ومنها 554 أن يعقوب المريني أخذ في هذه السنة مدينة مراكش، وذلك أنه توجه إليها بمن معه، فجمع أبو دبوس جماعة عظيمة من العربان والفرنج والموحدين وغيرهم، فالتقى مع بني مرين، فكانت الكسرة عليه، فقتل وعلق رأسه على سور مدينة فاس، واستولى المريني على مراكش من التاريخ المذكور، ثم تجهز لفتح البلاد أولا فأولا، وسار إلى جبال الموحدين وهي: سكسيرة، ناروديت، صنجابة، وكراكة، بلاد السوس الأفصى، وأقام بالسوس وبها عرب يقال لهم أولاد ابن حسان، والشامات، فدخلوا في طاعته، وساروا في خدمته إلى لمطة، وهي آخر المعمورة مما يلي شط البحر المحيط، وفتح أولا فأولا، ورتب أحوال البلاد، وقرر قواعدها، ورجع إلى سجلماسة.
ومنها: في آخر ذي الحجة هبت ريح شديدة بديار مصر غرقت مائتي مركب في النيل، وهلك فيها خلق كثير، ووقع هنالك مطر شديدٌ جداً، وأصاب الشام من ذلك صقعةٌ أهلكت الثمار.
ومنها: أن أهل حران خرجوا منها وقدموا الشام، وكان فيهم الشيخ الإمام العلامة تقي الدين بن تيمية صحبة أبيه وعمره ست سنين، وأخواه زين الدين عبد الرحمن، وشرف الدين عبد الله وهما أصغر منه.
ومنها: أنه وردت كتب الشريف نجم الدين أبو نمى يذكر فيها أنه شاهد من عمه الشريف بهاء الدين إدريس بن قتادة ميلا إلى صاحب أيمن، وتحاملا على دولة السلطان، فأخرجه من مكة وانفرد بالإمرة، وخطب للسلطان، وكتب له تقليد الإمرة وفيها: " ... ... ... ... ".
وفيها: حج بالناس " ... ... ... ... ".
شرف الدين أبو الطاهر محمد بن الحافظ أبي الخطاب عمر بن دحية المصري.
ولد سنة عشر وستمائة، وسمع أباه جماعة، وتولى مشيخة دار الحديث الكاملية مدة، وكان فاضلا، مات في العشرين من شهر رمضان بالقاهرة، ودفن بالقرافة.
القاضي تاج الدين أبو عبد الله بن وثاب بن رافع البجيلي الحنفي.
درس وأفتى وناب عن ابن 555 عطاء بدمشق، ومات بعد خروجه من الحمام على المصاطب فجاءة، ودفن بقاسيون.
الطبيب الماهر شرف الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن حيدره الرحبي، شيخ الأطباء بدمشق، ومدرسة الدخوارية عن وصية واقفها له بذلك، لتقدمه في هذه الصناعة على أقرانه وأهل زمانه.
ومن شعره:
يساق بني الدنيا إلى الحنف عنوة ... ولا يشعر الباقي بحالة من يمضي
كأنهم الأنعام في جهل بعضها ... بما تمَّ من سفك الدماء على البعض
الشيخ نصير الدين المبارك بن يحيى بن أبي الحسن أبو البركات بن الطباخ الشافعي.
العلامة في الفقه والحديث، ودرس، وأفتى، وصنف وانتفع به ناس، وعمر ثمانين سنة، وكانت وفاته بالقاهرة في الحادي عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة، ودفن خارج باب النصر.
الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الكوفي المغربي النحوي، الملقب بسيبويه.
كان فاضلا، بارعا في صناعة النحو، توفي بالمارستان بالقاهرة.
ومن شعره:
عذبت قلبي بهجر منك متصل ... يامن هواه ضمير غير منفصل
ما زادني غير تأكيد صدودك لي ... فما عدولك عن عطفٍ إلى بدل
الشيخ أبو الفضائل محمد بن أبي الفتوح نصر بن غازي بن هلال بن عبد الله الأنصاري، المقرئ الحريري.
مات في الثالث من المحرم من هذه السنة بالقاهرة، ودفن من يومه ظاهر باب البرقية، ومولده في مستهل المحرم سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بباها من أعمال كورة كوش، سمع وحدث.
الشيخ المسند أبو الطاهر إسماعيل بن الشيخ أبي محمد عبد القوي بن أبي العز عزون بن داود بن عزون بن الليث بن منصور الأنصاري، الغزي الأصل، المصري المولد والدار، الشافعي، المنعوت بالزين.
مات في ليلة الثاني عشر من المحرم من هذه السنة بمسجد الذخيرة ظاهر القاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطم، ومولده في سنة تسع وثمانين وخمسمائة تقديرا، سمع الكثير وحدث.
الشيخ الفقيه الإمام أبو الحسن علي بن أبي العطايا وهب بن مطيع بن أبي الطاعة القشيري المنفلوطي المالكي، المنعوت بالمجد.
وكان أحد العلماء المشهورين، 556 والأثمة المذكورين، جامعا لفنون من العلم، معروفا بالصلاح والدين والخير، توفي في الثالث عشر من المحرم بمدينة قوص من صعيد مصر الأعلى، ومولده في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بمنفلوط من صعيد مصر.