هذا دمى لكم ألا حلال وإنما ... عنكم فسلواني علي حرام
وقال:
على ربع سلمى بالعقيق سلام ... وجاد عليها أدمعٌ وغمام
منازل لولاهن لم يعرف الهوى ... ولا رغبتا لوعة وهيام
وبين بيوت الحي هيفاء قامة ... لها البدر وجه والسحاب لثام
فنراها على كل القلوب فريضة ... تؤدى ومثلي في الغرام إمام
أسير ولو أن الصباح صوارم ... وأسرى ولو أن الظلام قتام
وأغشى بيوت الحي لا مترقبا ... وأطرق ليلى والوشاة نيام
إذا لم يكن للصب إقدام صبوة ... تحل تلاف النفس وهو حرام
فليس له بين المحبين رحلة ... ولا بين هاتيك الخيام مقام
وقال:
إن كان قتلي في الهوى يتعين ... يا قاتلي فبسيف طرفك أهون
حسبي وحسبك أن تكون مدامعي ... غسلي وفي ثوب السقام أكفن
عجباً بخدك وردة في بانةٍ ... والورد فوق البان ما لا يمكن
أدنته لي سنة الكرى فلثمته ... حتى تبدل بالشقيق السوسن
ووردت كوثر ثغره فحسبتني ... في جنةٍ من وجنتيه أسكن
ما راعني إلا بلال الخال من ... خديه في صبح الجبين يؤذن
نثرت من جوف الصباح ذؤابة ... هي كالدجى وظللت فيها أكمن
يا نظرة كم رمت أسرق أختها ... من مقلة هي للنعاس معيدن
يا فاتناً ما بال مفتونٍ به حد ... وفيه يلام من لا يفتن
ألوم فيك الصبر إن هو خانني ... قلبي العزيز علي منه وأهون
يا جيرة العلمين لا عاش امرؤ ... أحشاؤه لسوى هواكم مسكن
فدعوا مريضكم يفور بسقمه ... طرس المحبة بالسقام مغبون
وقال:
لا تلم صبوتي فمن حب يصبو ... إنما يرحم المحب المحب
كيف لا يوقد النسيم غرامي ... وله في خيام ليلى مهب
ما اقتداري إذا خبت نار قلبي ... وحبيبي أنواره ليس تخبو
شاهدت حسنه القلوب فأمسى ... وله في القلوب نهب وسلب
نصبوا حان حبه ثم زادوا ... يا نيام القلوب للراح هبوا
وقال:
كم في جفونك من حانات خمار ... وكم بخديك من روضات أزهار
وكم نسيم مرى أودعته نفسا ... مالت به عذبات الشيح والغار
هواك أفصح من أنى أكتمه ... من بعد ما هتكت بالدمع أستاري
لولاك ما رقصت بالدوح قضب ... نقا ولا تغنت حمامات بأشجار
ولولا حمت ترى تلك الرياض ... ولا سقيت من ماء دمعي ساحة الدار
وقال:
مرح العيون بفترة الأجفان ... فتمايل الصاحي على النشوان
وأراك من أنغامه وقوامه ... سجع الحمام على غصون البان
حدث بعيشك يا نسيم عن الحمى ... وأغث بمائك غلة الظمآن
واستبق مني يا سقام بقيةً ... يدرى بها طيف الحبيب مكاني
وقال دوبيت:
يا برق حمى الأراك دون الشعب ... ما علملك الخفوق إلا قلبي
فاضحك طرباً ودع جفوني تبكي ... واشرب غدقاً فمن دموعي شربي
الشيخ الصالح علاء الدين علي بن الشيخ أبي صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومي.
مات بدمشق وصلى عليه بجامعها، ودفن بسفح قاسيون، روى عن والده، وعن الزبيدي، وابن اللتى، وغيرهم.
الشيخ الإمام القاضي شمس الدين أبو محمد عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري الشافعي.
مات بمنزله بالخانقاة الأسدية بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية، كان تفرد بإجازات وأسمع كثيرا، ومولده سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وكان موته في شوال منها.
الشيخ الإمام المسند الأصيل المعمر الفاضل نجم الدين أبو الفتح يوسف بن الصاحب شهاب الدين يعقوب بن محمد بن علي بن المجاور الشيباني.