- الْغَرِيب الطوائل الأحقاد وَاحِدهَا طائلة وَبينهمْ طائلة أَي عَدَاوَة وترة الْمَعْنى يَقُول رجا الرّوم من سيف الدولة فِي إجَابَته إِلَى الصُّلْح الَّذِي رغبوه مِمَّن يُرْجَى بمسئلته نوافل الْخَيْر وترتهن بِطَاعَتِهِ ضروب الْفضل وَلَا يَرْجُو من عَصَاهُ أَن يدال عَلَيْهِ فَيَأْخذهُ بعداوته ويظفر بادراك ترته لِأَن سعادته تمنع مِنْهُ وإقباله ييئس الْأَعْدَاء مِنْهُ وَالْمعْنَى أَنهم رجوا عَفْو من كل الفواضل عِنْده وَلَا يُرْجَى أَنه يدْرك لَدَيْهِ ثأر وَالْمعْنَى يَقُول إِن كَانَ خوف الْقَتْل سَاق الرّوم متخيرين لما رغبوه من السّلم فقد فعلوا بِأَنْفسِهِم بِمَا أظهروه من الذلة وأبدوه من الخضوع والاستكانة مَا هُوَ كَالْقَتْلِ فِي شدته وَلَا يفعل الْقَتْل أَكثر مِنْهُ فِي حَقِيقَته ثمَّ فسر ذَلِك بقوله الْبَيْت بعده
20 - الْمَعْنى يَقُول أبدوا من مخافتك مَا يزِيد على الْقَتْل وجاءوك طائعين حَتَّى لَا تحْتَاج فِي أسرهم إِلَى السلَاسِل وَفِي الْمثل الحذر أَشد من الوقيعة
21 - الْغَرِيب الجداول جمع جدول وَهُوَ النَّهر الصَّغِير الْمَعْنى يَقُول أرى كل ملك مصيره إِلَى الخضوع لَك وَغَايَة أمله أَن يعتلق بك فَلَا ملك إِلَّا هُوَ وَاقع تَحت ملكك وَلَا رَئِيس إِلَّا وَهُوَ متصرف على حسب أَمرك كَأَنَّك فِي مصير الْمُلُوك وتزاحمها لديك الْبَحْر الَّذِي إِلَيْهِ تئول الجداول الْجَارِيَة وَفِيه مُسْتَقر الْأَنْهَار السائلة
22 - الْغَرِيب السحائب جمع سَحَابَة والطل الْمَطَر الضَّعِيف والوابل الْمَطَر الْكثير الْمَعْنى يَقُول أَنْت والمتشبهون بك من الْمُلُوك إِذا ساجلوك فِي جودك وتشبهوا بك فِي فعلك فأمطروا وأمطرت وفعلوا وَفعلت فطل عطائك يسْتَغْرق وابلهم وَالْمعْنَى كثيرهم قَلِيل بِالْإِضَافَة إِلَيْك
23 - الْإِعْرَاب رفع كريم على حذف الْمُبْتَدَأ يُرِيد أَنْت كريم الْغَرِيب لقحت الْحَرْب اشتدت واللاقح من النوق الَّتِي بَدَأَ الْجمل بهَا