- الْغَرِيب الرديان ضرب من الْعَدو والكتائب جمع كَتِيبَة وهى الْجَمَاعَة من الْخَيل وَكتب فلَان الْكَتَائِب أى عبأها كَتِيبَة كَتِيبَة الْمَعْنى يَقُول عساكره إِذا أَتَت ديار الْأَعْدَاء أسرعت فَإِذا كَانُوا يرتقبون الصُّبْح أسرعت إِلَيْهِم إسراعا لَا كسرعة الصُّبْح فهى تسبق الصُّبْح إِلَيْهِم فتهلكهم

29 - الْإِعْرَاب ومبثوثة عطف على قَوْله كتائب أى ورأو مبثوثة وَالْبَاء تتَعَلَّق بقول يحتمى الْغَرِيب المبثوثة الْغَارة الَّتِى تَشِنْ والغور مَا انخفض من الأَرْض والنجد مَا ارْتَفع الْمَعْنى يَقُول هَذِه الْكَتَائِب لَا يحتمى مِنْهَا وَلَا تتقى بطليعة وَهُوَ الذى يرقب الْعَدو وينذر بِهِ أَهله وَلَا يحتمى مِنْهَا بمنخفض من الأَرْض وَلَا بعال

30 - الْغَرِيب رِوَايَة أَبى الْفَتْح يغضن من غاض المَاء إِذا ذهب وَنقص وروى غَيره يغصن بالصَّاد من الغوص وَهُوَ الدُّخُول فى الشئ والمتفاقد الذى يفقد بعضه بَعْضًا لكثرته واضطرابه وغان بِمَعْنى مستغن والحشد الْجمع الْمَعْنى يَقُول سراياه إِذا غارت لكثرتها يفقد بَعْضهَا بَعْضًا وَهُوَ مستغن بالعبيد عَن أَن يجمع الغرباء إِلَيْهِ لِكَثْرَة عبيده وَقيل الْجَيْش الْكثير كلهم عبيد للممدوح لَيْسُوا أوباشا وأخلاطا

31 - الْمَعْنى يَقُول عسكره لِكَثْرَة مَا تغزو تمر بأراض مُخْتَلفَة فَإِذا مر بِأَرْض سَوْدَاء علاهُ غُبَار أسود وَإِذا مر بِأَرْض حَمْرَاء علاهُ غُبَار أَحْمَر فقد صَارَت عَلَيْهِ هَذِه الألوان كالطرائق فى الْبرد وَهَذَا // معنى حسن // وحثوت وحثيت التُّرَاب حَشْوًا وحشيا

32 - الْغَرِيب يُرِيد المهدى الذى وعد بِهِ النبى

الذى يأتى فى آخر الزَّمَان وَيخرج فى زَمَنه عِيسَى ابْن مَرْيَم وَقد اخْتلف النَّاس فِيهِ فَذَهَبت الشِّيعَة أعنى طَائِفَة مِنْهَا إِلَى أَنه ابْن الْحَنَفِيَّة وهم الكيسانية وَذهب طَائِفَة مِنْهُم إِلَى أَنه يخرج غير معِين فى علم الله إِذا شَاءَ أخراجه وهم على ذَلِك موافقون لِلْجُمْهُورِ وهم الزيدية أَصْحَاب زيد بن على بن الْحسن بن على بن أَبى طَالب وَذهب قوم إِلَى أَنه معِين وَهُوَ مُحَمَّد بن الْحسن العسكرى وَأَنه اختفى وَهُوَ ضغير فى سرداب دَار أَبِيه بسر من رأى وَالدَّار الْآن مشْهد يزار وَقد زرنه فى انحدارى من الْموصل إِلَى بَغْدَاد وهم الإمامية وَلم يَخْتَلِفُوا أَنه من قُرَيْش وَأَنه من ولد على رضى الله عَنهُ إِلَّا أَبَا الطّيب فَإِنَّهُ جعله فى هَذَا الْبَيْت أَبَا الْفضل بن العميد وَإِنَّمَا علقه بِشَرْط وَقَوله هَدْيه أى صَلَاحه وهداه الْمَعْنى يَقُول إِن كَانَ المهدى فى النَّاس من بَان صَلَاحه فَهَذَا الذى نرَاهُ هُوَ المهدى الْمَوْعُود بِهِ الذى تملأ الأَرْض عدلا كَمَا ملئت جورا وظلما وَإِن لم يكن هَذَا الْمَوْعُود بِهِ فَمَا نرى من حسن سيرته وطريقته هدى كُله فَمَا معنى المهدى بعد هَذَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015