الْمَعْنى يَقُول إِذا الْعَرَب العرباء الصرحاء والجلة مِنْهُم الكرماء جربوا أنفسهم وتحققوا أَمرهم علمُوا أَنَّك سيدهم جودا ونجدة وملكهم إقداما ورفعة

40 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي أَطَاعَتك وَفِي أرواحها وَفِي تصرفت رَاجع إِلَى الْعَرَب العرباء الْغَرِيب الْقَبَائِل جمع قَبيلَة وَهِي كالبطن والعمارة وَالْعشيرَة الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح أَي فِي بذل أَرْوَاحهم أَي هم لَك مطيعون وَلَو أَمرتهم ببذل الْأَرْوَاح وَمعنى الْتفت عَلَيْك الْقَبَائِل أحاطت بك من حَيْثُ النّسَب وَهُوَ كَقَوْلِه

(يَهُزُّ الجَيْشَ حَوْلَكَ جانِبَيْهِ ... كمَا نَفَضَتْ جَناحَيْها العُقابُ)

قَالَ وَيجوز لإحداق أنسابها بنسبك فَأَنت وسيط فيهم وَقَالَ الواحدي يُرِيد أَنهم انضموا إِلَيْك وَأَحَاطُوا بك طَاعَة لَك وَالْمعْنَى أَنهم أطاعوك فِي بذل أَرْوَاحهم وتصرفوا على أَمرك فِي إيرادهم وإصدارهم وَاجْتمعت قبائلهم على نصرتك ودانوا أَجْمَعِينَ بالخضوع لطاعتك

41 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي لَهُ عَائِد إِلَى القنا الْغَرِيب النكت الوخز والأنابيب جمع أنبوب وَهِي الْعقْدَة النَّاشِزَة فِي القنا والعوامل جمع عَامل وَهُوَ صدر الرمْح وَهُوَ مَا يَلِي السنان وَهُوَ دون الثَّعْلَب وَقيل سمي بذلك لِأَنَّهُ يعْمل بِهِ الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح قَرَأت عَلَيْهِ ينكت بِالْيَاءِ فَقَالَ بِالتَّاءِ أَي تنكت الأنابيب فَلذَلِك أنثت وَالْمعْنَى أَصْحَابك وَإِن كَانُوا أعوانا لَك فَأَنت تولى الْحَرْب بِنَفْسِك وَتقدم إِلَيْهَا كتقدم السنان وَقَالَ الواحدي هَذَا مثل يُرِيد أَن الطعْن إِنَّمَا يَتَأَتَّى بِالرُّمْحِ كُله وَإِذا لم يعاون بعض الرمْح بَعْضًا لم يحصل الطعْن وَلَكِن العوامل هِيَ الَّتِي تصيب الْإِنْسَان لِأَن السنان فِيهَا فَكَذَلِك الْقَبَائِل كلهم مدد لَك وَالْعَمَل مِنْك فَأَنت فيهم كالعامل من الرمْح وَهَذَا من قوم بشار

(خُلِقُوا سادَةً فَكانُوا سَوَاءً ... كَكُعوبِ القَناةِ تَحْتَ السِّنانِ)

قَالَ وكما قَالَ البحتري

(كالرمْحِ فِيهِ بِضْعَ عَشْرَةَ فَقْرَة ... مُنْقادةً تَحْتَ السِّنانِ الأصْيَدِ)

وَالْمعْنَى أَنه يخاطبه وَيَقُول لَهُ مؤكدا لما ذكره من التحاق الْعَرَب بِهِ وانقيادها لأَمره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015