بِفِعْلِهِ ويماثلهم بفضله وَرَأى أَن أَفعَال الْآبَاء لَا تشرف الابْن حَتَّى تشرفه أَفعاله وترفعه أَحْوَاله وَمثله قَول اللَّيْثِيّ
(لَسْنا وإنْ أحْسابُنا كَرُمَتْ ... يَوْما عَلى الأحْساب نَتَّكِلُ)
وَمثله قَول الآخر
(وَإِذا افْتَخَرْتَ بأعْظُمِ مقْبُورَة ... فالنَّاسُ بَينَ مُكَذّبٍ وَمُصَدّقِ)
(فأقمْ لنفسِكَ فِي اكتِسابكَ شاهِداً ... بحَدِيثِ مَجْدٍ للْحَدِيثِ مُحَقَّقِ)
وَأَخذه الرضى الموسوي فَقَالَ
(فَخَرْتُ بنَفسِي لَا بقَوْمي مُوَفِّراً ... عَلى ناقِصِي قَوْمي مآثِرَ أُسْرَتي)
34 - الْغَرِيب التراث المَال الْمَوْرُوث قَالَ الله تَعَالَى {وتأكلون التراث أكلا لما} وأصل التَّاء فِيهِ وَاو وَالْمِيرَاث أَصله موراث فَانْقَلَبت الْوَاو يَاء لكسرة مَا قبلهَا الْمَعْنى يَقُول فِي مَا وَرثهُ من أَمْوَالهم سوى الْعلَا لِأَنَّهُ شحيح بهَا أَن يُعْطِيهَا أحدا فَالْمَال يفنى بالإعطاء والمعالي لَا تفنى وَذكرهَا بَاقٍ مَعَ الْأَيَّام وَالْمعْنَى حَتَّى إِذا أفنى تراثه واستوعب طارفه وتالده وَلم يبْق من ذَلِك إِلَّا الْعلَا الَّتِي خلدها والمكارم الَّتِي شيدها طلب المَال مغالبة فقصد الْأَعْدَاء بطول رماحه وَاسْتعْمل فيهم صوارم سيوفه
35 - الْغَرِيب الأرعن الْجَيْش الْعَظِيم المضطرب مَأْخُوذ من رعن الْجَبَل وَهُوَ أَنفه الْمُتَقَدّم وَالْجمع رعون ورعان وَمِنْه سميت الْبَصْرَة رعناء قَالَ أَبُو دُرَيْد وَأنْشد للفرزدق
(لوْلا ابنُ عُتْبَةَ عَمرٌ ووالرَّجاءُ لَهُ ... مَا كانَتِ البصْرَةُ الرَّعْناءُ لي وَطَنا)
الْمَعْنى وَقصد الْعَدو بأرعن أَي بِجَيْش عَظِيم قد لبس فَوق مَا عَلَيْهِ من الْحَدِيد دروعا من العجاج وجر من أذياله الضَّمِير يحْتَمل أَن يكون للعجاج وللحديد وَالْمعْنَى يَقُول قصد أعداءه بِجَيْش عَظِيم لَهُ رعون وفضول يلبس مَا يثيره من العجاج فَوق مَا يلبس فرسانه من السِّلَاح ويجر أذياله لكثرته ووفوره ويسحبها إِلَى الْعَدو فِي مسيره
36 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي نقعه يعود على الْجَيْش وَعنهُ وإجلاله الضميران يعودان أَيْضا على الْجَيْش وَيجوز أَن يعودا على سيف الدولة وَهُوَ أمدح الْغَرِيب قذى القذى مَا يدْخل فِي الْعين فيمنعها النّظر والنفع الْغُبَار