- الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح قد رضيت أَن يَجْعَل المداد الذى يكْتب بِهِ قبُول عذرى سَواد عينى حبا لَهُ وتقربا مِنْهُ واعترافا لَهُ بالتقصير قَالَ الواحدى لَيْسَ على مَا قَالَ لِأَن المُرَاد قبُول الْعذر لَا أَن يكْتب الممدوح ذَلِك وَالْمعْنَى أَنه يُرِيد هَل يقبل عذرى وَهل عِنْده قبُول لعذرى ثمَّ قَالَ سَواد عينى مداده يُرِيد أَنه لَو استمد من عينى لم أبخل عَلَيْهِ وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَنَّهُ كَاتب مُحْتَاج إِلَى المداد وَالْكِنَايَة فى مداده تعود إِلَى أَبى الْفضل وفى قَول أَبى الْفَتْح تعود إِلَى الْعذر وَلَيْسَ بشئ
21 - الْمَعْنى أَنا فى غَايَة من الْحيَاء وَذَلِكَ أَن أَبَا الْفضل ناظره فى شئ من شعره وَلِهَذَا جعله معلا لَهُ وَقد شَرحه فى الْبَيْت الذى بعد هَذَا فَيَقُول مكرمات المعل تأتينى كل يَوْم فَكَأَنَّهَا عواد عليل تعودنى
22 - الْمَعْنى لم يكفنى تَقْصِير قولى وعجزى عَن وَصفه حَتَّى صَار انتقاده شعرى ثَانِيًا لتقصيرى وَهَذَا هُوَ الْمُوجب للحياء وَهُوَ التَّقْصِير والانتقاد
23 - الْمَعْنى يَقُول أَنا فى الشّعْر كالبازى الأصيد وَلَكِن النَّجْم الْأَعْلَى لَا أقدر على بُلُوغه وَيُرِيد بِأَجل النُّجُوم زحل جعل هَذَا مثلا للممدوح قَالَ الواحدى وَلم يعرف ابْن جنى هَذَا لِأَنَّهُ قَالَ لَو اسْتَوَى لَهُ أَن يَقُول أَعلَى النُّجُوم لَكَانَ أليق وَالْمعْنَى إنى وَإِن كنت حاذقا فى الشّعْر فَإِن كلامى لَا يبلغ أَن أصف ابْن العميد وأمدحه وَأما قَول الواحدى عَن أَبى الْفَتْح
(لَو اسْتَوَى لَهُ أَن يَقُول أَعلَى النُّجُوم لَكَانَ أليق)
أى بِالْمَعْنَى فَصدق وَأَبُو الطّيب لَو قَالَ ذَلِك لَكَانَ حسنا واستوى لَهُ لَو فطن وَكَانَ قَادِرًا أَن يَقُول
(إنَّنِى أصْيَد البُزاةِ ولكِنِّىَ أعْلى النُّجومِ لَا أصْطادُه ... )