- الْمَعْنى يَقُول إِن الْهوى جَار عَلَيْهِ فَحَمله مَا لَا يطيقه فَلَو عدل فى حكمه وأنصف من نفسة حمل كل قلب مَا يطيقه من الْحبّ وأودعه مَا يسْتَقلّ بِهِ من الصبابة والوجد حَتَّى يكون الْمُحب والمحبوب سَوَاء وَهَذَا إِشَارَة إِلَى أَنه أعشق العشاق وَفِيه نظر إِلَى قَول الآخر

(فيا رَبّ قَدْ حَمَّلْتَنِى فَوْقَ طاقَتِى ... مِنَ الحُبّ حِمْلاً قاتِلى فَوْقَ مَا بِيا)

(وَإلاَّ فَساوِ الحُبَّ يَا رَبّ بَيْنَنا ... يَكُون سَوَاءً لَا عَلىَّ وَلا لِيا)

5 - الْغَرِيب الْعين الشكرى الممتلئة بالدمع واشتكر ضرع النَّاقة إِذا امْتَلَأَ لَبَنًا والماق طرف الْعين مِمَّا يلى الْأنف وَهُوَ مخرج الدمع من الْعين الْمَعْنى يَقُول قد نظرت إِلَيْهِم عِنْد رحيلهم وَالْعين ممتلئة بدمعها فَصَارَت كلهَا مخرجا للدمع لكثرته فِيهَا وَشدَّة الْحَرَارَة مِنْهَا يخبر عَن غَلَبَة الْبكاء من ألم الْفِرَاق

6 - الْغَرِيب التَّمام الْكَمَال والمحاق بِضَم الْمِيم وَكسرهَا النُّقْصَان والسقم والسقم لُغَتَانِ الْمَعْنى يَقُول لما ارتحلوا أَخذ الْبَدْر فيهم الْكَمَال فى حسنه وجماله وأعطانى المحاق من السقم والنحول من الوجد بِهِ والتضاؤل بعد الْفَقْد لَهُ وطابق بَين المحاق والتمام وَمثله

(يَا مَنْ يُحاكى البَدْرَ عِنْدَ تَمامِهَ ... اِرْحُمْ فَتى يَحْكِيهِ عندَ مَحاقِهِ)

7 - الْغَرِيب الْفَرْع الشّعْر والنياق جمع نَاقَة يُقَال نَاقَة ونوق ونباق وأنوق وناقات الْمَعْنى لما جعله بَدْرًا والبدر لَا يخص النُّور بعضه وَصفه بِأَنَّهُ كُله نور من فَرعه إِلَى قدمه فَجعله كَامِلا وَهُوَ يَقُود النياق بِلَا أزمة وَالْمعْنَى أَنه أَرَادَ بِالنورِ وَجهه لضيائه وَحسنه وَقد ذكر محاسنه وَاحِدًا وَاحِدًا فَبَدَأَ بِالْوَجْهِ ثمَّ ثنى بالطرف وَذكر محاسنه وَالضَّمِير فى أزمتها للنياق وَجَاز تَقْدِيم الضَّمِير لِأَنَّهُ مُؤخر فى الرُّتْبَة وَنظر إِلَى قَول أَبى الْعَتَاهِيَة

(وَلَوْ أنَّ رَكْبا يَمَّمُوكَ لَقادَهُمْ ... نَسِيمُكَ حَتَّى يَسْتَدِلَّ بهِ الرَّكبُ)

وَإِلَى قَول الآخر

(وأخْفَوْا عَلى تِلكَ المَطايا مَسِيرَهُمْ ... فَنَمَّ عَلَيْهِمْ فِى الظَّلامِ التَّبَسُّمُ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015