- 1 - الْإِعْرَاب أيدرى اسْتِفْهَام إِنْكَار وَقَوله أراقا قدمه على شاقا وَكَانَ الأولى أَن يُقَال شاق ثمَّ يذكر أراق لِأَنَّهُ إِذا لم يشق الرّبع لم يَبْرق دَمه لَكِن الْوَاو للْجمع لَا للتَّرْتِيب الْغَرِيب شاقه يشوقه شوقا واشتياقا وأراق وهراق بِمَعْنى وَهُوَ سكب الدمع وَالْمَاء وَغَيرهمَا الْمَعْنى يَقُول أيدرى هَذَا الرّبع أى الْوُقُوف بِهِ أراق دَمه مِمَّا كلفه من الْبكاء فِيهِ وأكد اشتياقه بِمَا جدد لَهُ من الْحزن عَلَيْهِ وَالْعرب تَقول الْخَوْف إِذا أفرط والبكاء إِذا اتَّصل امتزج الدمع بِالدَّمِ فتلاه فى جريه وَانْحَدَرَ فى أَثَره
2 - الْمَعْنى يَقُول لنا وللراحلين من أَهله قُلُوب تتلاقى أبدا بِمَا هى عَلَيْهِ من الشوق والتذكار لسالف الْعَهْد وَأَيَّام الْوِصَال فى أجسام متنافية وأجساد غير متلاقية وَهُوَ مَنْقُول من قَول ابْن المعتز
(إنَّا عَلى الْبِعادِ والتَّفَرُّقِ ... لَنَلْتَقِى بالذّكْرِ إنْ لَمْ نَلْتَقِ)
3 - الْغَرِيب عَفا درس الْمحل الْموضع وَالْمقر والمنزل الْمَعْنى يَقُول لَا ذَنْب للرياح لِأَنَّهَا لم تدرسه وَلم تغير مَنَازِله وَإِنَّمَا عفاه الحادى بسكانه وَذَلِكَ أَنهم لَو لم يرحلوا عَنهُ لما درس الرّبع فالذنب للحداة وَهَذَا قريب من قَول أَبى الشيص
(مَا فَرَّقَ الأُلاَّفَ بَعْدَ ... اللهِ إلاَّ الإبِلُ)
(والنَّاسُ يَلْحَوْنَ غُرَا ... بَ البَيْنِ لَمَّا جَهلُوا)
(وَما إذَا صَاحَ غُرَا ... بٌ فى الدِّيارِ احْتَمَلُوا)
(وَلا عَلى ظَهْرِ غُرَا ... بِ البَيْنِ تُطْوَى الرِّحَلُ)
(وَما غُرَابُ البَيْن إلاَّ ... ناقَةٌ أوْ جَمَلُ)