فقلت سترت الصبح بالليل قال لا ... ولكن سترت الدر بالظلمات

قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين أبي محمد عبد الرحمن ابن أبي عمر محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي.

توفى في الثاني عشر من جمادى الأولى منها، وحضر جنازته الناس، ونائب السلطنة، ودفن بقاسيون، وله من العمر أربعون سنة سواء. وكان فاضلا، بارعا، خطيبا، مدرس أكثر المدارس، شيخ الحنابلة، وابن شيخهم، وتولى بعده القضاء شرف الدين حسن بن عبد الله بن أبي عمر.

الشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن ظهير بن شهاب المصري، ابن الكفتى، شيخ الإقراء بديار مصر.

الشيخ الصالح العالم الفاضل شمس الدين محمد بن عبد الرزاق بن أبي بكر ابن رزق الله الرسعنى الحنبلي، المعروف بابن المحدث.

وفد إلى دمشق فاستوطنها، وسافر إلى مصر في شهادة، وعاد إلى الشام، فعند وصوله إلى نهر الشريعة وقف ليسقي فرسه، فجفل الفرس فوقع في النهر فغرق.

وله نظم حسن، فمن ذلك قوله:

ولو أن إنسانا يبلغ لوعتى ... ووجدي وأشجاني إلى ذلك الرشا

لأسكننه عيني ولم أرضها له ... ولولا لهيب القلب أسكنته الحشا

وله:

أأحباننا إن جادت المزن أرضكم ... فما هي إلا من دموعي تمطر

وإن لاح برق فهو برق أضالعي ... وإن ناح ورق عن أنيني يخبر

وإن نسمت ريح الصبا وتأرجت ... فمن طيب أنفاسي بكم تتعطر

وإن رنحت أغصان دجلة فانثنت ... فعنى بإبلاغ النسيم تخبر

ومن عجبٍ أني أكتم لوعةً ... وأودعها طى الصبا وهي تنشر

الشيخ الجليل نجم الدين عبد الجليل بن محمد. . . . . .

كان عنده فضيلة تامة، ومكارم خلق، وحسن عشيرة، وكان ... المزاح والهزل..... .

وله نظم حسن، منه:.... .

قبيلة ببلاد الحبشة، وكان سافر إليها في هذه السنة، فعند وصوله إليها جفل من أهلها.....، وضربه بحربة فقتله.

وكان رجلا دينا، وعنده صيانة تامة، وكان يكتب خطا حسنا وعمل مثمنات. مليحة وأتى فيها بكل غريبة، وله نظم حسن، فمنه قوله في عطار مليح:

وعطار كبدر التم حسنا ... مررت به لأمرٍ قد عناني

فقلت له أعندك ما وردٍ ... فقال معرضا بل ماء لساني

الشيخ الصالح أبو الزهر بن سالم بن زهير الغسولى.

مات بقاسيون ودفن به، وكان شيخا مباركا خيرا مقصودا بالزيارة والتبرك.

الطواشى شرف الدين مختص الظاهري، مقدم المماليك السلطانية في الدولة الظاهرية والسعيدية والمنصورية.

مات في هذه السنة، ودفن بالقرافة، وكان مهيبا، ذا حرمة وافرة، مبسوط اليد.

الأمير الكبير علاء الدين الحاج طيبرس الوزيري، صهر السلطان الملك الظاهر.

مات في ذي الحجة من هذه السنة، ودفن بتربته التي أنشأها بسفح المقطم.

وكان من أكابر الأمراء وأعيان الدولة ذوى الحل والعقد، وكان دينا كثير الصدقات، له خان بدمشق بالعقيبة على الصدقة، وله في فكاك الأسرى وغير ذلك، وأوصى عند موته بثلاثمائة ألف درهم تصرف إلى الجند الضعفاء بالشام ومصر، فجعل لكل واحد خمسون درهما.

فصل فيما وقع من الحوادث في

السنة التسعين بعد الستمائة

استهلت، والخليفة: الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد العباسي.

وسلطان البلاد المصرية والشامية: صلاح الدين خليل بن الملك المنصور قلاون، ونائبه بمصر: بدر الدين بيدرا، ووزيره شمس الدين بن سلعوس، ونائبه بدمشق: حسام الدين لاجين السلحدار المنصوري.

وصاحب تونس بالمغرب: عمر بن يحيى بن محمد.

وصاحب اليمن: الملك المظفر شمس الدين يوسف بن المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول.

وصاحب مكة: نجم الدين أبو نمى محمد بن إدريس بن علي بن قتادة الحسنى.

وصاحب المدينة: عز الدين جماز بن شيحة الحسيني.

وصاحب الروم: مسعود بن السلطان عز الدين كيكاوس.

وصاحب ماردين: الملك المظفر قرا أرسلان بن الملك السعيد إيل غازي الأرتقى.

وملك بلاد العراق وخراسان وتلك النواحي: أرغون بن أبغا بن هلاون بن باطو بن جنكزخان.

وملك التتار بالصين، الحاكم على كرسي مملكة جنكزخان: عرمون بن قبلاى خان بن طلوخان بن دوشى خان بن جنكزخان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015