منها: أنه ولى القضاء بالقاهرة قاضى القضاة تقي الدين عبد الرحمن بن قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعز، عوضا عن برهان الدين الحصرى الحسن السنجارى.

ومنها: أنه وقع ببلاد الغريبة من الديار المصرية في زمن الحصاد برد، فضرب كثيرا من الزرع القائم.

ومنها: أن تدان منكو بن طغان بن دوشى خان ابن جنكرخان صاحب البلاد الشمالية أظهر التوله والتخلى عن النظر في أمور المملكة، والانقطاع إلى المشايخ والفقراء، والإلمام بالصلحاء والعباد، وقيل له: إ، الملك لا بد له من ملك يسوسه، فأشار بأنه قد نزل عنه لابن أخيه تلابغا بن طرنوا بن دوشى خان بن جنكزخان، فطابت نفسه بذلك ووافقه الخواتين والأخوة والأعمام والأقارب والإلزام، وكانت مدة مملكة تدان منكو حول خمس سنين، وكان له من الأولاد أن منكى وصراى تمروسكباى.

ومنها: أن تلابغا المذكور ملك عوضا عن تدان منكو، وتجهز وسار بعساكره إلى بلاد الكرك للأغارة عليها، وغزو من فيها، وأرسل إلى نوغيه بأمره بالمسير فيمن عنده من العساكر ليجتمعا على الغارة على بلاد كرك، فسار نوغيه في التمانات التى عنده، وتوافيا في المقصد، وشنوا الغارة، ونهبوا ما شاءوا وقتلوا من شاءوا وعادوا، وقد تمكن الشتاء، وتكاثرت الثلوج، واستصعبت الطرقات، ففضل نوغية عنه بمن معه وسار إلى مشاتيه، فوصل سالما هو وكل من يليه، وسار تلابغا يتعسف البيد الموعرة، الفيافي المقفرة، فتاه عن حدّ الطرق، وناله وعسكره غاية الضنك والضيق، وهلك أكثرهم من شدة البرد، وعدم القوت، ولم يسلم إلا القليل منهم، فعز ذلك على تلابغا وتوهم أن نوعية إنما فعل ذلك مكرا بهم ومكيدة ليهلك عساكره، ويبيد عشائره، فأصمره الغدر، وأبطن له الشرّ، وذلك لما ناله ونال عسكره من الشدة الشديدة التى ألجاتهم إلى أكل لحوم دوابهم التى يركبونها، ودوايهم التى استصحبوها، ولحوم من مات منهم جوعا، فاتفق مع أصحابه على قصد نوغيه، على ما سنذكره في مكانه إن شاء الله تعالى.

وفيها: "....... ".

وفيها: حج بالناس الأمير سيف الدين قطز السلحدار.

ذكر من توفي فيها من الأعيان

الشيخ الإمام العلامة القدوة قطب الدين أبو بكر محمد بن الشيخ الإمام أبي العباس أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن الميمون القيسى التوزرى، ثم المصرى، ثم المكى الشافعى المعروف بابن القسطلانى.

شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة، ولد سنة أربع عشرة وستمائة، ورحل إلى بغداد وغيرها، سمع الكثير وحصل علوما، وكان يفتى على مذهب الشافعى، وأقام بمكة مدة طويلة، ثم صار إلى مصر، ثم تولى مشيخة الحديث بها، وكان حسن الأخلاق، محببا إلى الناس، وكانت وفاته في أواخر المحرم، ودفن بالقرافة الكبرى، وله شعر حسنٌ.

الشيخ الإمام محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك، بدر الدين ابن العلامة جمال الدين الطائى الجيانى، ثم الدمشقى.

كان إماما في النحو وغيره، أخذ عن والده، ومن تصانيفه: شرح ألفية والده، وله مقدمة في المنطق، ومقدمة في العروض، ومات قبل الكهولة من قولنج كان يعتريه كثيرا في سنة ست وثمانين وستمائة بدمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير.

عماد الدين محمد بن عباس الدنيسرى الطبيب الماهر الحاذق الشاعر.

خدم الأكابر والوزراء وعمر ثمانين سنة، وتوفي في صفر منها بدمشق.

قاضي القضاة برهان الدين الخصر بن الحسن بن علي السنجارى، ولى الحكم بديار مصر غير مرة وولى، الوزارة أيضا، وكان رئيساً وقوراً مهيباً، وقد باشر بعده القضاء تقي الدين بن بنت الأعز.

شرف الدين سليمان الشاعر المشهور، له ديوان شعر رائق، توفي في صفر منها.

الشيخ الصالح عز الدين عبد العزيز بن عبد المنعم بن صيقل الحراني.

ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة، سمع الكثير، ثم استوطن مصر حتى كانت وفاته بها في رابع عشر رجب وقد جاوز السبعين، وقد سمع منه الحافظ علم الدين البرزالى لما رحل إلى مصر في سنة أربع وثمانين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015