- الْمَعْنى يَقُول من لى بِمثل يَوْم الْوَدَاع لِأَن الْمُودع على كل حَال يحظى بِالنّظرِ وَالتَّسْلِيم يَقُول من لى بِالْيَوْمِ الذى كرهته لما فِيهِ من التَّفَرُّق فَأَنا أَتَمَنَّى مثل ذَلِك الْيَوْم الذى قربت بِهِ من الْبعد للتوديع والعشاق يتمنون التوديع كَمَا قَالَ الآخر

(مَن يكُنْ الوَداع فاّنى ... أشتَهيهِ لِعِلَّةِ التَّسْليمِ)

(إنَّ فِيهِ اعتناقَه لوداع ... وانتظار اعْتناقِهِ لقُدومِ)

(ولَكَمْ فُرْقة وغَيبةِ شَهْرٍ ... هى أحْرَى مِنِ امْتناع مُقيمِ)

4 - الْإِعْرَاب أَن لَا أَن فى مَوضِع نصب بِإِسْقَاط حرف الْجَرّ تَقْدِيره وَبِأَن لَا يخص الْمَعْنى يَقُول من لى بِأَن لَا يكون الْفَقْد مَخْصُوصًا بشئ دون شئ فإنى فقدت أحبابى وَلم أفقد الْبكاء والوجد فَأَنا أَتَمَنَّى أَن يكون الْفَقْد عُمُوما لَا خُصُوصا حَتَّى إِذا فقد الحبيب فقد الوجد

5 - الْإِعْرَاب تمن خبر مبتدإ مَحْذُوف تَقْدِيره هَذَا تمن الْغَرِيب الفتيل هُوَ مَا على شقّ النواة وَقيل هُوَ مَا كَانَ بَين الإصبعين من الْوَسخ وَقيل الفتيل والنقير والقطمير كُله فى النواة فالفتيل هُوَ مَا فى شقها والنقير هُوَ النقرة الَّتِى على ظهرهَا والقطمير هُوَ الغشاء الرَّقِيق الذى عَلَيْهَا الْمَعْنى يَقُول هَذَا الذى ذكرته هُوَ تمن لَا حَقِيقَة لَهُ غير أَن المستهام وَهُوَ الذى هيمه الْحبّ يلتذ بالتمنى وَإِن كَانَ لَا يَنْفَعهُ وَلَا يغنى عَنهُ شَيْئا وَهَذَا كَمَا قَالَ الشَّاعِر

(أمانِىَّ مِنْ لَيْلَى حِسانا كأنَّمَا ... سَقَتنى بِها ليلَى على ظَمأ بَرْداً)

(مُىَ إنْ تكنُ حَقاتكُن أحسن المُنَى ... وَإِلَّا فَقد عِشْنا بهَا زَمنا رَغْدًا)

وَقَالَ البحترى

(تَمَنَّيْتُ ليلى بعد فَنْوتِ وإنَّمَا ... تَمَنَّيْتُ مِنْهَا خُطَّةً لَا أنالُهَا)

وَقَالَ الآخر

(وَأعلم أنَ وَصْلكِ ليسَ يُرْجَى ... ولكِنْ لَا أقَلَّ مِن التمّنى)

يُقَال لذى يلذ والتذ يلتذ وتلذذت كَذَا ألتذه لذاذا ولذاذة وَهُوَ لذ ولذيذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015