أدق عليك الباب في الليل واثقا ... بأن العظيم الحليم يسمح بالعطف

سألت وظني فيك أن لا تردني ... وإحسان طني فيك لي شافع يكفى

بوصفك عاملني فإنك محسن ... كريمٌ ولا تجعل جزائي على وصفي

الشيخ الأصيل الكاتب فخر الدين محمد بن بهاء الدين محمد المعروف بابن التيتي.

مات بالمدرسة الجاروخية ودفن بمقابر الصوفية وكان يكتب على طريقة ابن البواب.

الشيخ العارف محمد بن الشيخ الكبير عبد الله بن الشيخ القدوة غانم النابلسي.

مات في هذه السنة، وكان صالحا متورعا، كثير التلاوة، وزاويته مأوى لكل من تقدم إلى نابلس، وكان الوارد عليه كثيرا، وأهل تلك البلاد كانوا يعتقدون فيه، ومجمعين على صلاحه.

الشيخ الإمام ركن الدين يونس بن علي بن مرتفع بن أفتكين المصري، ثم الدمشقي الصالحي.

مات في هذه السنة، ودفن بسفح قاسيون، وكان مدرس المسرورية وناظرها، وكان كثير المداخلة لأرباب الدولة، ويسعى في قضاء حوائج الناس، وكان حسن الملتقى، كثير التواضع.

الشيخ الإمام الفاضل الأديب شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن الساكن الطوسي الشافعي.

مات في هذه السنة بالقاهرة في المارستان المنصوري، وكان قدم دمشق وأقام بها مدة، ثم سافر إلى الديار المصرية ومات بها، وكان قد نسخ بخطه كتبا كثيرة فأبيعت، وكان من الأدباء الفضلاء، فمن شعره قوله:

يا ليلة الوصل بالأحباب لي عودي ... فالهجر أحرقني كالنار في العود

وقد بقيت نحيف الجسم كالعود ... أحن شوقا أليهم حنة العود

وقال:

إلهي تب علي وغط عيبي ... فقد أوبقت نفسي بالمعاصي

وخلصني من الآثام واغفر ... ذنوبي يوم يؤخذ بالنواصي

الشيخ الفاضل تقي الدين عبد الله بن علي بن منجد بن ماجد السروجي.

مات في هذه السنة بالقاهرة، ودفن بمقبرة الفخري ظاهر الحسينية جوار من كان يهواه.

وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان: كان رجلا خيرا، تاليا للقرآن، وعنده حظ جيد من النحو واللغة والأدب، متقللا من الدنيا، غلب عليه حب الجمال مع العفة التامة والصيانة، نظم كثيرا، وغنى المغنون بشعره، وكان مأمون الصحبة، طاهر اللسان لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة، يصلي بالجامع الأزهر مع أصحابه وينادمهم بعد الصلاة وينشدهم شعره.

ومن أشعاره قوله:

دنيا المحب ودينه أحبابه ... فإذا جفوه تقطعت أسبابه

وإذا أتاهم في المحبة صادقا ... كشف الحجاب له وعز جنابه

ومتى سقوه شراب أنسٍ منهم ... رقت معانيه وراق شرابه

وإذا تهتك ما يلام لأنه ... سكران عشقٍ لا يفيد عتابه

بعث السلام مع النسيم رسالةً ... فأتاه في طي النسيم جوابه

قصد الحمى وأتاه جهد في السرى ... حتى بدت أعلامه وقبابه

ورأى لليلى العامرية منزلا ... بالجود يعرف والندى أصحابه

فيه الأمان لمن يخاف من الردى ... والخير قد ظفرت به طلابه

قد أشرعت بيض الصوارم والقنا ... من حوله فهو المنيع جنابه

وعلى حماه حلالةٌ من أهله ... فلذلك طارقة العيون تهابه

قد أخصبت منه الأباطح والربا ... للزائرين وفتحت أبوابه

وقال:

سألتك وقفةً قد التشاكي ... أبث إليك ما بي من هواك

ونظرة مشفقٍ في حال صبٍّ ... لرحمة حاله تبكي البواكي

فتاة الحي كيف أبحت قتلي ... وقد أصبحت ضيفاً في حماك

وقومك سادةٌ عربٌ كرامٌ ... حكى الإحسان عنهم كل حاكي

على وادي الأراك لهم خيام ... أنار بحسنها وادي الأراك

أطوف بها لعل القلب يهدأ ... من الأشواق أو عيني تراك

وأسأل من أبى الأعراب جمعا ... ليذكر أي محدثها أباك

أيا داراً حوت من أهل نجدٍ ... غراراً ليس تقنصه شباكي

سقاك الغيث من دارٍ وحيى ... فكم صبٍّ بأدمته سقاك

إذا رمدت عيونٌ من بكاها ... فشافي كحلها شافي ثراك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015