- 1 - الْإِعْرَاب الْبَاء مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف تَقْدِيره يفدى بكتب الْأَنَام كتاب وَدلّ على الْفِعْل مَا بعده من قَوْله فدت الْمَعْنى يَقُول يفدى هَذَا الْكتاب الْوَارِد على بكتب النَّاس كلهم لِأَن شرفه وَقدره عَظِيم
2 - الْمَعْنى إِن هَذَا الْكتاب يخبر عَن حَاله وشوقه إِلَيْنَا كَمَا نجد نَحن من شوقنا إِلَيْهِ
3 - الْغَرِيب خرق الظبى إِذا فزع ولطئ بِالْأَرْضِ وَكَذَلِكَ أخرق وأخرقه غَيره والخرق التحير من هم وَشدَّة وبرق إِذا شخص بطرفه من عجب أَو فزع قَالَ الله تَعَالَى {برق الْبَصَر} وبرق بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا وبالفتح قَرَأَ نَافِع الْمَعْنى يُرِيد إِن الذى رأى هَذَا الْكتاب حيره مَا رَآهُ من حسن الْخط والذى انتقد لَفظه أبرقه مَا انتقده من حسن أَلْفَاظه ومعانيه وبلاغته
4 - الْمَعْنى يُرِيد أَن أَلْفَاظه تحدث الْحَسَد فى قلب من يقْرؤهَا فتحسده قُلُوب السامعين
5 - الْمَعْنى لما وَصفه بِأَنَّهُ يفرس جعله أسدا لِأَن الْفرس من أَفعَال الْأسد وَالْمعْنَى أَنه وصل فى استيلائه على قُلُوبهم إِلَى مثل مَا يصل إِلَيْهِ الْأسد إِذا فرس الفريسة جعل الفصاحة فِيهِ دون غَيره من النَّاس كالفرس فى الْأسد قَالَ الواحدى لَو خرس المتنبى وَلم يصف كتاب أَبى الْفَتْح بِمَا وصف لَكَانَ خيرا لَهُ فَكَأَنَّهُ قطّ لم يسمع وصف كَلَام وأى موصع للإخراق والإبراق وَالْفرس فى وصف الْأَلْفَاظ والكتب فَهَلا احتذى على مِثَال كَلَام البحترى فى قَوْله يصف كَلَام مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات
(فى نظامٍ مِن البلاغَة مَا شَكَّ ... امْرُؤٌ أنَّهُ نِظامُ فَرِيدِ)
(وَكَلَام 1 كأنَّه الزَّهَر الضَّا ... حكُ فى رَوْنق الرَّبيع الجديدِ)
(ومَعانٍ لَو فصَّلتها القَوافى ... هَجَّنَتْ شعر جَرْول ولَبيدِ)
(حُزْنَ مستعملَ الْكَلَام اخْتيارا ... وتجنَّبْنَ ظُلمةَ التَّعقيدِ)