- الْغَرِيب الفرند مَاء السَّيْف وجوهره الْمَعْنى يُرِيد أَن هَذَا الجفن جعل لَهُ نعل من ذهب وَلَيْسَ ذَلِك من حفا وَهُوَ يحمل من هَذَا السَّيْف بحرا لِكَثْرَة مَائه وفرنده زبده يعْنى أَن الفرند لهَذَا السَّيْف بِمَنْزِلَة الزّبد للبحر

15 - الْغَرِيب المدجج المغطى بِالسِّلَاحِ والبدادن جانبا السرج الْمَعْنى يَقُول إِذا ضرب بِهِ قسم المغطى فى السِّلَاح نِصْفَيْنِ والسرج أَيْضا فَلَا يسلم مِنْهُ إِلَّا بداد سَرْجه لانحرافه عَن الْوسط وَقَوله شفرتيه وَالسيف لَا يقطع إِلَّا بشفرة وَاحِدَة مَعْنَاهُ أَنه أَرَادَ بأى شفرة ضرب عمل هَذَا الْعَمَل الذى ذكره

16 - الْمَعْنى يُرِيد أَن الدَّهْر قد جمع الْآحَاد حد هَذَا السَّيْف ويدى الممدوح وثنائى لَهُ يُرِيد شعرى فى وَصفه فَلَا سيف كَهَذا السَّيْف ولايد فى الضَّرْب كيد الممدوح وَلَا ثَنَاء كثنائى فَهَذِهِ أَفْرَاد لَا نَظِير لَهَا

17 - الْغَرِيب المنفسات الْأَشْيَاء النفيسة وَاحِدهَا منفس والعتاد بِفَتْح الْعين الْعدة يُقَال أَخذ لِلْأَمْرِ عدته وعتاده والعتيد الْحَاضِر المهيأ الْمَعْنى قَالَ الواحدى حكى أَبُو على بن فورجة عَن أَبى الْعَلَاء المعرى فى هَذَا الْبَيْت قَالَ يعْنى أَن الغمد بِمَا عَلَيْهِ من الحلى وَالذَّهَب أنفس من السَّيْف كَأَنَّهُ كَانَ محلى بِكَثِير من الذَّهَب فَجعل الغمد جلدا إِذا جعل السَّيْف شامة قَالَ أَبُو على والذى عندى أَنه أَرَادَ بجلده ظَاهره الذى عَلَيْهِ الفرند لِأَن أنفس مَا فى السَّيْف فرنده وَبِه يسْتَدلّ عَلَيْهِ فى الْجَوْدَة وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يعْنى أَنه يلوح فِيمَا أعطَاهُ كَمَا تلوح الشامة فى الْجلد لحسنه ونفاسته وَقَوله

(جلدهَا منفساته وعتاده)

أى مَا يلى هَذَا السَّيْف مِمَّا تقدم مِنْهُ وَتَأَخر كالجلد حول الشامة وَقَالَ أَبُو الْفضل العروضى مُنْكرا على أَبى الْفَتْح ألم يجد المتنبى مِمَّا يحسن فى الْجَسَد شَيْئا فَوق الشامة كَالْعَيْنِ الْحَسْنَاء لكنه أَرَادَ أَن هَذَا السَّيْف على حسنه وَكَثْرَة قِيمَته كالنقطة فِيمَا أعطَاهُ أَلا ترَاهُ يَقُول جلدهَا منفساته أى قدر السَّيْف وَهُوَ عَظِيم الْقيمَة فِيمَا أعطَاهُ كَقدْر الشامة فى الْجلد قَالَ الواحدى وَهَؤُلَاء الَّذين حكينا كَلَامهم كَانُوا أَئِمَّة عصرهم وَلم يكشفوا عَن معنى الْبَيْت وَلَا بَينُوهُ بَيَانا يقف المتأمل عَلَيْهِ وَيقْضى بِالصَّوَابِ وَمعنى الْبَيْت إِنَّه جعل ذَلِك السَّيْف شامة والشامة تكون فى الْجلد وَلما سَمَّاهُ شامة سمى مَا كَانَ مَعَه من الْهَدَايَا الَّتِى كَانَ السَّيْف فى جُمْلَتهَا جلدا وَالْكِنَايَة فى المنفسات والعتاد تعودان إِلَى الممدوح وَذَلِكَ أَنه أهْدى إِلَيْهِ أَشْيَاء نفيسة من الْخَيل وَالثيَاب والأسلحة فَهُوَ يَقُول هَذَا السَّيْف فى جُمْلَتهَا شامة فى جلد قَالَ وَقَول ابْن فورجة هوس لَا شئ وَقَالَ ابْن القطاع يُرِيد أَن السَّيْف على جلالة قدره وَمَا عَلَيْهِ من الذَّهَب كَالشَّامَةِ فى جنب مَا أخذت مِنْهُ وَقَوله جلدهَا يُرِيد مَا عَلَيْهِ من الفرند الذى من أَجله يسْتَدلّ على جودته ويغالى فى ثمنه وَقيل يردي بجلده جفْنه وَمَا عَلَيْهِ من الذَّهَب وَالْفِضَّة والجوهر المكلل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015