ولما كان المجلس السّامى الأمير الأجل الإسفهسلار الأوحد المجاهد العضد، ركن الدين فخر الإسلام، شرف الأنام، شرف الأمراء المقدمين، عضد الملوك والسلاطين بيبرس الدوادار الملكى المنصورى، نائب السلطنة بالكرك المحروس، هو أسارير هذا الجبين، وفحوى هذا اليقين، اقتضى حسن الرأى الشريف أن خرج الأمر العالى المولوى السلطانى الملكى المنصورى السيفى، زاده الله علاء ونفاذا وإمضاءً، أن يجرى في إقطاعه ما رسم به الآن من الإقطاعات الأعمال الشامية لخاصته ولمن يستخدمه من الأجناد الجياد المعروفين بالخدمة، بالبرك التامّ، والعدّة الكاملة، بعد ارتجاع ما بيده بالديار المصرية، والعدة خاصة ثمانون طواشيا، خارجا عن الملك والوقف، عن الأمير علم الدين سنجر الدوادار الصالحىّ، على عادته في الدربستية، وذلك لا ستقبال مغل سنة خمس وثمانين وستمائة.
وكان استقرارى بها في النيابة في شهر شعبان سنة خمس وثمانين وستمائة، وأقمت حول خمس سنين.
وفيها: عزم السلطان على تجريد العساكر مع الأمير حسام الدين نائبه إلى جهةً صهيون فجرجوا من القاهرة في حادى عشر ذي الحجة من هذه السنة.
وفيها: كتب الأمير بدر الدين بكتوب العلائي، وهو مجرد بحمص إلى نائب دمشق الأمير حسام الدين لاجين أنه انعقدت زربعة في يوم الخميس رابع عشر صفر بأرض حمص، ثم ارتفعت في السماء كهيئة العمود أو الحية العظيمة، وجعلت تختطف الحجارة الكبار، فتصعد بها الجوّ كأنها سهام النشاب، حملت شيئا كثيرا من الجمال بأجمالها، والأثاث والخيام، ففقد الناس شيئا كثيرا من رحالهم وأمتعتهم.
وفيها: أعيد علم الدوادارىّ إلى شدّ الدواوين بدمشق، والصاحب تقي الدين إلى الوزارة بالشام.
وفيها: تولى القضاءفي مذهب المالكية بمصر زين الدين بن مخلوف التبريزى، عوضا عن القاضى تقي الدين بن شاش، فإنه توفي إلى رحمة الله تعالى.
وفيها: ".................... ".
حج بالناس: "............... ".
أحمد بن شيبان بن ثعلب الشيبانى، أحد مشايخ الحديث المسندين المعمرين.
توفي في هذه السنة في دمشق في شهر صفر عن ثمان وثمانين سنة، ودفن بقاسيون.
الشيخ الإمام العالم البارع جمال الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله البكرى الشريشى المالكى.
ولد بشريش في سنة إحدى وستمائة، ورحل إلى العراق فسمع بها إلى المشايخ كالقطيعى وابن الليثى وغيرهما، واشتغل وحصل وساد أهل زمانه وبنى أقرانه، ثم عاد إلى مصر فدرس بالفاضلية، ثم أقام بالقدس شيخ الحرم، ثم جاء إلى دمشق فولى مشيخة الحديث بتربة أم الصالح، ومشيخة الرباط الناصرى، ومشيخة المالكية، وعرض عليه القضاء فلم يقبل، وتوفي يوم الأثنين الرابع والعشرين من رجب بالرباط الناصرى، ودفن بسفح جبل قاسيون.
قاضي القضاة بهاء الدين أبو الفضل يوسف بن قاضى القضاة محى الدين أبي الفضل يحيى بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز علىّ بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه القرشى الدمشقى، المعروف بابن الزكى الشافعىّ.
وكان أحد الفضلاء البارعين، والعلماء المبرزين، وهو آخر من تولى القضاء من بنى الزكى إلى يومنا هذا، وكان مولده في سنة أربعين، وسمع الحديث، وتوفي ليلة الإثنين حادى عشر ذى الحجة، ودفن بقاسيون، وتوفي بعده ابن الجوزى.
شهاب الدين الشيخ مجد الدين يوسف بن محمد بن عبد الله المصرىّ، ثم الدمشقىّ الشافعىّ الكاتب المعروف بابن المهتار.
كان فاضلا في الحديث والأدب، وكان يكتب كتابة حسنة جدا، وتولى مشيخة دار الحديث النورية، وقد سمع الكثير، ووانتفع الناس به، وبكتابته، وتوفي تاسع عشر ذي الحجة، ودفن بباب الفراديس.
الشاعر الأديب شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن محمد المعروف بابن الخيمى.
كانت له مشاركة في علوم كثيرة، ويدٌ طولى في النظم الرائق، جاوز الثمانين سنة، وقد تنازع هو نجم الدين بن إسرائيل في قصيدة بائية، فتحا إلى ابن الفارض، فأمرهما بنظم أبيات على رويهما، فنظم كل منهما فأحسن، ولكن حكم لابن الخيمى، وكذلك فعل القاضي شمس الدين بن خلكان رحمه الله.
البيضاوي وهو الإمام العلامة ناصر الدين عبد الله بن عمر الشيرازى، قاضيها، وعالم أذربيجان وتلك النواحى.