والحلم بِالْكَسْرِ الأناة تَقول مِنْهُ حلم الرجل بِالضَّمِّ وتحلم تكلّف الْحلم قَالَ حَاتِم الطَّائِي

(تَحلَّمْ عَن الأدْنَينَ وَاسْتَبْق وُدَّهُمْ ... وَلَنْ تَسْتَطيعَ الحِلْمَ حَتَّى تَحَلَّما)

وحلم الْأَدِيم بِالْكَسْرِ قَالَ الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط

(فإنَّكَ والكِتابَ إِلَى عَلَى ... كَدَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِمَ الأديمُ)

والعذراء الْجَارِيَة الْبكر الشَّابَّة الْمَعْنى يُرِيد أَن الَّذِي استكن فِي قُلُوبهم من الْخَوْف لَا يفارقهم فِي حَال الْيَقَظَة وَالنَّوْم فَكلما حلمت عذراء من خرائدهم ومحجوبة من كرائمهم فَإِنَّمَا تحلم بِالسَّبْيِ الَّذِي تحذر وُقُوعه والجمل الَّذِي تتَوَقَّع ركُوبه وَالْجمال إِنَّمَا يحمل عَلَيْهَا الْعَرَب وَلَا تعرفها الرّوم فَأَشَارَ بذلك إِلَى أَن كَثْرَة مَا اجتلبه سيف الدولة على الْجمال من سَبْيهمْ ذعرت محجبات نِسَائِهِم فاشتغلت بذلك نفوسهن وَمثله لَهُنَّ أحلامهن وَهَذَا إِشَارَة إِلَى مَا لحقهن من الْخَوْف وَكَثْرَة إستماعهن لذَلِك

34 - الْغَرِيب الجزي جمع جِزْيَة كسدرة وَسدر وَهُوَ مَا يُعْطِيهِ أهل الذِّمَّة ليدفعوا بِهِ عَن أنفسهم ويحفظوا بِهِ دِمَاءَهُمْ قَالَ تَعَالَى {حَتَّى يُعْطوا الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون} الْمَعْنى يُخَاطب سيف الدولة وَيَقُول إِن كنت ترْضى من الرّوم بجزيتهم وَتقبل مَا يبذلون لَك من طاعتهم بَادرُوا فِي ذَلِك إِلَى أَمرك وَاحْتَملُوا على رَأْيك وَأَنِّي لَهُم بِهَذِهِ الحظوة وَالْبُلُوغ إِلَى تِلْكَ الرُّتْبَة مَعَ مَا أحَاط بهم من الْقَتْل واتصل بهم من السَّبي وَذَلِكَ غَايَة أمانيهم كالأعور يتَمَنَّى الْحول لِأَنَّهُ خير من العور والجزية خير لَهُم من الْقَتْل

35 - الْغَرِيب الانتحال الادعاء والمنتحل من الْمجد وَالشعر مَا أدعى على غير حَقِيقَة الْمَعْنى يَقُول قلت لمجدك وشعري وَقد صَدرا عني وعنك وسارا فِي الْآفَاق إنتما صادقان لَا دَعْوَى عندكما وَالْمعْنَى مَا خلدته فِي شعري من مجدك وقيدت ذكره فِي مدحك قد تيقنت أَنَّهُمَا يسيران مسير الشَّمْس ويبقيان بَقَاء الدَّهْر وَذكر تَمام الْمَعْنى فِي الْبَيْت الثَّانِي

36 - الْمَعْنى يَقُول لمجده ولشعره إنتما سائران شرقا وغربا فتحملا رسالتي إِلَى من أحببنا مشاركته فِي حَالنَا ومطالعته بجملة أمرنَا وكونا أكْرم الْمُرْسلين ثمَّ قَالَ الْبَيْت بعده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015