(تَبِيتُ عَلى شُغْلٍ وَلَيْسَ بضَائِرٍ ... لِمَجْدِكَ يَوْما أنْ تَبِيتَ عَلى شُغْلِ)
وَقَالَ الواحدي تهوس ابْن فورجة فِي هَذَا الْبَيْت فروى وقتا بِالرَّفْع قَالَ وَفِيه معنى لطيف لَيْسَ يُؤَدِّيه اللَّفْظ إِذا نصب وَالْوَقْت وَذَلِكَ أَنه يُرِيد لهَذِهِ الْكَفّ الشرق والغرب وَمَا يحويانه وَلَيْسَ لَهَا وَقت يشغلها عَن الْمجد وكف لَا تملأ الشرق والغرب كَانَ بِأَن تملأ مَا هُوَ أَحْقَر مِنْهُمَا أولى قَالَ وَهَذَا الَّذِي قَالَه بَاطِل محَال لَا يَقُوله إِلَّا غمر جَاهِل وَالْوَجْه النصب لِأَنَّهُ ظرف لشاغل
36 - الْغَرِيب الغوائل جمع غائلة وَهِي الداهية الْمهْلكَة الْإِعْرَاب حَربًا حَال أَي مُحَاربًا وَفُلَان حَرْب لفُلَان أَي كَانَ معاديا لَهُ الْمَعْنى يَقُول إِنَّه يساعده جده وَمَا مكنه الله من أمره وَيتبع من هرب عَنهُ من الرِّجَال مَا يُريدهُ سيف الدولة بِهِ ويعترضه مَا يَعْتَقِدهُ لَهُ فَمن فر عَنهُ فِي حريَّة أَدْرَكته فِي مأمنه غوائل حتفه وَالْمعْنَى الَّذين يهربون مِنْهُ تتبعهم همته فيهلكون بِسَبَب من الْأَسْبَاب
37 - الْمَعْنى يُرِيد لعُمُوم نائله فِي الأَرْض فَأَيْنَ فر الْحَاسِد فِي عطائه استقبله حَيْثُ كَانَ من الْبِلَاد وَالْمعْنَى من فر من إحسانه وَأظْهر مشاركته واعتقد مجانبته تَلقاهُ من سيف الدولة حَيْثُمَا سَار عَطاء يَشْمَلهُ وإنعام يعمه إِشَارَة إِلَى أَن جوده يَشْمَل الْحَاسِد والولى ويعم المحسن وَفِيه نظر إِلَى قَول حبيب
(وَإذا سَرَحْتَ الطَّرْفَ حَوْلَ قِبابِهِ ... لِمْ تَلْقَ إلاَّ نِعْمَةً وَحَسُودَا)
38 - الْمَعْنى يَقُول لَا يرى جليل إحسانه وكامل إفضاله وَإِن بلغ فِيهِ أبعد غاياته كَامِلا حَتَّى يكون شَامِلًا فِي ذَاته عَاما فِي حَقِيقَته وَالْمعْنَى حَتَّى يَشْمَل النَّاس جمعيا
39 - الْغَرِيب العرباء الْقَدِيمَة الْمَحْض الَّتِي لم يشبها هجين وهب الْخَالِصَة الْعرُوبَة ورازت جربت واختبرت والحلاحل السَّيِّد الشجاع الرئيس وَالْجمع الحلاحل بِالْفَتْح