قال ابن كثير: فاق أهل زمانه في صناعة الطب، وصنف كتبا في ذلك، وكان يرمى بقلة الدين وترك الصلوات، وانحلال العقيدة، وإنكار أمور كثيرة مما يتعلق باليوم الآخر.

وفي شعره ما يدل على قلة عقله ودينه وعدم إيمانه، واعتراضه على تحريم الخمر.

ومن شعره:

لو أن تغيير لون شيبي ... يعيد ما فات من شبابي

لما وفى لي بما تلاقى ... روحي من كلفة الخضاب

وله:

وعدته الوصال يقظى وزارت ... فأرته المعدوم بالموجود

فهو لا يطعم الرقاد فيستي ... تظ إلا على فراق جديد

وقال مواليا:

البدر والسعد ... ذا شبهك وذا نجمك

والقد واللحظ ... ذا رمحك وذا سهمك

والحب والبغض ... ذا قسمي وذا قسمك

والمسك والحسن ... ذا خالك وذا عمك

علاء الدين أبو الحسن علي ابن الشيخ الإمام العلامة كمال الدين عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري الزملكاني، مدرس الأمينية.

وهو والد الشيخ الإمام العلامة كمال الدين أبي المعالي محمد بن علي الزملكان، شيخ ابن كثير، وقد درس بعد أبيه بالأمينية، وكانت وفاة والده هذا ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من ربيع الآخر بالأمينية، ودفن بمقابر الصوفية.

الإمام فخر الدين أبو حفص عمر بن يحيى بن عمر الكرخي، صهر الشيخ تقي الدين بن الصلاح، وأحد تلاميذه.

ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ومات يوم الأربعاء ثاني ربيع الآخر منها، ودفن إلى جانب قبر الشيخ تقي الدين بن الصلاح بمقابر الصوفية.

الشيخ نجم الدين محمد بن عثمان الكرباج، خادم الشيخ شهاب لدين السهروردي.

توفى في الحادي والعشرين من شعبان منها.

العفيف التلمساني أبو الربيع سليمان بن علي بن عبد الله بن علي بن يس العابدي الكوفي، ثم التلمساني، الشاعر المتفنن في علوم كثيرة منها: النحو، والأدب، والفقه، والأصول، والمعقول، والرياضيات، وله في ذلك مصنفات.

ويذكر عنه أنه عمل أربعين خلوة، كل خلوة أربعين يوما، يخرج من واحدة ليدخل في غيرها، قال الشيخ شمس الدين: هذا الكلام فيه مجازفة ظاهرة فإذ مجموع ذلك ألف وستمائة يوم. قال: وله في كل علم تصنيف، وقد شرح الأسماء الحسنى، وشرح مقامات النفرى، وحكى بعضهم: قال: طلعت إليه يوم قبض، فقلت له: كيف حالك؟ قال: بخير من عرف الله كيف يخافه؟ والله منذ عرفته ما خفته وأنا فرحان بلقائه وله نظمٌ حسن منه قوله:

هذا المصلى وهذه الكتب ... لمثل هذا يهزك الطرب

والحي قد شرعت مضاربه ... وحسمه عنه زالت الحجب

وكل صب صبتي لساكنه ... يسجد من شوقه ويقترب

أنخ مطاياك دون ربعهم ... كيلا تطأك الرجال والنجب

واسع على. . . . . خاضعا ... فعسى يشفع فيك الخضوع والأدب

وارج قراهم إذا نزلت بهم ... فأنت ضيفٌ وأنهم عرب

عندي لكم يا أهيل كاظمةٍ ... أسرار وجدٍ حديثها عجب

أربى بكم خاطري يلاحظني ... من أين هذا الإخاء والنسب

وقال:

ما دون رامه للمحب مرام ... سيما إذا لاحت له الأعلام

لا تملك العبرات مقلته ... ولا يثنى أعنة شوقه الأسوام

وورا هاتيك الستور محجبٌ ... لتهتدى لجماله الأفهام

لو لاح أدنى بارق من حسنه ... ليكون ريحه جوىً وغرام

يا عرب نجدٍ ما مضى من عيشنا ... أترى تعود لنا به الأيام

ردوا الكرى إن طال عز وصا ... لكم فعسى تمثله لي الأحلام

لو لم يلذ الموت في حبي لكم ... لم أصب نحو الشرق وهو حسام

ولما اعترضت بنار قلبي للهوى ... ولكل نار بالنسيم ضرام

صبٌّ يرى نار الصبابة أنها ... في حبكم برد له وسلام

حفظ المودة زاده ولحبذا ... في الزاد حفظ مودة وذمام

وإذا أتتكم آيةٌ بإمامها ... وافيتكم ولى الغرام إمام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015