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب.
مات فيها، ودفن يوم الجمعة السادس من شعبان عند جده لأمه ابن المقدم ظاهر باب الفراديس، وكان فاضلا بارعا، سمع الحديث، وروى البخاري، ويحب العلماء والفقراء.
الصاحب فخر الدين أبو إسحاق إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد الشيباني الأسعردى، رئيس الموقعين بالديار المصرية.
توفى في جمادى الأولى منها ودفن بالقرافة، وكان مولده سنة اثنتى عشرة وستمائة، ولى الوزارة مرتين للملك المنصور قلاون، وتولى وزارة الصحبة للملك السعيد، وكان في جمع ولاياته: حسن السيرة. محمود الطريقة، قليل الظلم، كثير الإحسان إلى الناس، وكان يتولى الوزارة بجامكية الإنشاء، كأنه ما جرى عليه شيء.
وكان أصله من بلاد إسعرد من العدن، ولما فتح الكامل بن العادل آمد كان ابن لقمان بها يكتب على عرصة القمح، وكان البهاء زهير يرأس الموقعين ووزير الصحبة للكامل، وكانوا يستدعون من إسعرد حوائج، فتحضر الرسالة بخط ابن لقمان فيعرضونها على بهاء الدين زهير فيعجبه خطه، فطلبه إليه، ولما حضر بين يديه سأله عن حاله وعن جامكيته فقال: دون الدينارين. فقال له: تسافر معي حتى أستنيبك، فقال: ومن لي بهذا الحال، فاستصحبه معه وناب عنه في ديوان المكاتبات إلى دولة الملك الصالح، ثم استقل بمفرده.
وله ترسل كثير من إنشائه ونظم ورواية.
ومن شعره في غلام له، وكان يحبه ويتغالى فيه:
لو وشى فيه من وشى ... ما تسليت غلمشا
أنا قد بحت باسمه ... يفعل الله ما يشا
وله فيه أشعار كثيرة، وله أيضا:
كن كيف شئت فإنني بك مغرم ... راضٍ بما فعل الهوى المتحكم
ولئن كتمت عن الوشاة صبابتي ... بك بالجوانح فالهوى يتكلم
أشتاق من أهوى وأعجب أنني ... أشتاق من هو في الفؤاد مخيم
يا من يصد عن المحب تدللا ... وإذا بكى وجدا غدا يتبسم
أسكنتك القلب الذي أحرقته ... فحذار من نار به تتضرم