مات بدمشق، ودفن بتربة والده بسفح قاسيون، ومولده في سنة إحدى وستمائة، وكان موته في الثامن والعشرين من ذي القعدة منها، وهو آخر من حدث عن الخضر بن كامل وزينب القيسية، وعبد الرحمن بن نسيم.

الشيخ المسند، بقية الشيوخ، محمد بن عبد المؤمن بن أبي الفتح الصوري.

مات بمنزله بقاسيون، وصلى عليه بالجامع المظفري، ودفن بالسفح، وهو آخر من حدث عن الكندي، ومولده سنة إحدى وستمائة، وموته في الخامس عشر من ذي الحجة منها.

الشيخ الزاهد، مفتي المسلمين، بقية السلف، تقي الدين أبو الربيع سليمان ابن عثمان بن يوسف الحنفي، المعروف بالتركماني.

مات بدمشق، ودفن بسفح قاسيون، ولى نيابة القضاء عن قاضي القضاة مجد الدين بن العديم بدمشق مدة يسيرة، ثم ترك الحكم تورعا وتزهدا.

الأمير بدر الدين يوسف بن درباس بن يوسف الحميدي، أحد مقدمي عساكر الشام.

كان متقدما في الدولة، ولى البقاع بعد أخيه الأمير جمال الدين، وكان يخدم أولا ببغداد وقدم إلى دمشق بعد استيلاء التتار عليها، ومات في هذه السنة.

وله نظم جيد، منه قوله في العذار الشايب:

ولما بدا في الخد ممن أحبه ... مشيبٌ به قد زاد حسنا ومنظرا

تزايد وجدي إذ تزايد حسنه ... وأحسن شيء أن ترى الغصن مزهوا

وحضر ليلة في سماع وفيه شاب حسن الصورة لطيف الشمائل، فقام يقط الشمع ويصلحه بريقه، والناس يرقصون، فتواجد بعض الجماعة الحاضرين ورمى الشمعة، فوقع لهيبها فأحرق فم الشاب، فنظم بدر الدين المذكور بديها:

وبدر دجى زارنا موهنا ... فأمسى به الهم في معزل

فحنت لتقبيله شمعةٌ ... ولم تحتشم ذلك في المحفل

فقلت لصحبي وقد مكنت ... صوارم جفنيه في مقتلي

أتدرون شمعتنا لم هوت ... لتقبيل ذا الرشأ الأكحل

درت أن ريقته شهدة ... فحنت إلى إلفها الأول

الشيخ الفاضل شرف الدين عيسى بن فخر الدين إياز، وإلى حماة.

مات في هذه السنة، ودفن بنقيرين، كان من الفضلاء الأدباء.

ومن نظمه:

تحن إلى لقائكم القلوب ... فهل لي في زيارتكم نصيب

ويصبو نحوكم طرفي وقلبي ... فذا فيكم يصاب وذا يصوب

أجيران الغضا عودوا مريضاً ... سلامته هي العجب العجيب

لقد سم العواذل طول سقمي ... لفرقتكم وأيأسنى الطبيب

أيا قمري لأن غيبت عني ... كذا الأقمار عادتها المغيب

يعز علي بعدك عن عيانى ... بعدت وأنت من فلبى قريب

وقال:

زدني عن الحي أو عن أهله خبرا ... إن كنت حققت مسرى الركب أين سرى

قل لي بعيشك يوم البين أين نأى قلبي ... وصف لي حديث الدمع كيف جرى

كرر علي أحاديث الحمى لأرى ... بالسمع سرحته إن فاتني النظرا

لقد تقادم عهدي بالديار ولى ... قلب يطير اشتياقا كلما ذكرا

يا عاذلى أنت أولى في المحبة ... من أولى على الحب إنصافاً ومن عذرا

الأمير جك الناصري.

مات بالشام في الثالث عشر من رجب منها، ودفن بقاسيون وكان من الأمراء المشهورين بالفروسية، وكان رأس ميسرة عسكر الشام، وله غارات وآثار جيدة في العدو.

الأمير سيف الدين قطز المنصوري.

توفى في هذه السنة، وكان الملك المنصور ولاه نيابة حمص.

الأمير تنكز بن عبد الله الناصري، ناظر الرباط بالصالحية عن أستاذه.

توفى في هذه السنة ودفن بالتربة الكبيرة داخل الرباط.

الملك العادل بدر الدين سلامش بن الملك الظاهر الذي كان قد بويع بالملك بعد أخيه الملك السعيد، لما استنزل عن الملك وجعل المنصور قلاون أتابكه كما ذكرناه مفصلا، ثم استقل بالملك وأرسله إلى الكرك، ثم أعاده إلى القاهرة، ثم سفره الأشرف في أول دولته إلى القسطنطينية، ومعه والدته وأخوه نجم الدين خضر، فمات سلامش هناك وصبرته أمه وجعلته في تابوت إلى أن اتفقت عودتها فأعادته إلى ديار مصر، فدفنته بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015