- الْغَرِيب المخانق الْعُقُود وَاحِدهَا مخنق والحسان النِّسَاء وَاحِدهَا حسناء الْمَعْنى يَقُول إِذا حمل حَصى هَذِه الأَرْض إِلَى النِّسَاء الحسان بِأَرْض غَيرهَا ثقبنه لمخانقهن لحسنه ونفاسته وفاعل زار حَصى تربها قَالَ الْخَطِيب إِنَّمَا أَرَادَ مَا يُوجد حول الْكُوفَة من الْحَصَى الفرومى ذ أى أَن تُرَاب تِلْكَ الأَرْض يَنُوب عَن العنبر وحصباءها تنوب عَن الدّرّ والياقوت كَأَن النِّسَاء يتحلين بِهِ وينظمنه فى عقودهن وَفِيه نظر إِلَى قَول دعبل
(فكأنَّمَا حَصْباؤُها فِى أرْضِها ... خَرَزُ العَقِيقِ نُظِمْنَ فىِ سِلْكِ)
5 - الْغَرِيب القطربلى شراب مَعْرُوف مَنْسُوب إِلَى قطربل ضَيْعَة من أَعمال بَغْدَاد ينْسب إِلَيْهَا الْخمر وَمِنْه قَول أَبى نواس
(قُطْرُبُّلٌ مَرْبَعِى وَلى بقُرَى الْكَرْخِ ... مَصِيفٌ وأُمِّى الْعِنَبُ)
الْمَعْنى يَقُول سقتنى بِتِلْكَ الأَرْض شرابًا فى غَايَة الْجَوْدَة امْرَأَة مليحة فتانة سَاحِرَة خداعة على كَاذِب من وعدها ضوء صَادِق أى يستحسن كَلَامهَا فَيقبل كذبهَا قبُول الصدْق وَقَالَ الواحدى وَيجوز أَن يُرِيد أَنَّهَا تقرب الْأُمُور وتبعدها كَأَنَّهَا تُرِيدُ الْوَفَاء بذلك فَهُوَ ضد الصدْق وَيجوز أَن يُرِيد أَن الْوَعْد الْكَاذِب مِنْهَا مَحْبُوب وَهُوَ من قَول النميرى
(تُعَلِّلُهُ مِنْها غَدَاةَ يَرَى لَهَا ... ظَوَاهِرَ صِدْقٍ والبَوَاطِنُ زُورُ)
6 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح قد اجْتمعت فِيهَا هَذِه الأضداد فعاشقها لَا ينَام شوقا إِلَيْهَا وَإِذا رَآهَا فَكَأَنَّهُ يرى الشَّمْس بهَا وهى سقم لبدنه ومسك عِنْد شمه وَجعل الْوَصْف للمليحة وَقَالَ العروضى هُوَ من وصف الْخمر لِأَن الْخمر تجمع هَذِه الْأَوْصَاف فَإِن من شربهَا لهى عَن النّوم وهى بشعاعها كَالشَّمْسِ للنَّاظِر وهى ترخى الْأَعْضَاء فَيصير شاربها كالسقيم لعَجزه عَن النهوض وهى طيبَة الرَّائِحَة فهى مسك لمن شمها وَقد عَابَ عَلَيْهِ ابْن وَكِيع هَذَا وَقَالَ ينبغى أَن يَقُول
(سُهادٌ لأََجْفانٍ وَنَوْمٌ لِساهِرٍ ... وَسُقْمٌ لأبْدَانٍ وَبُرْءُ سَقامِ)
حَتَّى يَصح التَّقْسِيم والطباق