وَالْمعْنَى أَنه إِذا كثر معروفه كتمه وَلم يبح بِهِ لِأَن الأَصْل فِي المذل النزوح بالسر فنفى ذَلِك عَنهُ وَهُوَ من أحسن الْكَلَام
46 - الْغَرِيب السنور لبوس من قد كالدرع قَالَ لبيد يرثي قَتَادَة بن الْجَعْد الْحَنَفِيّ
(وَجاءُوا بِهِ فِي هَوْدَجٍ وَوَرَاءَ هُ ... كَتائبُ خُضْرٌ فِي نَسيجٍ السَّنَوَّرِ)
والسنور وَاحِد وَلَيْسَ هُوَ جمعا وَسميت بِهِ دروع الْحَدِيد والأشلاء جمع شلو وَهُوَ الْعُضْو من أَعْضَاء اللَّحْم وَفِي الحَدِيث ائتنى بشلوها الْأَيْمن وأشلاء الْإِنْسَان أعضاؤه بعد البلى والتفرق وَبَنُو فلَان أشلاء فِي بني فلَان أَي بقايا فيهم والقلل جمع قلَّة وَهِي أَعلَى الرَّأْس من قلَّة الْجَبَل الْمَعْنى يَقُول أَنْت الشجاع عِنْد اشتداد الْقِتَال وتجالد الْأَبْطَال وَسُقُوط الْقَتْلَى عَن خيولهم وانفصالهم عَن سِلَاحهمْ وَالْخَيْل لَا تطَأ حِينَئِذٍ إِلَّا أشلاءهم ورءوسهم وسلاحهم وأجسادهم فَأَنت شُجَاع هُنَاكَ
47 - الْإِعْرَاب مقارعة حَال من القنا وَقَالَ الواحدي هُوَ مفعول وَلَيْسَ بمصدر وَالْحَال أَجود الْغَرِيب الجدل والجدال والمجادلة هُوَ مَا يدْفع بِهِ أحد المتجادلين حجَّة صَاحبه وَهُوَ شدَّة الْخُصُومَة وجدل الرجل صَاحبه أَلْقَاهُ بالجدالة وَهِي الأَرْض وَمِنْه قَول الراجز
(قَدْ أرْكَبُ الآلَةَ بَعْدَ الآلَهْ ... وأتْرَكُ الْعاجِزَ بالجَدَالَهْ)
الْمَعْنى يُرِيد أَنْت الشجاع الْمَعْرُوف إِذا رد بعض القنا بَعْضًا بتخالف الطعان وتقارع الأقران حَتَّى كَأَنَّهُ من شدَّة تِلْكَ الْمُعَارضَة واتصال تِلْكَ المقاومة فِي جدل لَا يقْلع وخصام لَا يَنْقَطِع
48 - الْغَرِيب عرض اعْتِرَاض وَنظرت إِلَيْهِ عَن عرض وَعرض مثل عسر وعسر أَي من جَانب وناحية وَخَرجُوا يضْربُونَ النَّاس عَن عرض أَعنِي عَن شقّ وناحية الْمَعْنى يَدْعُو لَهُ بالنصر ضَارِبًا أعداءه كَيْفَمَا وجدهم مُقْبِلين ومدبرين ينصر عَاجل فِي أجل مستأخر وَالْمعْنَى لَا زلت تضرب أعداءك مُعْتَرضًا لَهُم مقدما عَلَيْهِم مكنوفا بنصر مَعْصُوما بِأَجل يستأخرك وَهَذَا من قَول بَعضهم وَقد سُئِلَ فِي أَي شَيْء تحب أَن تلقى عَدوك قَالَ فِي اجل مستأخر