- 1 الْمَعْنى يَقُول إِن يكن صَبر من طرقه الدَّهْر بمصيبة وعرضته الْأَيَّام لرزية فضلا فِيهِ وتماما مِنْهُ فَكُن فِي ذَلِك افضل الأفضلين وأعزهم وَأكْرم الأكرمين وأجلهم لزِيَادَة فضلك على فَضلهمْ فَلْيَكُن صبرك زَائِدا على صبرهم

2 - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح فَوق الأولى نِدَاء مُضَاف إِلَى أَن تعزى وَالثَّانيَِة ظرف وَقَالَ الْخَطِيب يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن يكون حذف المنادى وَمثله كثير فِي الشّعْر وَغَيره أَي أَنْت يَا سيف الدولة وَالثَّانِي أَن يكون فَوق نعتا لَهُ وَقد أخرجه من بَاب الظروف إِلَى الْأَسْمَاء وَهُوَ أحسن فعلى الْوَجْه الأول فَوق الأولى وَالثَّانيَِة ظرفان وعَلى الْوَجْه الثَّانِي الأولى اسْم وَالثَّانيَِة ظرف وَنصب عقلا على التَّمْيِيز الْمَعْنى يَقُول أَنْت يَا أَيهَا الْجَلِيل مُرْتَفع عَن أَن تعزى بِمن فقدت من الأحباب وأصبت من الألاف فَوق الَّذِي يعزيك عقلا وَمَعْرِفَة ورأيا وتجربة فَكيف يحضك على الصَّبْر من لَا يماثلك فِي درايتك ويندبك إِلَى التجلد من لَا يصل إِلَى معرفتك وإحاطتك فَأَنت غَنِي بمعرفتك بأحوال الدَّهْر عَن التَّعْزِيَة

3 - الْإِعْرَاب نصب قبل على الظّرْف وَجعله نكرَة كَمَا تَقول جَاءَ أَولا إِذا لم تعرفه وَتقول جئْتُك قبلا وبعدا مثل جئْتُك أَولا وأخرا وقرى فِي الشواذ لله الْأَمر من قبل وَمن بعد بِالتَّنْوِينِ والخفض وكقول الآخر

(فَساغَ لي الشَّرابُ وكُنْتُ قَبْلاً ... أكادُ أَغَصُّ بالمَاء القَرَاح)

وَقد جَاءَت بعد مَضْمُومَة منونة وَهُوَ شَاذ كَقَوْل العداء

(ونحنُ قَتَلْنا الأًسْدَ خَفيًّةٍ ... فَمَا شَرِبَتْ بَعْدٌ على لَذَّةٍ حَمْراً)

الْمَعْنى يَقُول المعزى لَك إِنَّمَا يَهْتَدِي بألفاظك ويخاطبك بِمَا تعلمه من قَوْلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015