- الْغَرِيب المنمق المحسن والتنميق التحسين الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ يصرفك الْأَعْدَاء عَنْهُم وَعَن إِرَاقَة دِمَائِهِمْ بشئ مثل خضوع لَك فى كتاب وَهَذِه حَالَة الرّوم مَعَك وَهُوَ مَنْقُول من قَول حبيب

(فَحاطَ لَهُ الإقْرَارُ بالذَّنْبِ رُوحَهُ ... وَجُثْمانَهُ إذْ لَمْ تَحُطْهُ قَبائِلُهْ)

وَمن قَول حبيب أَيْضا

(عَدَا خائِفاً يَسْتَنْجِدُ الكُتْبَ مُذْعِنا ... علَيكَ فلاَ رُسْلٌ ثَنَتْكَ وَلا كُتْبُ)

31 - الْغَرِيب القذال مُؤخر الرَّأْس والدمستق صَاحب جَيش الرّوم الْمَعْنى يَقُول لسيف الدولة كنت قبل استجارته بك إِذا أردْت مُكَاتبَته كتبت إِلَيْهِ بِمَا تُؤثر بِهِ سيوفك فى قذال صَاحبه وَكَانَ الدمستق قد جرح فى بعض وقائع سيف الدولة فَأَشَارَ المتنبى إِلَى ذَلِك وَدلّ بِهِ على ضَرُورَة ملك الرّوم إِلَى مَا أظهره من الخضوع وَقد أجمل فى هَذَا الْبَيْت مَا فَصله أَبُو تَمام بقوله

(كَتَبْتَ أوْجُهَهْمْ مَشْقا وَنمْنَمَةً ... ضَرْبا وَطعْنا يُقاتُ الهامَ والصُّلُفا)

(كِتابَةً لَا تَنِى مَقُرُوءَةً أبَداً ... وَما خَططْتَ بِها لاما وَلا ألِفا)

(فإنْ أَلَظُّوا بإنْكارٍ فَقَدْ تُرِكَتْ ... وُجُوهُهُمْ بالَّذى أوْلَيْتَهُمْ صُحُفا)

32 - الْإِعْرَاب فأخلق أى مَا أخلقك بذلك هُوَ كَقَوْلِه تَعَالَى {أسمع بهم وَأبْصر} أى مَا أسمعهم وأبصرهم الْمَعْنى يَقُول إِن أَعْطيته مَطْلُوبه من الْأمان فقد أذعن بطاعتك وَصرح بمسألتك وَإِن تعطه حد السَّيْف غير قَابل لمسألته وَلَا مسعف لرغبته فَمَا أخلقك بذلك لِأَنَّهُ كَافِر حربى وعادتك أَن لَا ترحمهم وَفِيه نظر إِلَى قَول مُسلم بن الْوَلِيد

(إنْ تَعْفُ عنهُمْ فأهلْ العَفْوِ أنتَ وإنْ ... تُمْضِ العِقابِ فَأمْرٌ غَيْرُ مَرْدُودِ)

33 - الْمَعْنى يَقُول مَا تركت سيوفك من الرّوم أَسِيرًا يفدى وَلَا رَقِيقا يعْتق من رق الْعُبُودِيَّة لِأَنَّهَا أفنتهم بِكَثْرَة وقائعك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015