- الْمَعْنى يُرِيد أَن الزَّمَان فَقير إِلَيْهِ فَهُوَ فى الْعَالم كالأنبياء عَلَيْهِم السَّلَام فى زمانهم يُرِيد إِنَّه لما شاع الْفساد فى الْعَالم كالجراد خلق الله ابْن العميد ليزيل بِهِ ذَلِك الْفساد كَمَا أَنه لما عَم الْكفْر والشرك بعث الله الْأَنْبِيَاء وَهُوَ من قَول الفرزدق
(بُعِثْتَ لأهلِ الدّينِ عَدلاً ورَحْمَةً ... وبُرْءًا لآثارِ الجُروح الكوَالمِ)
(كَا بَعَثَ اللهُ النَّبىَّ محمَّدًا ... على فترَةٍ والنَّاسُ مثلُ البهائمِ)
35 - الْمَعْنى يَقُول الْقَمَر يزين اللَّيْل ويضئ فِيهِ وَلم يضرّهُ سَواد اللَّيْل وَأَنت لما ظهر الْفساد فى النَّاس لم يصل إِلَيْك لِأَنَّك سَبَب صَلَاحه كَالْقَمَرِ يطلع فيجلو سَواد اللَّيْل وَلَا يضرّهُ
36 - الْمَعْنى يَقُول قد أكثرت الْفِكر فَكيف أهْدى إِلَيْك شَيْئا كَمَا تهدى العبيد إِلَى رَبهَا
37 - الْمَعْنى يَقُول كل مَا عندنَا من الْأَمْوَال والخيول فَهُوَ من هباته وَمَا قَادَهُ لنا من الْخُيُول فَمن عِنْده وَهَذَا من قَول ابْن الرومى
(منكَ يَا جَنَّةَ النَّعيم الهَدايا ... أفنُهْدى إِلَيْك مَا مِنْك يُهْدَى)
38 - الْإِعْرَاب مهار بِالْجَرِّ بدل أَو صفة على التَّأْوِيل وَبِالنَّصبِ صفة على الْموضع تَقْدِيره بعثنَا أَرْبَعِينَ وَالْبدل أَيْضا على الْموضع كَمَا قُلْنَا فى وَجه الْجَرّ لِأَن الْمهْر وَإِن كَانَ اسْما يرضيك مِنْهُ معنى الصّفة لِأَنَّهُ بِمَعْنى فَتى الْغَرِيب يُقَال مهر ومهرة وفى الْجمع أمهار ومهار ومهرات الْمَعْنى يَقُول قد بعثت إِلَيْك بِأَرْبَعِينَ بَيْتا من الشّعْر كَأَنَّهَا أَرْبَعُونَ مهْرا وميدان كل بَيت إنشاده يُرِيد تعرف كل بَيت بإنشاده كَمَا أَن الْمهْر إِذا جرى فى ميدانه عرف جريه