- الْغَرِيب قلى أبْغض وَمِنْه قلى وقلاء قَالَ اللهبى
(كُلٌّ لَه نِيَّةٌ فِى بُغْضِ صَاحِبِهِ ... بِنِعْمَةِ اللهِ نَقْلُوكُمْ وَتَقْلُونا)
الْمَعْنى قَالَ الواحدى يَقُول لَو قُلْنَا فدى لَك من يساويك وتساويه دَعونَا بِالْبَقَاءِ لأعدائك لأَنهم كلهم دُونك وَلَا يساوونك وَقَالَ أَبُو الْفَتْح المُرَاد أَن الْخلق كلهم فدَاء الممدوح لأَنهم يقصرون عَن مداه فَإِذا قُلْنَا فدَاك من يساويك مِنْهُم دون غَيرهم لَكَانَ هَذَا دُعَاء لمن يبغضك من الْمُلُوك بِالْبَقَاءِ لأَنهم لَا يساوونك فى الْملك بل يقصرون عَنْك وَالْمعْنَى لَو قُلْنَا يفديك من يساويك ويوازيك ويماثلك لَكنا قد أحلنا فى فدائك على مَعْدُوم لَا يُوجد وأشرنا إِلَى مَفْقُود لَا يعْهَد ولدعونا بِالْبَقَاءِ لمن يبغضك
3 - الْإِعْرَاب وآمنا هُوَ عطف على قَوْله {دَعونَا بِالْبَقَاءِ} الْغَرِيب المملكة الْملك وملاك الشئ قوامه الْمَعْنى يَقُول هَذِه النُّفُوس وَإِن كَانَت قواما للْملك فهى مَعَ هَذَا تقصر عَنْك فقد أمنت أَن تفديك وَالْمعْنَى قد أمنت نفوس الْخَلَائق أَجْمَعِينَ وملوكهم المترفين وَإِن كَانَ فى تِلْكَ النُّفُوس من هُوَ ملاك مملكة وَمن ينْفَرد بعلو منزلَة فهم عِنْد إضافتهم إِلَيْك كالعوام الَّذين لَا يحصل بهم نفع والسوام الَّذين لاحظ لَهُم فى الْملك
4 - الْإِعْرَاب وَمن عطف على قَوْله كل نفس ويظن أَصله يظتنن فقلبت التَّاء طاء لتوافقهما بالإطباق والجهر وأبدلت الطَّاء ظاء لتدغم فى الَّتِى بعْدهَا فَصَارَ يظتنن وأدغمت النُّون فى النُّون أَو أَصله يتظنن وَهُوَ تفعل من الظَّن الْغَرِيب الشباك جمع شبكة وهى الَّتِى يصاد بهَا الطير وَغَيره الْمَعْنى يَقُول الْمُلُوك يجودون بِطَلَب الْعِوَض كَمَا نثر الصَّائِد حبا تَحت الشبكة وَلَا يعد ذَلِك جودا لِأَنَّهُ إِنَّمَا نثر لأخذ الصَّيْد الذى هُوَ خير من الْحبّ