الْمَعْنى إِن القطا من طير السهل والقبج من طير الْجَبَل فَالْمَعْنى إِن الْعَرَب بلادها المفاوز وَالروم بلادها الْجبَال يَقُول إِن أعداءه يعتصمون مِنْهُ بِمَا غمض من الرمال وَبعد من المهامه والقفار وَهُنَاكَ يسْتَقرّ القطا ويأمن ويسكن وَكَذَلِكَ الرّوم تعتصم مِنْهُ بالأوعار وقنن الْجبَال وَتلك مَوَاضِع الحجل ومساكنها وَأَشَارَ بذلك إِلَى مُسْتَقر الطَّائِفَتَيْنِ
31 - الْغَرِيب الأجبال جمع جبل والمعقل الْمَكَان المنيع الَّذِي لَا يقدر عَلَيْهِ والوعول شِيَاه الْجَبَل الْوَاحِد وعل الْمَعْنى يَقُول وَكَيف يُنجى الْفِرَار إِلَى الأجبال من أَسد ويروى من ملك أَي من أَسد شَدِيد بأسه أَو ملك نَافِذ أمره تسهل سعادته للنعام التوقل فِي معاقل الأوعال حَتَّى كَأَنَّهَا رمال مبسوطه وسهول مَوْصُولَة فَدلَّ على أَن سيف الدولة فِي قُوَّة سعده وَتمكن أمره لَا يفوتهُ من طلبه وَلَا يمْنَع عَلَيْهِ من قَصده وَقَالَ ابْن القطاع شبه سيف الدولة بالأسد وخيله بالنعام وَالْجِبَال موقع الأوعال يُرِيد أَن خيله تصعد إِلَى أعالي الْجبَال شبهها بهَا فِي سرعَة الْعَدو وَطول السباق وَفِي هَذَا إراب لَا يُوجد مثله وَقَالَ أَبُو الْفَتْح تمسى النعام بِالسِّين الْمُهْملَة وَقَالَ قد أخرج النعام من الْبر إِلَى الِاعْتِصَام برءوس الْجبَال والنعام تكون فِي السهولة والأوعال فِي الْجبَال فَلَا يَجْتَمِعَانِ لتضاد موضعهما وَقَالَ ابْن فورجة يَعْنِي بالنعام خيله العراب لِأَنَّهَا من نتاج البدو وَقد صَارَت تمشي بِسيف الدولة فِي الْجبَال لطلب الرّوم وقتالهم واستنزال من اعْتصمَ بالجبال مِنْهُم
23 - الْغَرِيب الدروب المسالك الَّتِي تكون فِي الْجَبَل الحاجزة بَين بِلَاد الرّوم وبلاده الْمُسلمين وخرشنة مَدِينَة من مدن الرّوم والروع الْخَوْف والفزع الْمَعْنى يُرِيد أَنه نغلغل فِي بِلَاد الرّوم حَتَّى خلف خرشنة وَرَاءه وفارقها بالانصراف عَنْهَا والروع الَّذِي بِأَهْلِهَا لم يفارقهم لأَنهم كَانُوا يحذرون سطوته وَلَا يأمنون كرته
3 - الْغَرِيب الْحلم بِالضَّمِّ مَا يرَاهُ النَّائِم تَقول مِنْهُ حلم بِالْفَتْح واحتلم وَتقول حلمت بِكَذَا وحلمته أَيْضا قَالَ الأخطل
(فحَلَمْتُها وَبَنُورُ فَيْدَةَ دُوَنها ... لَا يَبْعُدَنَّ خَيالُهَا المَحْلُومُ)