والنهضة فِي بدني ثمَّ صَحِبت الشيب مستكرها لصحبته فَأرَانِي الرّوح فِي بدلي بِتَغَيُّر أحوالي وعجزي عَن النهوض وَالْقِيَام بِسُرْعَة كَمَا كنت أَيَّام الشَّبَاب وصرت أستعين بغيري يساعدني على أحوالي وَكَأَنِّي بِهَذَا قد أَرَانِي الرّوح فِي بدلى يُرِيد الْقُوَّة والنشاط وَالَّذِي كنت افعله وحدي صرت أحتاج فِيهِ إِلَى مساعد وتلخيص الْمَعْنى أَن حَقِيقَة أُمُور الْإِنْسَان أَيَّام شبابه ثمَّ تتبدل بالانتقال إِلَى مشيبه وَكبره
12 - الْغَرِيب رجل عزهاة وعزهاءة وعزهي منون وَالْجمع عزاهي مثل سعلاة وسعالي وعزهون وَهُوَ الَّذِي لَا يطرب للهو وَيبعد عَنهُ والغزل الَّذِي يهوى محادثة النِّسَاء وَهُوَ صَاحب غزل وَقد غزل غزلا وَفِي الْمثل هُوَ أغزل من امْرِئ الْقَيْس الْمَعْنى يُرِيد أَنه أَتَى حبيبته لَيْلًا مرتديا بِسَيْفِهِ جعله مَوضِع الرِّدَاء وَالسيف لَا يُوصف بِهَذَيْنِ الوصفين فيريد أَنه صَاحب لَا يطرب للسماع وَلَا يحن للهو
13 - الْغَرِيب الترقوة الْعظم الَّذِي بَين الْمنْكب وَبَين ثغرة النَّحْر وَجمعه تراق قَالَ الله تَعَالَى {كلا إِذا بلغت التراقي} والقبل جمع قبْلَة الْمَعْنى يَقُول بَات السَّيْف بَين تراقينا وَنحن متعانقان وَلَا علم لَهُ بِمَا يجْرِي بَيْننَا من شكوى الْفِرَاق وَلَا غير ذَلِك مِمَّا يجْرِي بَين المحبين إِذا هما تعانقا وَيُشِير بِهَذَا إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ من الحذر والمخافة وَأَنه لم يخلع السَّيْف حِين عانق محبوبه وأنهما كَانَا يدفعانه عَنْهُمَا
14 - الْغَرِيب الردع أثر الطّيب وَبِه ردع من زعفران أَو دم أَي لطخ وَأثر وردعته بالشَّيْء فارتدع أَي لطخه بِهِ فتلطخ وَمِنْه قَول ابْن مقبل
(يَخدِي بِها بازِلٌ فُتْلٌ مَرَافِقُهُ ... يجْرِي بديباجَتَيْهٍ الرَّشْحُ مُرْتَدعُ)
والخلل وَاحِدهَا خلة بِالْكَسْرِ جُلُود منقوشة بِالذَّهَب وَغَيره يغشى بهَا أعماد السيوف وجفن السَّيْف غمده وذؤابة السَّيْف رَأس فائمه الْمَعْنى يَقُول يردع السَّيْف وَبِه اثر من طيبها ظَاهر على فائمه وجفنه وخلله وَالْمعْنَى أَنه لصق بِهَذِهِ المحبوبة حَتَّى لصق الطّيب الَّذِي طيبت بِهِ
15 - الْإِعْرَاب الرِّوَايَة الَّتِي قَرَأنَا بهَا الدِّيوَان بِإِضَافَة سِنَان إِلَى أَصمّ بِغَيْر تَنْوِين