- الْمَعْنى يَقُول كَاتب من بعد أرضه وَلكنهَا قريبَة على خيلك وَقَالَ قريب وبعيد يُرِيد الْمَكَان وَيجوز أَن يكون يُرِيد الأَرْض وفعيل إِذا كَانَ نعتا سَقَطت مِنْهُ الْهَاء كَقَوْلِه تَعَالَى {إِن رحمت الله قريب من الْمُحْسِنِينَ} على أحد الْوُجُوه الَّتِى فسر بهَا وَفِيه نظر إِلَى قَول ابْن المعتز يصف فرسا

(يَرَى بَعِيدَ الشَّىْءِ كالقَرِيبِ ... )

27 - الْغَرِيب المسرى الْموضع الذى يسَار فِيهِ بِاللَّيْلِ الْمَعْنى يَقُول إِن رَسُوله سَار إِلَيْك عِنْد قَصده إياك فَمَا سَار إِلَّا على هام الرّوم مفلقة وأشلائهم مقطعَة وَهَذَا إِشَارَة إِلَى قرب الْعَهْد بالإيقاع بهم وَهَذَا هُوَ الذى أوجب الخضوع مِنْهُم وَهُوَ من قَول الطائى

(بكُلّ مُنْعَرَجِ مِنْ فارِسٍ بَطَل ... جَماجِمٌ فُلُقٌ فِيها قَنا قِصَدُ)

وَمن قَول الأول

(بكُلّ قَرارَةٍ وبِكُلّ أرْضٍ ... بَنانُ فَتًى وجُمْجُمَةٌ فَلِيقُ)

28 - الْمَعْنى يَقُول لمعان الْحَدِيد أخْفى عَلَيْهِ طَرِيقه وأعشى عَلَيْهِ بَصَره حَتَّى لم يبصر طَريقَة لشدَّة لمعان الْحَدِيد فى عَسْكَر سيف الدولة وَالضَّمِير فى مَكَانَهُ الرَّسُول

29 - الْإِعْرَاب إِلَى الْبَحْر ارادأ إِلَى الْبَحْر فَحذف همزَة الِاسْتِفْهَام وَدلّ عَلَيْهِ قَوْله أم وَهُوَ // جَائِز فى الشّعْر // وَقد ذَكرْنَاهُ فى مَوَاضِع من كتَابنَا وَمَا أنْشد عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ الْغَرِيب يرْوى الْبسَاط بِالْبَاء وَهُوَ مَعْرُوف ويروى السماط والسماط صف يقومُونَ بَين يدى الْملك الْمَعْنى يَقُول أقبل الرَّسُول يمشى إِلَيْك بَين السماطين فتصور لَهُ مِنْك الْبَحْر فى السخاء والبدر فى الْعَلَاء فَلم يدر أَيهمَا يمشى فغشيه من هيبته وملأ قلبه من جلالته مَا لَا يعرض مثله إِلَّا لمن قصد مصمما إِلَى الْبَحْر أَو ارْتَفع مرتقيا إِلَى الْبَدْر لعظم مَا عاين من هيبته وَرَأى من جلالته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015