- الْغَرِيب المزاد جمع مزادة وهى الرِّوَايَة والراوية فى الأَصْل الْجمل وَإِنَّمَا سميت المزادة راوية مجَازًا الْمَعْنى يَقُول هُوَ ظَالِم الْجُود يُرِيد أَنه يُكَلف من حل بِهِ أَو نزل لسخائه وبذله أَن يحمل الْبحار فى مزاده وَهَذَا ظلم لِأَنَّهُ يُكَلف الْإِنْسَان مَا لم يُمكن وكنى بالركب عَن الْوَاحِد على اللَّفْظ لَا على الْمَعْنى على رِوَايَة من روى سَام وَأما من روى سيم كَانَ الْمَعْنى أَن هَذَا الممدوح قد ألف مِنْهُ الْكَرم فَإِذا نزل بِهِ ركب كلفوه أَن يحمل الْبحار

30 - الْمَعْنى يَقُول عمتنى مِنْهُ فَوَائِد كَانَ من جُمْلَتهَا حسن القَوْل أى تعلمت مِنْهُ حسن النّظم وَصِحَّة الْمَعْنى يُرِيد أَنه تنبه بانتقاد شعره على مَا كَانَ غافلا عَنهُ

31 - الْمَعْنى يَقُول لم نسْمع قبله بجواد يحب الْعَطاء ويشتهى أَن يكون قلبه من جملَة الْإِعْطَاء يُرِيد أَن مَا أَفَادَهُ من الْعلم من نتيجة عقله وثبات فكره فَعبر عَن الْعلم بالفؤاد لِأَن مَحَله الْفُؤَاد كَقَوْلِه تَعَالَى {لمن كَانَ لَهُ قلب} أى عقل فَسمى الْعقل قلبا قَالَ الواحدى لم يعرف ابْن جنى هَذَا الْكَلَام فَقَالَ الْكَلَام الْحسن الذى عِنْده إِذا أَفَادَهُ إنْسَانا فقد وهب لَهُ عقلا ولبا وفؤادا وَهَذَا إِنَّمَا كَانَ يحسن أَن لَو قَالَ

(فاشتهى أَن يكون فِيهَا فُؤَاده ... )

مُنْكرا وَإِذا أَضَافَهُ إِلَى الممدوح فَلَيْسَ يحسن مَا قَالَ وَلَا يجوز

32 - الْمَعْنى قَالَ الواحدى روى ابْن جنى أفضل النَّاس وَلَيْسَ بشىء يُرِيد أَن أفْصح النَّاس الممدوح وَأَن الفصاحة فِي الْعَرَب فأصح النَّاس فى مَكَان بدل الْأَعْرَاب بِهِ أكراد يعْنى أهل فَارس أى أَنه أفْصح النَّاس وَأَنه بَين قوم غير فصحاء

33 - الْإِعْرَاب أَحَق عطف على قَوْله أفْصح الْمَعْنى يَقُول خلق الله أَحَق الغيوث بِحَمْد فى زمَان ... الخ يعْنى الممدوح لما جعله غيثا ينْبت الْكلأ جعل النَّاس لاحتياجهم إِلَيْهِ كالجراد وَالْجَرَاد لَا يحيا إِلَّا بالغيث والكلأ وَقَالَ الواحدى جعل الممدوح غيثا لعُمُوم صَلَاحه وَجعل النَّاس جَرَادًا لشيوع فسادهم وَلِأَنَّهُم سَبَب الْفساد قَالَ وَيدل على صِحَة هَذَا قَوْله

(مثل مَا أحدث ... الخ ... )

طور بواسطة نورين ميديا © 2015