- الْغَرِيب الظبى السيوف الْمَعْنى يَقُول قد تعودت السيوف أَن تغمد فى الْأَعْنَاق فهى تكَاد تنسل بِنَفسِهَا عَن أَن يسلها ضَارب إِلَى الْأَعْنَاق وَهُوَ مَنْقُول من قَول الطائى

(وَنَبَّهْنَ مِثلَ السَّيْفِ لَوْ لَمْ تَسُلَّهُ ... يَدَانِ لَسَلَّتْهُ ظُباهُ مِنَ الْغِمْدِ)

22 - الْغَرِيب الإشفاق مصدر أشْفق وَهُوَ الْخَوْف والفزع الْمَعْنى يَقُول إِذا خَافت الفرسان وَقع الأسنة وجبنوا خَافُوا من خوف أَن ينسبوا إِلَى جبن وفزع

23 - الْغَرِيب الذمر الرجل الشجاع وَجمعه أذمار والمحاق بِكَسْر الْمِيم وَضمّهَا نُقْصَان الْقَمَر فى أَوَاخِر الشَّهْر الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح

(تَمامهَا فى المحاق ... )

الْكَلَام متناقض الظَّاهِر لِأَن المحاق غَايَة النُّقْصَان وَهُوَ ضد الْكَمَال وَإِنَّمَا سوغ لَهُ ذَلِك قَوْله

(يزِيد فى الْمَوْت حسنا ... )

أى هُوَ من قوم أحسن أَحْوَالهم عِنْدهم أَن يقتلُوا فى طلب الْمجد فشبههم ببدور تَمامهَا فى محاقها فَجَاز لَهُ هَذَا اللَّفْظ على طَرِيق الاستظراف والتعجب مِنْهُ فَشبه مَا يجوز ان يكون بِمَا لَا يجوز أَن يكون اتساعا وتصرفا وَقَالَ ابْن فورجة أَرَادَ أَن البدور يفضى امرها إِلَى المحاق فَهُوَ غايتها الَّتِى تجرى إِلَيْهَا ومصيرها الذى تصير إِلَيْهِ وَهَؤُلَاء الْقَوْم تَمام أَمرهم قَتلهمْ وَلَيْسَ التَّمام فى هَذَا الْبَيْت الذى يعْنى بِهِ استكمال الضَّوْء وَالدَّلِيل على ذَلِك قَوْله كبدور البدور لَا تكون بدور إِلَّا بعد استكمال ضوئها وَلَو أَرَادَ استكمال الضَّوْء لقَالَ كأهلة قَالَ الواحدى وعَلى قَوْله هَذَا لَا مدح فى الْبَيْت لِأَن كل حى يفضى أمره إِلَى الْمَوْت وَآخره الْهَلَاك وَإِنَّمَا شبههم ببدور تَمامهَا فى المحاق بزيادتهم حسنا بِالْمَوْتِ لانْتِهَاء آخر أَمرهم إِلَى الْمَوْت وَالْمعْنَى أَنهم إِذا قتلوا فى طلب الْمجد والرفعة ازْدَادَ شرفهم فَيَزْدَاد حسن ذكرهم بموتهم كالبدور فَإِنَّهَا تستفيد الْكَمَال بالمحاق وَلَو لم تصر إِلَى المحاق لم يتم لِأَنَّهَا من المحاق ترْتَفع إِلَى دَرَجَة الْكَمَال فمحاقها سَبَب كمالها وَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ إِذا قتلوا يَكْسِبُونَ ذكرا وشرفا قَالَ والذى ذكره أَبُو الْفَتْح وَجه آخر وَهُوَ أَنه شبههم ببدور تَمامهَا فى محاقها إِن وجد ذَلِك أَو جَازَ وجوده والذى ذَكرْنَاهُ هُوَ الْوَجْه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015