الْمَعْنى يُرِيد أَنه جواد كريم مَا يسئل شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ فَيَقُول أَنْت كريم لَا يبخل على من استوهبه وَلَا يمْنَع من سَأَلَهُ فَلَو سُئِلَ فِي أحْوج مَا يكون إِلَيْهِ شَيْئا لوهبه
24 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح لَا تعط النَّاس شعري فينسخوا مَعَانِيه وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْء لِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ ستر مدائحه وأجود الشّعْر مَا كَانَ فِي النَّاس وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء يُرِيد لَا تعط النَّاس شعري فتجعلهم فِي طبقتي فَتَقول أَنْت مثل فلَان وَالْمعْنَى لَا تحوجني إِلَى مدح غَيْرك
25 - الْإِعْرَاب هَذَا اسْتِفْهَام تعجب وإنكار الْغَرِيب الضبن مَا تَحت الْإِبِط إِلَى الخاصرة وَهُوَ الحضن الْمَعْنى يُرِيد أَنه فِي كل يَوْم يمرس فِي شويعر ضَعِيف فِي صناعته قصير فِي مَعْرفَته يباريني فِي الْقُوَّة وَهُوَ لَا قُوَّة لَهُ ضَعِيف ويطاولني وَهُوَ قصير لَا بسطة لَهُ وَهَذَا إِشَارَة إِلَى استحقاره ذَلِك الشويعر حَتَّى لَو أَرَادَ أَن يحملهُ تَحت حضنه لقدر ثمَّ إِنَّه مَعَ قصوره يضاهيه
26 - الْغَرِيب الْهزْل ضد الْجد وهزل يهزل قَالَ الْكُمَيْت
(أرَانا عَلى حُبّ الْحَياةِ وَطُولِهَا ... تَجدُّ بِنا فِي كُلّ يَوْمِ وَنْهزِلُ)
الْمَعْنى يَقُول يعدل عَنهُ لساني فَلَا يكلمهُ وَلَا أهاجيه لِأَنِّي لَا أرَاهُ أَهلا لذَلِك وقلبي يضْحك مِنْهُ ولساني سَاكِت عَنهُ وَالْمعْنَى إِذا نطقت فلساني معرض عَنهُ عَادل عَن مخاطبته وقلبي ضَاحِك مِنْهُ هازل بجهالته وَهَذَا إِشَارَة إِلَى الَّذين كَانُوا ينازعونه الشّعْر عِنْد سيف الدولة
27 - الْمَعْنى يَقُول على سَبِيل الْمثل أتعب من ناداك يُرِيد أتعب حاسديك بندائه لَك من كنت مرتفعا عَن مجاوبته وأشدهم تعذبا بك من كنت متنزها عَن مخاطبته وأغيظ أعدائك عَلَيْك من لَا يشاكلك وَأكْرمهمْ إِلَيْك من كنت لَا تماثله وَهَذَا من قَول الْحَكِيم لَيْسَ التنائي بمباعدة الْأَجْسَام
28 - الْغَرِيب الطِّبّ الْعَادة والديدن وَمِنْه بَيت الْكتاب
(فَمَا إنْ طِبُّنا جُبْنٌ وَلَكنْ ... مَنايانا وَدَوْلَةُ آخَرِينا)