- الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح أى ينغمس فى منيته كَمَا ينغمس فى درعه قَالَ الواحدى وَهَذَا تَفْسِير غير كَاف وَلَا مقنع وَلَيْسَ للانغماس هُنَا معنى وَإِنَّمَا يُرِيد أَنه يتقى الْعَار وَلَو بِمَوْتِهِ فَإِن لم يجد واقيا من الْعَار غير منيته جعلهَا درعا لَهُ فاتقى بهَا الْعَار كَمَا يتقى بالدروع الْمَوْت والهلاك وَهَذَا مَنْقُول من قَول بَعضهم وتمثل بِهِ عبد الْملك ابْن مَرْوَان

(وَمَوْتٍ لَا يَكُونُ عَلىّ عاراَ ... أحب إِلَيّ من عَيْش رماق)

وَقَالَ أَبُو تَمام

(وَقد كَانَ فَوت الْمَوْت سهلا فَرده ... إلَيْهِ الْحِفاظُ المُرُّ الخُلُقُ الوَعْرُ)

25 - الْغَرِيب الشفار جمع شفرة وهى حد السَّيْف والرقاق الْحداد القاطعات الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح هُوَ فى المنظر رَقِيق الطَّبْع فَإِذا سيم خسفا خشن جَانِبه وَاشْتَدَّ إباوه أى إِنَّه خشن جَانِبه للأعداء لَا ينقاد لَهُم وَشبه كرمه بِالْمَاءِ وَهُوَ لين عذب فَإِذا صَار فى شفار السَّيْف شحذها وَجعلهَا قَاطِعَة كَذَلِك كرمه فِيهِ لين 10 لأوليائه وخشونه على أعدائه وَهُوَ مَنْقُول من قَول الآخر

(وكالسَّيْفِ إنْ لَا يَنْتَهُ لانَ مَتْنُهُ ... وَحَدَّاهُ إنْ خاشَنْتَهُ خَشِنانِ)

وَفِيه نظر إِلَى قَول الطائى

(فإنَّ الْحُسامَ الهُنْدَوَانِىَّ إنَّمَا ... خُشُونَتُهُ مَا لَمْ تُفَلَّلْ مَضَارِبُهُ)

27 - الْغَرِيب الْأَخْلَاق جمع خلق وخليقة الْمَعْنى يَقُول لكم معال شريفة لم ينلها أحد سواكم فَإِذا ادَّعَاهَا سواكم نسب إِلَى الْخِيَانَة وَالسَّرِقَة ثمَّ قَالَ أَنْت شَدِيد الشّبَه بأبيك فَإِذا ظَهرت ظَهرت فِيك خلائقه وَإِن غَابَ شخصه وَفِيه نظر إِلَى قَول الْقَائِل

(شِنْشِنَةٌ أعْرِفُها مِنْ أخْزَمِ ... )

والشنشنة الطَّرِيقَة والخليقة وَهَذَا كَقَوْل ابْن الرومى

(إِذا خَلَفٌ أوْدَى وَخَلَّفَ مِثْلَهُ ... فَمَا ضَرَّهُ أنْ غَيَّبَتْهُ الرَّوَامِسُ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015