- الْغَرِيب الثواكل جمع ثاكل وَهِي الَّتِي فقدت وَلَدهَا الْمَعْنى يُرِيد أَن النُّجُوم وَإِن قيل إِنَّهَا خالدة يَعْنِي بَاقِيَة لَو حاربته لقتلها وأفناها وَالْمعْنَى زَعَمُوا أَن النُّجُوم خوالد إِلَى أَن تفنى بجملتها وتنتقص باقتراب السَّاعَة مِنْهَا وَلَو حاربته لانقلبت أحوالها بسعده وأزالها بإقبال جده وَأَشَارَ بِنوح الثواكل إِلَى ذَلِك
33 - الْإِعْرَاب نصب وألطفها عطفا على أدناها لِأَنَّهُ فِي مَوضِع نصب خبر كَانَ وَقيل مَا هُنَا للتعجب الْمَعْنى يَقُول مَا كَانَ أدناها لَهُ لَو قَصدهَا وألطفها لَو حاول تنَاولهَا وَالْمعْنَى أَن سعده يقرب لَهُ مَالا يقرب مثله ويبلغه مَا لم يبلغهُ أحد قبله وَهَذَا من إفراط الشُّعَرَاء الَّذين يستجيزون فِيهِ الْكَذِب بِمَا يحاولونه من بُلُوغ غايات الْمَدْح ويرومونه من اسْتِيفَاء أرفع منَازِل الْوَصْف وَقَالَ الواحدي فِي جَمِيع النّسخ وألطفها برد الْكِنَايَة إِلَى النُّجُوم وَلَا معنى لذَلِك وَالصَّحِيح أَن ترد الْكِنَايَة إِلَى الممدوح فَتَقول وألطفه أَي وَمَا ألطفه لَو تنَاول النُّجُوم بِمَعْنى مَا أحذقه وأرفقه بذلك التَّنَاوُل من قَوْلهم فلَان لطيف بِهَذَا الْأَمر أَي رَفِيق بِهِ يَعْنِي أَنه يُحسنهُ وَهُوَ لَيْسَ فِيهِ بأخرق
34 - الْإِعْرَاب القنابل الْجَمَاعَات من الْخَيل وَاحِدهَا قنبلة وَهِي خَمْسُونَ من الْخَيل وَقَالَ الْجَوْهَرِي مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين وَكَذَلِكَ القنبلة من النَّاس الْمَعْنى يُرِيد أَنه قريب عَلَيْهِ كل بعيد على غَيره وَالْمعْنَى إِذا قاد جَيْشه وَنفذ نَحْو الْعَدو خيله ولثمته كتائبه بِمَا تثيره من العجاج وَمَا يتبعهُ من الرهج فَكل مَا يبعد على غَيره قريب عَلَيْهِ مرامه وَغير بعيد مِنْهُ تنَاوله
35 - الْإِعْرَاب من رفع وقتا جعله اسْم لَيْسَ وشاغل نعتا لَهُ وَالْخَبَر فِي الْجَار وَالْمَجْرُور وَعَن الْجُود مُتَعَلق باسم الْفَاعِل وَمن نَصبه جعله ظرفا وَجعل شاغلا اسْم لَيْسَ الْمَعْنى يَقُول إِنَّه يدبر الْمَشَارِق والمغارب والدواني والقواصي وَلَيْسَ يشْغلهُ مَعَ ذَلِك فِي وَقت من الدَّهْر شاغل عَن جوده وَلَا يعوقه عائق عَمَّا يبذله من فَضله وَالْمعْنَى لَا يغْفل عَن الْجُود وَإِن عظم شغله كَقَوْل البحتري