(أحمَدِ اللهَ إذْ رُزِقْتَ هِجاءً ... هُوَ بَعْدَ الخُمولِ نَوَّهَ باسمِك)

(قَدْ تذَكَّرْتُ مُوبِقاتِ ذُنُوبِي ... فَرَجَوْتُ الخلاصَ مِنْها بشَتْمكَ)

42 - الْمَعْنى يَقُول لَا سَمِعت وَلَا سمع غَيْرِي بِملك مثلك ومقتدر قبلك بلغ مبلغك فِي رفع الْكَذِب عَن رجل يمْتَحن بِهِ ورد السوء عَن مطَالب يحنق عَلَيْهِ وَلَا يسمع فِي تحريشه على من يُحَرِّش عَلَيْهِ وَقَوله عَن رجل يَعْنِي المغتاب وَلم يقل عَن إِنْسَان وَلَا عَن مغتار لأجل القافية وَجَاء عذبا من أحسن الْكَلَام وَقد بَينه فِيمَا بعد بقوله الْبَيْت بعده

43 - الْغَرِيب التكحل هُوَ الاكتحال والتحسن للعين وَهُوَ مَا يتكلفه لَهَا والكحل هُوَ الَّذِي يكون خلقَة فِي الْعين رجل أكحل بَين الْكحل وَهُوَ الَّذِي يَعْلُو جفون عَيْنَيْهِ سَواد مثل الْكحل من غير اكتحال وَعين كحيلة وَامْرَأَة كحلاء الْمَعْنى يُرِيد أَن حلمه حلم طبع عَلَيْهِ فَهُوَ لَا يتكلفه كالكحل الَّذِي يكون فِي الْعين من غير تكلّف فقد طبعت عَلَيْهِ فَمَا تتكلفه وخصصت بِهِ فَمَا تتكسبه وحسر الْكحل غير حسن التكحل وحلم الطَّبْع غير حلم التَّكَلُّف وَهَذَا من قَول الْحَكِيم مباينة الْمُتَكَلف المطبوع كمباينة الْحق الْبَاطِل

44 - الْغَرِيب ثناه رده وَصَرفه والعارض السَّحَاب قَالَ الله تَعَالَى {قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا} والهطل الْكثير الْمَطَر الْمَعْنى يَقُول لَا يصرفك كَلَام النَّاس فِي إِفْسَاد مَا بَيْننَا كَمَا لَا يقدرُونَ أَن يصرفوك عَن الْكَرم وَمن يقدر على هَذَا إِلَّا كمن يقدر أَن يرد صوب السَّحَاب الممطر فَالَّذِي يصرفك عَن جودك كَالَّذي يرد السَّحَاب لِأَن جودك أغزر من فيض السَّحَاب

45 - الْغَرِيب المذل الفترة والضجر ومذلت أمذل بِالضَّمِّ مذلا أَي قلقت وَأَصله من إفشاء السِّرّ وَهُوَ أَن لَا يقدر على ضبط مَا عِنْده لقلقه بِهِ من مَال أَو سر قَالَ الْأسود بن يعفر

(وَلَقَدْ أرُوحُ عَلى الثِّجارِ مُرَجَّلاً ... مَذِلاً بِمَالي لَيَّنا أجْيادِي)

الْمَعْنى يَقُول أَنْت جواد بِلَا من ينقص جودك وَلَا كذب يُعَارض فضلك وَلَا مطل يُنَازع بذلك وَلَا عدَّة وَلَا تَأْخِير وَلَا فَتْرَة وضجر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015