- 1 - الْإِعْرَاب مَا بَين العذيب مفعول تذكرت ومجرى بدل مِنْهُ بدل اشْتِمَال وَيجوز أَن يكون ظرفا للتذكر الْغَرِيب
(العُذَيب وبارق ... )
موضعان بِظَاهِر الْكُوفَة وَبَين العذيب وَبَين الْكُوفَة مسيرَة يَوْم وَهُوَ بطرِيق مَكَّة بِالْقربِ من الْقَادِسِيَّة الْمَعْنى أَنهم كَانُوا يجرونَ الرماح عِنْد مطاردة الفرسان ويجرون الْخَيل السَّابِقَة ومجرى بِضَم الْمِيم وَفتحهَا مصدرا ومكانا وَقَرَأَ أهل الْكُوفَة إِلَّا أَبَا بكر مجريها بِفَتْح الْمِيم والإمالة وَالْمعْنَى أَنه تذكر أرضه ومنشأه ومطاردة الفرسان وإجراء الْخَيل
2 - الْإِعْرَاب وصحبة عطف على مفعول تذكرت أى وتذكرت صُحْبَة الْغَرِيب القنيص الصَّيْد والمفارق جمع مفرق وَهُوَ فَوق الرَّأْس الْمَعْنى يَقُول تذكرت صُحْبَة قوم كَانَت حَالهم فى الفتوة ومنزلهم فى الشجَاعَة أَنهم كَانُوا لَا يكسرون سيوفهم إِلَّا فى جماجم الْأَبْطَال وَالْمعْنَى أَنهم يذبحون مَا يصيدون بِفُضُول مَا بقى من سيوفهم الَّتِى كسرت فى رُءُوس الْأَعْدَاء وَهَذَا إِشَارَة إِلَى جودة ضَربهمْ وَشدَّة سواعدهم
3 - الْغَرِيب الثوية مَوضِع بِقرب الْكُوفَة على ثَلَاثَة أَمْيَال مِنْهَا والمرافق جمع مرفقة وهى الوسادة الْمَعْنى يَقُول تذكرت لَيْلًا اتخذنا هَذَا الْمَكَان وسائد لنا لما نمنا عَلَيْهِ فَكَانَ ترابه الذى أصَاب مرافقنا حِين اتكأنا عَلَيْهَا عنبرا لطيبه وَقَالَ أَبُو الْفَتْح إِنَّمَا أَرَادَ الوسائد وَقَالَ الْخَطِيب لم يرد الوسائد وَإِنَّمَا أَرَادَ مرافق الأيدى لِأَن الصعلوك الْمقَاتل لَا وسَادَة لَهُ وَقَول أَبى الْفَتْح هُوَ // الصَّحِيح // وَالْمعْنَى اتخذنا هَذَا الْمَكَان وسَادَة بِأَن وَضعنَا رءوسنا على أرضه فَكَأَن ترابه عنبر ذكى فى الْمَوَاضِع الَّتِى وَضعنَا رءوسنا عَلَيْهَا وَلَيْسَ يُرِيد مرافق الْيَد لِأَنَّهُ قَالَ فى أول الْبَيْت توسدنا الثوية فَلَو حملنَا الْكَلَام على مَا قَالَه الْخَطِيب الذى رد بِهِ على أَبى الْفَتْح لَكَانَ عجز الْبَيْت ناقضا للصدر وَقَالَ العروضى أَلا ينظر أَبُو الْفَتْح إِلَى قَوْله
(توسَّدنا الثَّوِيَّة ... )
وَإِنَّمَا يصف تصعلكه وتصعلك قومه وصبرهم على شَدَائِد السّفر وَأَن الفضلات المكسرة من السيوف مداهم وَالْأَرْض وسائدهم لِأَنَّهُ وضع رَأسه على الْمرْفق من يَده وَإِنَّمَا سميت الوسادة مرفقه لِأَن الْمرْفق يوضع عَلَيْهَا وَلَا يفتخر الصعلوك بِوَضْع الرَّأْس على الوسادة وَالْبَيْت من قَول البحترى
(فِى رأسِ مُشْرِفَةٍ حَصَاها لُؤْلُؤٌ ... وَتُرابُها مِسْكٌ يُشابُ بِعَنْبِرِ)