بعثت بِهِ لُغَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يُقَال بعثت بِهِ إِنَّمَا يُقَال بعثته قَالَ الله تَعَالَى {ثمَّ بعثناهم} و {يَوْم يَبْعَثهُم الله جَمِيعًا} وَقَالَ الْخَطِيب يكون أكبر مُبْتَدأ وَمَا بعده خَبرا عَنهُ الْغَرِيب الجحافل جمع جحفل وَهُوَ الْجمع الْعَظِيم الْمَعْنى يَقُول وأكبر من هَذَا الرَّسُول همة وَأَرْفَع مِنْهُ منزلَة ورتبة بعثت بِهِ إِلَيْك طوائف الرّوم الَّذين يطْلبُونَ سلمك ويتوقعون سطوتك وحربك واستنظرته أَي انتظرته جيوشك للقدوم بجوابك واستعلام حَقِيقَة رَأْيك وَقَالَ الواحدي أعداؤك الرّوم استعظمت همة هَذَا الرَّسُول الَّذِي بعثت بِهِ إِلَيْك يَعْنِي أَنه كَانَ عَظِيم الهمة حَيْثُ حَملته همته على أَن يَأْتِيك وعساكرهم طلبُوا مِنْهُ أَن ينظرها ويمهلها ويؤخرها
14 - الْمَعْنى يَقُول أقبل إِلَيْك من أَصْحَابه وَهُوَ رَسُول لَهُم مُعظم لَهُم وَعَاد إِلَيْهِم يزري بهم لما تبين لَهُ من جلالك وعظيم شَأْنك وتيقنه من ضعف الْمُرْسلين لَك عَن مقاومتهم لَك وَمَا لَهُم من الْحَظ فِي الخضوع لَك حِين رأى جنودك وَكَثْرَة عددك
15 - الْغَرِيب طبع السَّيْف صناعته على هَيئته الْمَعْنى يَقُول تحير فِي سيف من سيوف الله ربيعَة هَذِه الْقَبِيلَة أَصله وَالله عز وَجل صانعه وحافظه وَرَافِع قدره وَالْمجد يظْهر حسنه ثمَّ أكد مَا قدمه من تفضيله على السَّيْف
16 - الْمَعْنى يَقُول المقلة لَا تحصل لَونه لِأَنَّهَا لَا تستوفيه بِالنّظرِ هَيْبَة لَهُ وَلَا تجس الأنامل حَده كَمَا تجس حد السَّيْف لِأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ سَيْفا فِي الْحَقِيقَة وَقَالَ ابْن وَكِيع هُوَ من قَول الأول
(إذَا أبْصَرَتْنِي أعْرَضَتْ عَنّي ... كأنَّ الشَّمْسَ مِنْ قِبَلِي تَدُورُ)
17 - الْمَعْنى يَقُول إِذا عَايَنت الرُّسُل جلالتك وشاهدت مهابتك تصاغرت عِنْدهَا أَنْفسهَا وهانت عَلَيْهَا رسائلها واستقلت الْمُلُوك الْمُرْسلين لَهَا وَعلمت أَن السَّعَادَة فِي التَّسْلِيم لأمرك وَحَقِيقَة التَّوْفِيق فِي التَّمَسُّك بحبلك وَهُوَ من قَول البحتري
(لَحَظْوكَ أوَّلَ لَحْظَة فاسْتَصْغَرُوا ... مَنْ كانَ يُعْظَمُ عندَهمْ وَيُبَجَّلُ)