- 1 - الْغَرِيب الخفر الْحيَاء الْمَعْنى من روى نسيت بِضَم النُّون يُرِيد نسينى الحبيب وَلَا أنسى مَا جرى بينى وَبَينه من العتاب وتباريحه الْمَعْنى يَقُول نسيت شَيْئا وَلم أنس عتابا مضى مَعَ الحبيب وَلَا خفر العاتب الذى غشيه عِنْد العتاب من الْحيَاء الذى زَادَت بِهِ حمرَة وَجهه وَالْعرب تذكر مَا جرى بَينهَا وَبَين الحبيب عِنْد الْوَدَاع كَقَوْل الآخر
(ولسْتُ بناسٍ قوْلهَا يوْمَ وَدَّعَتْ ... وَقد رُحِلَتْ أجمالُنا وهى وُقَّفُ)
(أأنْتَ على العَهدِ الذى كانَ بيْنَنا ... فلسْنا وحقّ اللهِ عَن ذَاك نُصرَفُ 1)
(فقلْتُ لَهَا حِفظى لِعهدِكِ مُتْلفى ... وَلَوْلَا حِفاظُ العهدِ مَا كنتُ أتلف)
وكقول الآخر
(وَلم أنْسَ توْديعى لَهُم وَحُدُاتهُمْ ... تُرَحِّلُهُمْ فَوْقَ المَطِىّ المُخَزَّمِ)
(وُقوفى وَراءَ الحَىّ سِرّا وبيْنَنا ... حَدِيث كنشرِ المِسكِ حينُ يجَمْجَم 2)
(ترَشَّفْتُ مَن فِيهَا رُضابا كأنَّه ... سُلافة خمر من إِنَاء مُفدَّمِ)
(مبرْقعة كالشَّمس تحتَ سحابةٍ ... أَو البدرِ فى جُنْحٍ من اللَّيل مظلمِ)
2 - الْإِعْرَاب من نصب صُحْبَة نصبها على المصدرية وهى الرِّوَايَة الصَّحِيحَة تَقْدِيره صحبنى فى المعانقة كَمَا صَحبه العقد أى مثل وَمن رفع جعلهَا فاعلة أَطَالَت الْغَرِيب القصيرة والقصورة هى المحبوسة فى خدرها الممنوعة من التَّصَرُّف من الْقصر بِالْفَتْح لَا من الْقصر كعنب وَمِنْه
(قاصرات الطّرف)
أى محبوسات فَلَا تقع أعينهن إِلَّا على أَزوَاجهنَّ وَقيل قصرن أَطْرَاف أَزوَاجهنَّ أَن ينْظرُوا إِلَى غَيْرهنَّ وجمعهن قاصرات وَجمع قَصِيرَة قصائر وقصار قَالَ كثير
(وأنْتِ الَّتِى حَبَّبْتِ كلّ قَصِيرَةٍ ... إلىَّ وَما تَدْرِى بذاكَ القصائِرُ)
(عَنَيْتُ قَصيراتِ الحِجالِ وَلم أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَا شَرُّ النِّساءِ البَحاترُ)
الْمَعْنى وَلَا لَيْلَة أى مَا نسيت لَيْلَة قصرت عَن الطول بلهوى بمحبوبة قصورة فقصرت تِلْكَ اللَّيْلَة لطيبها وليالى الْوِصَال أبدا قصار كَمَا أَن ليالى الهجر أبدا طوال فَبت مَعَ هَذِه القصورة معانقا لَهَا حَتَّى طَالَتْ المعانقة مثل صُحْبَة العقد فى جيدها